دروس مستفادة (2)

> محفوظ سالم شماخ:

>
محفوظ سالم شماخ
محفوظ سالم شماخ
أتناول في هذه المقالة ما ينبغي للحزب الحاكم أن يدرك من دروس ناتجة عن الانتخابات الرئاسية والمحلية الأخيرة,فكلنا يدرك أن الحزب الحاكم مكون من فئات متعددة قد لا يجمعها توحد الرؤى بقدر ما تجمعها أمور أخرى، ولكنها كلها اندمجت تحت وهج الرئيس القائد حتى أصبح الخوف أن يكون نمط الأحزاب في اليمن أحزاب الرجل الواحد، لهذا فإن أول درس يجب استيعابه أن ذلك الوهج قد لا يستمر طويلاً، لهذا لا بد من إعادة التفكير في تكوين الحزب الحاكم ايديولوجيا وعملاً.

الدرس الثاني هو أن يستوعب الحزب الحاكم وكل كوادره من هي في السلطة ومن على هامش السلطة أن التبادل السلمي للسلطة لا يعني فقط إحلال حزب محل حزب بل أيضاً إحلال مسؤولين بحكم انتمائهم إلى الحزب الحاكم ممن أثبتوا أنهم أسرى لثقافة التحكم والتهجم وغير ذلك بآخرين من الحزب نفسه لهم رصيدهم الوطني وسمعتهم الجيدة وإيمانهم بأن «الحكم مغرم لا مغنم»، في ظل هذا الإدراك فإنه إذا لم يتم التوجه الصادق في هذا المجال فإن العواقب لن تكون محمودة.

الدرس الثالث هو أنه لا بد من غربلة كاملة للأسلوب الإداري للحزب والاعتماد على التدافع للطلوع على الأكتاف وبعد ذلك لا حسيب ولا رقيب، أي لا بد من وضع حد للطمع في تسلق المناصب الحزبية من دون أرضية علمية وسلوكية يعتز بها الحزب وتلمسها الجماهير.

الدرس الرابع أن اختيار العناصر الجيدة لإدارة الحكم وليس لإدارة الحزب لا يجب أن يخضع لمعايير حزبية من أي جهة كانت، بل يجب أن تسود الكفاءة والنزاهة في أبهى صورها فيمن يتولى أمور المواطنين وتسيير دفة الحكم، وعلينا أن ندرك ما يردده فخامة الأخ الرئيس من أن حزب المؤتمر فيه عناصر يعتز بها الحزب والوطن ولكن الكثير من تلك العناصر فضلت الانزواء وهي ترى تزاحم من يتزاحم على المناصب سواء الحزبية أو في إدارة الحكم ولهذا فلا بد أن يبحث الحزب الحاكم عن الدرر الناصعة ليضعها على تاجه وليس غير ذلك.

إذن فالمرحلة القادمة إذا لم تشهد إصلاح الحزب الحاكم بجد واجتهاد وموضوعية فليس لنا أن نتوقع مداخل ومخارج سليمة للنهج الديمقراطي أولاً وللتنمية المنشودة ثانياً وليس أخيراً.

على الحزب الحاكم أيضاً أن يفسح المجال للشفافية الكاملة في نهج وتطبيق سياسته في الحكم ولا يكتفي بإرادة فلان أو أهواء علان، وعليه أيضاً أن يرسخ في عناصره التي يسخرها للحكم أن تتعامل بشفافية وموضوعية وأن تتقبل النقد البناء من أي جهة كانت وتفتح صدرها واسعا لاستقبال كل من يريد أن يساهم في حسن سير الأوضاع ومن دون أي اعتبار من أي جهة جاء.

أدرك أنها كلها دروس مريرة وقد لا يستوعبها الكثير من أعضاء الحزب الحاكم، ولكنني أيضاً واثق بأن الكثير والكثير من أعضاء الحزب الحاكم لديهم القدرة على استيعاب ذلك إن هم أرادوا.

وسأتناول بإذن الله في المقال القادم ما أرى أن يلم به فخامة الأخ الرئيس.

والله الموفق.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى