في ندوة المناضل محمد علي لقمان رائد حركة التنوير في اليمن .. عبدالغني: شغلت عدن اهتمام الرائد لقمان وانشغل بها ومن خلالها بالوطن اليمني كله .. ود.باصرة: الندوة تعد حلقة من حلقات تصحيح تاريخ الوطن وأعلامه ومفكريه

> محمد فضل مرشد:

>
رئيس مجلس الشورى الذي يرعى ندوة رائد التنوير لقمان في الجلسة الافتتاحية امس
رئيس مجلس الشورى الذي يرعى ندوة رائد التنوير لقمان في الجلسة الافتتاحية امس
أعلن أ.د. عبدالوهاب راوح، رئيس جامعة عدن، إطلاق اسم رائد الحركة التنويرية في اليمن محمد علي لقمان المحامي على قاعة مؤتمرات ديوان جامعة عدن تكريماً لهذه الشخصية التنويرية والنضالية، وذلك خلال افتتاحه أمس صباحا ندوة (المناضل محمد علي لقمان رائد حركة التنوير في اليمن) برعاية الأخ عبدالعزيز عبدالغني، رئيس مجلس الشورى، وبحضور الأخوة أحمد محمد الكحلاني، محافظ عدن، علوي السلامي، عضو مجلس الشورى، عبدالكريم شائف، نائب محافظ عدن أمين عام المجلس المحلي للمحافظة، م.وحيد علي رشيد، وكيل المحافظة، د. أحمد علي الهمداني، نائب رئيس جامعة عدن لشؤون الدراسات العليا والبحث العلمي، وعدد من المسئولين والشخصيات الدبلوماسية.

وأشادت مجمل الكلمات التي ألقيت في الجلسة الافتتاحية للندوة بريادية الدور الذي لعبه المناضل محمد علي لقمان المحامي في ميدان الثقافة والتنوير بهدف رفع مستوى الوعي الثقافي والعلمي لدى مختلف شرائح المجتمع اليمني والدفاع عن قضاياه الوطنية والإنسانية، وتميز شخصيته التنويرية.

في كلمته أكد الأخ أحمد محمد الكحلاني، محافظ عدن أهمية ندوة (المناضل محمد علي لقمان رائد حركة التنوير في اليمن) وضرورة تسليط الضوء على الشخصيات المؤثرة في المجتمع اليمني على مختلف الصعد. مؤكداً أن عدن تتمتع بشخصيات أسهمت بقوة في حركة التنوير، والتي سيتم ربطها بجيل اليوم، وأن قيادة المحافظة سوف تهتم بجميع الشخصيات التي لعبت دوراً في صنع المجتمع وتطويره.

وعن رائد الحركة التنويرية في اليمن قال أ.د. عبدالوهاب راوح رئيس جامعة عدن:«المحامي محمد علي لقمان رجل التنوير الأول في اليمن تدل على ذلك القرائن المعروفة والمجهولة في تاريخ حركة التنوير اليمنية ذلك أن كشف المجهول أدعى إلى إثبات المعروف من جوانب عدة وهو باعث على تجسيد ما قيل وما يمكن أن يقال في كثير من الظروف والأحوال. لقد حمل المحامي لقمان أعباء التنوير في ظروف اجتماعية تاريخية محددة من تاريخ اليمن الحديث والمعاصر على امتداد نصف قرن من الزمان على وجه التقريب لا التحديد.. وهي فترة زمنية ليست بالكبيرة، إذا قسناها بحياة الدول أو الشعوب على السواء، لكن على الرغم من ذلك فقد استطاع هذا المنور اليمني أن يحقق إنجازات كبيرة للغاية في كثير من مستويات الواقع الذي عاش فيه، في تلك الفترة الاجتماعية التاريخية المحددة».

وأشار رئيس جامعة عدن في كلمته بالجلسة الافتتاحية للندوة إلى أن المحامي محمد علي لقمان كان قد قدم منجزه الحضاري التنويري في ظروف صعبة ومعقدة «فقد مر خلال حربين عالميتين الواحدة منهما أسوأ من الأخرى في تأثيرها على المنطقة العربية ومنها اليمن ولعل مراحل التشكل والتكون بعد الحرب العالمية الثانية كانت هي الأدهى والأمر. لقد عاصر الحركة الوطنية اليمنية واندمج فيها وانخرط في الصفوف الأولى منها وابتدأ العمل الصحفي الوطني اليمني الأهلي وحقق نجاحاً منقطع النظير حيث أخفق الآخرون قبل ذلك ولا نستطيع نحن أن نحصي مجالات المنجز الحضاري التنويري في هذه المقدمة التي ترغب في تحديد الأمور في شيء من الإيجاز والوضوح ذلك أن مجرد الإحصاء لا غير يحتاج إلى كتابات مطولة».

وأضاف أ.د. عبدالوهاب راوح مستطردا: «لكننا لابد أن نشير هنا إلى ذلك الموقف الوحدوي الكبير الذي وقفه لقمان والذي تجلى في احتضانه حركة الأحرار اليمنيين ومشاركته الفاعلة في ثورة 1948م ومساندته ثورة السادس والعشرين من سبتمبر وهو الشيء الذي عبر عنه في كثير من المواقف العملية والنظرية وقد اتضح كل ذلك في كتابة قصة الثورة اليمنية».

أما الأخ عبدالعزيز عبدالغني، رئيس مجلس الشورى، فقد وصف يوم انعقاد ندوة المناضل محمد علي لقمان المحامي باليوم المتميز لمدينة عدن، قائلا: «هذا يوم متميز من أيام عدن نحتفي فيه بشخصية يمنية متميزة.. المدينة المناضلة التي تمتد جذورها عميقاً في تاريخ الوطن اليمني العزيز وتسجل اسمها باحرف من نور في كل صفحة من صفحاته المجيدة».

وأكد الأخ رئيس مجلس الشورى في كلمته مباركة فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية لانعقاد ندوة المناضل محمد علي لقمان المحامي، واهتمام فخامته بموضوعها وبالشخصية المحتفى بها وبالدور الذي نهضت به في خدمة القضية الوطنية ويتمنى للندوة وللقائمين عليها التوفيق والنجاح.وأضاف قائلا:«إنها لمبادرة رائعة أن تنعقد هذه الندورة احتفاء بمناسبة مرور أربعين عاما على رحيل أحد أهم وأبرز الشخصيات اليمنية التي ولدت في مدينة عدن وترعرعت فيها وهامت حباً بجبالها وشطآنها وخلجانها الجميلة وشغلت اهتمامها وانشغلت بها ومن خلالها بالوطن اليمني كله على امتداد النصف الأول من القرن العشرين الماضي ويزيد.

إنه المناضل الكبير والمصلح والمفكر والمثقف المستنير ورائد التنوير والتربوي القدير الأديب الأريب والسياسي المتميز والصحفي الأول ومؤسس الصحافة الحديثة في اليمن والجزيرة العربية محمد علي إبراهيم لقمان المحامي رحمه الله وأجزله الثواب العظيم عما أسهم به لخير هذه المدينة ولليمن وللأمة العربية والإسلامية».

واختتم الأخ رئيس مجلس الشورى كلمته بتوجيه الشكر والتقدير إلى رئيس جامعة وإلى القائمين عليها على جهدهم المتميز في العناية بأمر هذه الندوة والتحضير لها وتوفير المصادر المعلوماتية التي تحيط بحياة الفقيد الراحل.

وبدوره شارك أ.د. صالح علي باصرة، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الذي أبى إلا أن يتجاوز ظروفه وجوده في خارج الوطن بمهمة رسمية، بكلمة أرسلها إلى المشاركين في الندوة، قال فيها:

نجل الفقيد ماهر لقمان وبعض من افراد الأسرة كانوا في مقدمة الحضور في الندوة امس
نجل الفقيد ماهر لقمان وبعض من افراد الأسرة كانوا في مقدمة الحضور في الندوة امس
«لقد تمنيت المشاركة في هذه الندوة العلمية التي تحتضنها جامعة عدن ولكن ظروف سفري إلى الخارج في مهمة رسمية وأثناء زمن انعقاد الندوة حالت بيني وبين تحقيق هذه الأمنية وحاولت من خلال هذه الكلمات المتواضعة المشاركة بالروح والعقل في هذه الندوة بعد أن حالت الظروف عن المشاركة بالجسد والروح والعقل».

وأكد أ.د. صالح علي باصرة أن لهذا الملتقى العلمي والتكريمي عن المجاهد محمد علي لقمان وتراثه الفكري أهمية خاصة واستثنائية تتمثل في أنها «تعد حلقة من حلقات تصحيح تاريخ الوطن وأعلامه ومفكريه التي حدثت في مرحلة ما قبل الوحدة المباركة لأنها مرحلة الاغتراب الثقافي والفكري التي عاشها الوطن وخاصة في المحافظات الجنوبية خلال الفترة من نوفمبر 1967م حتى 22 مايو 1990م.

فقد انقطع في تلك الفترة حبل التواصل الفكري والوجداني بين جيلين جيل مرحلة التنوير في كل المجالات الصحافة، التربية، الثقافة، السياسة والكفاح المتعدد الأشكال والأساليب ضد الاستعمار البريطاني ونظام الإمامة وجيل ما بعد الاستقلال».

من جانبه شبه د. أحمد علي الهمداني، نائب رئيس جامعة عدن لشؤون الدراسات العليا والبحث العلمي نائب رئيس اللجنة التحضرية- رئيس اللجنة العلمية، المحامي محمد علي لقمان وعدن بظاهرتين متلازمتين لا تنفصل الواحدة عن الأخرى ولا تنقصم الواحدة عن الأخرى.وأضاف د. الهمداني قائلا عن هاتين الظاهرتين المتلازمتين:«ولا غرو أن تحتفي اليوم المدينة- الظاهرة بالرجل الظاهرة، هذه هي العلاقة الجدلية القائمة بين الظاهرتين تتبدي في أكثر من مجال وفي أكثر من ميدان إذ منح الظاهرة الرجل المدينة قبساً من روحه ووحياً من عقله وكل حياته، لقد أصبح الرجل الظاهرة بعض تاريخ المدينة الظاهرة، جزءا مكملا ومتتما في تاريخها الحديث والمعاصر».

وتبقى الكلمة في الأخير عن رائد الحركة التنويرية المناضل محمد علي لقمان مستقاة من ولده م. ماهر محمد علي لقمان، الذي تحدث عن ذكرياته وأخوته مع والدهم الفقيد لقمان قائلا: «اسمحوا لي أن لا أتكلم اليوم عن محمد علي لقمان رجل الفكر والأدب فهذا الموضوع متروك لكم فأنتم أهله ولكن اسمحوا لي أن أحدثكم عن محمد علي لقمان الإنسان ونواحي حياته التي لا يعرفها الكثير ممن عاصره فلقد كنت أصغر أبنائه التسعة بخلاف بناته الأربع وكان دائما ما يصحبني معه إلى أماكن كثيرة، إلى المساجد للصلاة والى الجمعيات وإلى نادي التنس ونوادي الإصلاح وإلى السجن لزيارة بعض المساجين وحتى إلى مكتب الوالي البريطاني آنذاك ليقدم ضمانته الشخصية لبعض الأشخاص ومنهم الأحرار اليمنيين وكذلك إلى المحكمة لسماع مرافعاته وفي بعض المرات لمشاهدة أفلام السينما قبل عرضها على الجمهور وكان دائماً ما يستقطع منها الكثير من المناظر الخليعة والمخلة بالآداب.

إن أجمل ما أتذكر عن محمد علي لقمان هو حبه اللا محدود والعميق لهذا الوطن ولأهل هذا الوطن، كان يحب كل ما هو يمني ولا يشوب هذا الحب منافسة سياسية أو صحفية أو فكرية، وكان يؤمن بالخير الكثير الذي ينتظر أهل الوطن.

كان جريئا لا يخشى في الحق لومه لائم ولا يخاف أحداً إلا الله عز وجل ولم تكن له مطامع شخصية أو تجارية، كان حنوناً رقيق القلب مع كل أهله وخاصة والدته رحمها الله.

كان دائما ما يأتي ليأخذني من المدرسة ظهرا ومعه في السيارة اثنين أو ثلاثة أفراد مرضى من رجال أو نساء من الأقارب أو الفقراء ويتجه بنا إلى المستشفى في كريتر أو خورمكسر ليشرف على علاجهم بنفسه ويشتري لهم الدواء على حسابه.

كان يزور أرحامه وأصحابه رجالا ونساء بصفة مستمرة ويواسيهم وينصحهم في الله وكان أكثر ما يحث عليه أرحامه وأصحابه ضرورة الاهتمام بتعليم أولادهم وبناتهم.

وعندما تزوج من والدتي رحمها الله كان أول همه هو تثقيفها بداية بالقراءة والكتابة العربية ثم اللغة الإنجليزية ثم بدأ بتحضيرها فكرياً لتأسيس جمعية خاصة بالنساء في عدن وفعلا نجحت الخطة وأصبحت رقية بنت محمد ناصر البيضاني رئيسة للجمعية العدنية للنساء وانضم إلى الجمعية مئات النساء وقامت بجمع التبرعات من داخل الوطن وخارجه لبناء دار خاصة بالجمعية العدنية للنساء يتعلمن فيها فن التفصيل والخياطة وأعمال السكرتارية والطبخ وحضانة وتربية الأطفال ومبنى الجمعية لا يزال قائماً حتى يومنا هذا وإن كان قد تغيز الغرض منه فأصبح مركزاً لمحو الامية وقد عمت به المنفعة للشعب بشكل أو بآخر والحمد الله والله سبحاته وتعالى يقول في محكم التنزيل {وقل اعلموا وسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون}.

كانت له روح كلها الثقة بالنفس وبمقدرات شعب هذا الوطن والمستقبل الوضاء الذي ينتظره بشرط أن يجعل العلم والتعليم والأخلاق الحميدة هي النبراس إلى الرقي والتقدم، وفي عام 1958 أتذكر أننا قمنا بزيارة مدينة هرجيسة في الصومال البريطاني آنذاك، فكان أول ما قام به والدي رحمه الله وأنا برفقته هو تقديم طلب لزيارة الثائر الحر الصومالي محمود جامع أوردوح في سجن هرجيسة وكان متهماً برمي القاذورات والتظاهر ضد الوالي البريطاني وكان محمود أرودوح تلميذاً لوالدي، وقد سأل الضابط البريطاني مدير السجن والدي لماذا تحضر من عدن إلى الصومال لترى هذا السجين؟ فأجابه والدي بأن مثل هذا الثائر سيقود الصومال إلى حريته واستقلاله، وفي ذلك اليوم ونحن في سجن هرجيسة حضر سواق مدير المعارف الأستاذ أحمد علي أحمد الذي كان في ضيافته وأعطى والدي برقية وصلت لتوها من عدن ومفادها أن مطابع دار فتاة الجزيرة قد تعرضت لقنبلة من قبل مجهولين وأحدثت بها بعض الأضرار فعاد والدي أدراجه إلى عدن في أول طائرة.

كان نشاطه لا يقتصر على الأعمال الفكرية بل كان يمارس الأنشطة الرياضية مثل التنس والسباحة وركوب الخيل، وقصته في أرض الظاهر (بلاد العواذل) عندما وقع عن صهوة جواده بعد أن انزلق على أرض صلبة ملساء وحمل على محفة وهو بين الحياة والموت من عريب إلى عدن عبر نقيل ثرة.

وفي إحدى الحوادث العجيبة التي وقعت له كان يفتح الثلاجة في بيته فإذا بالتيار الكهربائي يصعقه فلم يستسلم وإنما ظل يجر الثلاجة بقوة حتى وقع على الأرض ووقعت الثلاجة عليه بعد أن انخلع السلك الكهربائي من الفيش بالجدار وانقطع التيار وأصيب بكسر في كاحله ولكنه نجا من موت محقق برحمة الله سبحانه وتعالى.

كنت أنا وأخي المرحوم د. حافظ لقمان نلعب بدارة منزلنا في صيرة في صباح يوم باكر والتقطنا اسطوانة معدنية صغيرة مربوطة بسلك معدني وبدأنا نفككها وكان والدي يحتلق في الحمام فنظر ناحيتنا من نافذة الحمام وألقى بالموس من يده وجرى باتجاهنا واختطف الاسطوانة من يدنا وسارع برميها في الحوش الخارجي ثم اتصل بالشرطة التي حضرت لتكشف بأن هذه الاسطوانة ما هي إلا قنبلة وضعت أمام بوابة دارنا حتى إذا ما خرج والدي بالسيارة انفجرت ومرة أخرى نجاه الله وقد كان للوالد دراية بالأسلحة وذلك من سابق خبرته في جيش الدفاع بعدن أيام الحرب العالمية الثانية وحتى الآن لا ندري من وضع هذه القنبلة ولحساب من؟

عندما سافر إلى المملكة العربية السعودية لأداء فريضة الحج عام 1966 قام بزيارة المدينة المنورة وللسلام على الرسول المصطفى محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وعندما أراد أن يتقرب من قبر الرسول الكريم نهره العسكري فاختلف معه الوالد رحمه الله وبعدها غادر المدينة في طريقه إلى جدة ومنها إلى مكة المكرمة لأداء الفريضة إلا أنه بعد دقائق من مغادرة المدينة المنورة طلب من السائق أن يعود أدراجه الى المدينة وإلى الحرم النبوي تحديدًا ثم دخل مرة أخرى واعتذر إلى العسكري الذي نهره وقبله على رأسه ثم عاد إلى جدة وفي تلك الليلة كانت السهرة في بيت أحد كبار رجال التجارة في المملكة وحضر السهرة عدد كبير من أنصار الملكيين ودار نقاش حامي الوطيس بينهم وبين الوالد الذي كان يدافع عن الحكم الجمهوري لليمن ويحاول إقناعهم بأن الحكم الجمهوري هو الأفضل والأنسب لليمن وشعبها بدلاً من الحكم الإمامي القبلي وشاءت إرادة الله أنه عندما قام الوالد رحمه الله لصلاة الفجر والاستعداد للإحرام للحج بمكة أن وافته المنية ودفن بمقبرة المعلا جوار السيدة خديجة بنت خوليد رضي الله عنها زوح الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بعد أن صلى عليه جموع حجاج بيت الله الحرام.

كان يحضر في المساء إلى البيت ونظن أنه ترك المكتب ليرتاح ويمرح معنا فنفاجأ ببعض الشباب اليمنيين يأتون إلى بيتنا حيث يقوم والدي رحمه الله بتدريسهم اللغة الانجليزية والترجمة.

وبالرغم من ذلك يطلع معنا بعد ذلك إلى سطح الدار حيث كانت كل سرر أولاده وبناته وأحفاده مرتصة إذ لم يكن هناك تكييف في تلك الأيام وكنا نبلل الفرش بالماء البارد لتبرد. كنا نجتمع حوله فإما يقص علينا من قصص البطولات والروايات ويستعمل المؤثرات الصوتية والحركية لتشويقنا وليشحذ فينا حب المغامرة وحب التخلق بالأخلاق الحميدة والمبادئ السامية وكان دائما ما يردد القول الفرنسي (شرشيه لاجلوار) ابحث عن المجد. وإذا كانت سماء الله صافية فكان يعلمنا أسماء الكواكب والنجوم والمجرات حيث كان له اهتمام بالفلك. كان يتمتع بمقدرة عظيمة على قوة الملاحظة وتحليل الأوضاع بدقة وبفراسة اكتسبها من عمله كمحامي لسنين طويلة.

من الطرائف الكثيرة أنني حضرت معه احتفال الخطوط البريطانية في لندن في عام 1965م بحوالي سنة قبل وفاته عام 1966م وكانت الخطوط تحتفل بتدشين الطائرة النفاثة إلى عدن وفي الاحتفال قدموا المشروبات الكحولية كعادتهم فكان الحضور يطلبون مثلا الويسكي بالثلج أو بالصودا أو بالماء وهكذا فلما جاء الدور على والدي قال هل ممكن تعطيني ماء بدون ويسكي فضحك الجميع».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى