> توجه وزير الداخلية الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس الإثنين إلى الجزائر لمناقشة مكافحة الإرهاب في زيارة ستتيح له تعزيز صورته فيما يتعلق بالسياسة الخارجية قبل الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها العام المقبل.

ومن المتوقع أن يعلن ساركوزي وهو من أبرز المنافسين في الانتخابات الرئاسية لعام 2007 عن تخفيف قواعد استخراج تأشيرات الدخول بالنسبة للجزائريين الذين يرغبون في زيارة فرنسا في خطوة ستحظى بشعبية بين أكثر من مليون ناخب من أصول جزائرية يعيشون في فرنسا.

وتريد فرنسا تعزيز التعاون مع دول المغرب العربي فيما يتصل بمكافحة الإرهاب والهجرة غير المشروعة إلى أوروبا. كما تريد تحسين العلاقات مع الجزائر ثاني أكبر دولة في أفريقيا منحيث المساحة والتي ستكون مساهمتها ضرورية في دعم التنسيق الأمني بين القارتين.

وقال دبلوماسي إن ميشيل جودان رئيس الشرطة الوطنية الفرنسية سيرافق ساركوزي في رحلته.

وفي مقابلة مع مجلة جون أفريك وصف ساركوزي إعلان الجماعة السلفية للدعوة والقتال أكبر الجماعات المتمردة في الجزائر الانضمام إلى تنظيم القاعدة في سبتمبر أيلول بأنه "مشكلة حقيقية"وقال إنه يعمل على هذه المسألة من نظيره الجزائري نور الدين يزيد زرهوني.

وذكرت صحيفة لو فيجارو الفرنسية في سبتمبر أيلول أن أيمن الظواهري الرجل الثاني في تنظيم القاعدة دعا الجماعة السلفية لمعاقبة "الدولة الصليبية" فرنسا بأن تصبح "شوكة في حلوق الصليبيين الامريكان والفرنسيين".

وخرجت الجماعة السلفية للدعوة والقتال من عباءة الجماعة الإسلامية المسلحة التي ألقيت عليها بالمسؤولية عن ارتكاب مذابح بحق مدنيين خلال تمرد دموي ضد حكومة الجزائر المدعومة من الجيش إبان التسعينات.

وتنظر أجهزة الأمن الفرنسية الى هذه الجماعة على أنها مصدر خطر كبير ويقول خبراء جزائريون إن امتداد نشاطها إلى منطقتي الساحل والصحراء الغربية فيما يبدو يجعل القضية مسألة أمن دولي.

ويعتقد الكثير من الفرنسيين أن بلادهم ليست هدفا لهجمات تنفذ بإيعاز من الإسلاميين بسبب موقف فرنسا من حرب العراق لكن مسؤولين يقولون إن هذا لا يؤثر على المتشددين.

ويقول خبراء إن الحظر الذي فرض على ارتداء الحجاب في المدارس الحكومية العلمانية وصلات المخابرات الفرنسية الوثيقة مع دول شمال أفريقيا التي تحارب المتشددين الإسلاميين ودورها في عمليات حلف شمال الأطلسي ضد حركة طالبان في أفغانستان أدرجت اسم فرنسا ضمن "الدول الصليبية". رويترز