> يحاول رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أمس الثلاثاء انتهاز الفرصة التي لاحت بعد انتقال الهيمنة على مجلسي الكونجرس الى الديمقراطيين في الولايات المتحدة لطرح رأيه داخل بلاده بأن سوريا وايران يمكن ان يكونا عاملا اساسيا في تقليل اراقة الدماء في العراق.

وسيقوم بلير الذي تحدث الى مجموعة امريكية ترصد الاراء للرئيس جورج بوش بشأن كيفية تغيير المسار في العراق بالترويج لرأيه الذي يؤمن به من فترة طويلة ويتمثل في ان اشراك الدولتين مسألة حيوية لدفع عملية السلام في الشرق الاوسط.

وقال متحدث باسم بلير "سيدعو الى ان هناك حاجة الى تبني استراتيجية أشمل بشأن الشرق الاوسط تبدأ بالحاجة الى مواجهة المشكلة الاسرائيلية الفلسطينية ولبنان."

واضاف المتحدث ان بلير يعتقد ان التوقيت مهم في ضوء "اعادة معايرة" وجهة النظر الامريكية التي تجري بلورتها.

وإضطر الجمهوريون اعضاء الحزب الذي ينتمي اليه بوش الى اعادة النظر في سياستهم في العراق بعد التعرض لانتكاسة قاسية في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الامريكي,وسيطر الديمقراطيون على مجلسي النواب والشيوخ بسبب غضب الناخبين بشأن الحرب.

ويقول خبراء في السياسية الخارجية ان مبادرة بلير ستحمل على الارجح ثمارا مع سوريا أكثر منه مع ايران التي من المرجح ان تجعل الموافقة على برنامجها النووي شرطا مسبقا لاي دور في العراق أو تغييرات أوسع في سياسة الشرق الاوسط.

وقال مصدر حكومي "سوريا لديها نفوذ هائل في المنطقة.. سواء كان في العراق أو لبنان أو الموقف الفلسطيني الاسرائيلي. كنا نتحدث دائما الى سوريا والرسالة التي كنا نقدمها هي ان لديهم اختيارا هنا."

واضاف "التوجه المحلي والدولي للسياسة الامريكية تغير ... وسيكون لذلك آثاره."

وقال خبراء ان التغييرات في الاونة الاخيرة في مستشاري بوش ستجعل من الاسهل بالنسبة لبلير توصيل رسالته عندما يتحدث الى المجموعة التي تجري دراسة بشأن العراق والتي تجمع أفكارا بشأن الاستراتيجية في العراق.

وقال كريس براون استاذ العلاقات الدولية بكلية لندن للاقتصاد ان جيمس بيكر الذي يرأس لجنة دراسة ملف العراق وروبرت جيتس وزير الدفاع الجديد كانا في حكومة الرئيس جورج بوش الاب التي كان لديها علاقات جيدة مع سوريا.

وقال "السوريون كانوا واضحين خلال السنوات القليلة الماضية بأنهم ينتظرون من الامريكيين ان يأتوا ويتحدثوا اليهم."

ويقول خبراء ان سوريا لديها ايضا برنامجا واضحا حتى وان كان بعضه غير مستساغ لدى الغرب الا انه على الاقل يمكن مناقشته على عكس مزاعم ايران بشأن برنامجها النووي.

وسوريا حريصة على استعادة نفوذها في السياسة اللبنانية وتجنب اللوم في تحقيق الامم المتحدة في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري المناهض لسوريا في عام 2005 .

وهي تريد اجراء حوار مع الغرب بشأن اتصالها بمقاتلي حزب الله ومطالبتها بهضبة الجولان التي تحتلها اسرائيل.

وبلير وهو يضع نصب عينيه ميراثه وهو يقترب من نهاية ولايته كرئيس للوزراء رصد فرصة للاستفادة من الضرورة السياسية لدى الجانبين.

وقالت روزماري هوليس خبيرة الشرق الاوسط لدى مجموعة تشاتام هاوس للدراسات "توني بلير يقحم نفسه في عملية اعادة تشكيل السياسة وهي مسألة حتمية في واشنطن,ومثلما فعل في الماضي فانه يستخدم اللغة التي قد تساعد واشنطن لتغليف ما تريد عمله." رويترز