التحقيق في اغتيال الحريري يهدد بانهيار الحكومة اللبنانية

> القاهرة «الأيام» آن بياتريس كلاسمان :

>
الراحل رفيق الحريري
الراحل رفيق الحريري
صمدت الحكومة اللبنانية في الاشهر الماضية على الرغم من العواصف العاتية التي مرت بها سواء الاغتيالات السياسية أو الحرب مع إسرائيل أو تمركز قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة (اليونيفيل).

ولكن هذه الحكومة معرضة الان للانهيار بسبب موضوع آخر وهو مسار التحقيق في قضية اغتيال رفيق الحريري رئيس الوزراء الاسبق حيث تتوقع دوائر سياسية أن يحدث التقرير الذي ستتقدم به لجنة التحقيق في نهاية الشهر الجاري ما يشبه الزلزال في أوساط الحكومة والحياة السياسية اللبنانية.

الشعار أو طوق النجاة الذي ترفعه الاحزاب اللبنانية منذ تموز/يوليو الماضي هو "ضرورة الصمود وإظهار التماسك" على الرغم من رفض الكثيرين من السنة والشيعة للحرب بين إسرائيل وحزب الله وسط تحذيرات مستمرة من رئيس الوزراء فؤاد السنيورة من مغبة التأثيرات الخارجية على تصعيد الصراع الداخلي في البلاد.

وفي ظل الظروف الحالية وفي الوقت الذي يأمل فيه الجميع في لبنان إزالة آثار الحرب والسعي نحو الاستقرار أخذت الاحزاب الشيعية سواء حزب الله أو أمل في الابتعاد عن خط التحالف بشكل أثار الحيرة.

وترجع أسباب ذلك إلى مطالب حزب الله في منتصف آب/أغسطس الماضي بتأسيس "حكومة وحدة وطنية" بنسب تمثيل عالية للحزب وحلفائه بحيث يمكن للحزب صياغة القرارات الحاسمة وتنفيذها وهو الامر الذي يرفضه السنيورة حتى الان رغم استعداده لمناقشة "توسيع مجلس الوزراء".

وفي هذه الاثناء هدد حسن نصر الله باسقاط الحكومة عن طريق المسيرات في الشوارع وأعقب ذلك استقالة الوزراء الخمس الشيعةفي الحكومة أمس الأول السبت بدعوى "التهديدات التي تواجه المصالح الوطنية ورغبة المعارضة في فرض شروطها".

الاغلبية في الحكومة اللبنانية ترفض هذا التفسير ولا تأخذه بجدية وهي على قناعة أن الشيعة يرغبون في منع ظهور الحقيقة وراء مقتل الحريري خاصة وأن الحكومة ستجتمع اليوم الاثنين في بيروت للتشاور حول مسودة شروط وإطار المحكمة الدولية التي أرسلتها الامم المتحدة يوم الجمعة الماضي.

وعلى الرغم من عدم ادعاء أحد في بيروت أن الاحزاب الشيعية تقف وراء اغتيال الحريري ولكن الاتهامات تتجسد في محاولة الشيعة التستر على المتآمرين سواء في بيروت أو دمشق.

ويتساءل فريد مكاري نائب رئيس البرلمان اللبناني لماذا جاءت الاستقالة في هذا التوقيت بالذات وقبل مناقشة الحكومة لمشروع المحكمة الدولية؟ وأضاف أن التوقيت له مغزى واضح ويثير المخاوف والقلق.

في الوقت نفسه استبعد وليد جنبلاط زعيم الدروز أن يهدأ سعد الحريري الذي تولى إرث والده السياسي قبل أن تظهر الحقيقة.

وبنظرة على نتائج التحقيقات التي بدأها المدعي العام الالماني ديتلف ميليس يتضح بشكل جلي إلى أي مدى تشكل قائمة المتهمين حساسية خطيرة حيث تشمل أربعة من رجال الرئيس اميل لحود وعدد من المسئولين في نظام الرئيس السوري بشار الاسد الذي يعد مع إيران أكبر المؤيدين لحزب الله. (د.ب.أ)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى