يوم من الأيــام .. الأخذ بالأحسن أم الأخذ بالأحزن؟!

> محمد عبدالله باشراحيل:

>
محمد عبدالله باشراحيل
محمد عبدالله باشراحيل
استقبلت شعوب العالم الإسلامي شهر رمضان المبارك بالفرحة والبهجة وبمزيد من التراحم والتعاطف والإخاء والمحبة، أما نحن في هذه البلاد وفي محافظة عدن تحديداً فقد استقبلنا هذا الشهر الفضيل بأحزان وفجائع رهيبة، فقد أصابنا الحزن الشديد لكارثة الحريق المروعة بمنطقة الخساف والتي راح ضحيتها أسرة مكونة من تسعة أشخاص، فهل يمكن تصور حدوث مثل هذه الفاجعة، وما زادنا حزناً أن الأسباب التي أدت إلى زيادة عدد الضحايا كانت عائدة إلى:1- طمس البناء غير المنظم لمواقع مياه إطفاء الحريق، 2- عدم توفر المياه لسيارات الإطفاء، 3- لوحظ رجال الأطفاء أنهم كانوا دون سترة حماية ضد الحريق، 4- شحة الإمكانيات في أقسام الطوارئ بالمستشفيات الحكومية وما تعانيه من نقص حاد في المواد والمعدات الطبية الضرورية وعدم توفير المخصصات الحكومية اللازمة لذلك، في حين نلاحظ أن المخصصات المالية البالغة بلايين الريالات على الصور والمهرجانات الخطابية والاحتفالات واللافتات تحتل المرتبة الأولى عملياً في البرنامج الحكومي. سؤالنا من هم المسؤولون عن هذه الكارثة الفظيعة؟

كما استقبلنا شهر رمضان أيضاً بصدمة رهيبة مخالفة للوعود التي سبقت الانتخابات والممثلة في استقرار الأسعار وتحسين المستوى المعيشي والقضاء على الفقر وغيرها من الشعارات التي كانت تدغدغ العواطف حينها، ولكن فوجئ الناس بعد الانتخابات ومع حلول الشهر الكريم بقفزة كبيرة غير مبررة وغير متوقعة في أسعار أهم المواد الغذائية، فعلى سبيل المثال ارتفع سعر الكيلو لكل من اللحم البلدي إلى (1700) ريال وسمك الثمد إلى (700) ريال والطماطم إلى (200) ريال والبصل إلى (150) ريالاً وأسطوانة الغاز إلى (1000) ريال، ولم يقتصر الحال مع بداية رمضان على ذلك بل زاد الطين بلة انقطاع المياه والكهرباء يومياً وهي أمور قد نسيتها الناس في فترة الحملة الإعلامية للانتخابات ولكن كما يقال «عادت حليمة لعادتها القديمة».

والخلاصة: إن نتائج الانتخابات الرئاسية والمحلية المعلنة بالرغم من حالات الطعون والتجاوزات التي رافقتها إلا أنها بعثت برسائل واضحة للمعنيين، نأمل أن يكونوا قد قرأوها وفهموها جيداً، وأن بدايات شهر رمضان أعطتنا مع الأسف الشديد مؤشرات أصابتنا بالحزن والإحباط فهل تحول السلطة قريباً هذا الحزن وذاك الإحباط إلى بهجة وتفاؤل؟

نكرر ونقول صراحة ما قاله فقيد الوطن الأديب الكبير عمر الجاوي: ««إن شعار الأخذ بالأحزن قد حل محل شعار الأخذ بالأحسن» .. ورمضان كريم.

[email protected]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى