في المؤتمر اليمني السعودي الثاني لأمراض المناعة والحساسية المنعقد بجامعة تعز بالتعاون مع جامعة الملك عبد العزيز .. المؤتمر يجسد العلاقة بين المؤسسات العلمية والبحثية ويجمع بين الباحثين والعلماء في السعودية واليمن

> تعز «الأيام» خاص:

>
الجلسة الافتتاحية للمؤتمر اليمني السعودي
الجلسة الافتتاحية للمؤتمر اليمني السعودي
بدأت صباح أمس الثلاثاء في قاعة 22 مايو بجامعة تعز فعاليات المؤتمر اليمني السعودي الثاني لأمراض المناعة والحساسية الذي ينعقد خلال الفترة 14ـ16 نوفمبر الجاري بالتنسيق والتعاون بين المركز الوطني بجامعة الملك عبدالعزيز والمركزالوطني للحساسية والربو والمناعة بالمملكة العربية السعودية وكلية الطب بجامعة تعز، وبدعم من مجموعتي السعيد والعيسائي في البلدين.

ويشارك في أعمال المؤتمر ما يربو عن 700 مشارك ومشاركة من المملكة العربية السعودية الشقيقة واليمن سيناقشون خلاله 50 بحثا علميا تتناول اربعة محاور رئيسية هي: الحساسية والتحسس، امراض المناعة الدفاعية، الأمراض الناتجة عن تكوين جسيمات مناعية ضد الأمراض التي تصيب الإنسان، الأمراض المعدية.

وسيجري التركيز من خلال تلك المحاور على الكثير من الأمراض الخطيرة كمرض الإيدز.

وفي الجلسة الافتتاحية القيت كلمة راعي المؤتمر فخامة الأخ علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية القاها نيابة عنه الأخ عبدالعزيز عبدالغني، رئيس مجلس الشورى، حيث جاء فيها: «ان مؤتمركم في دورته الثانية يؤكد حقيقة هامة وهي أن التعاون اليمني السعودي في كل مستوياته السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية والطبية في تطور مستمر ويعبر عن حالة متميزة من العلاقات المبنية على وشائج القربى والجوار والمصير المشترك».

وأضاف «إن هذا المؤتمر يؤكد حقيقة هامة هي أن الدولة لا تألو جهدا في التعامل مع هذا النوع من الأمراض المناعية، حيث كانت بلادنا من اوائل الدول التي قامت بإطلاق البرنامج الوطني لمكافحة الايدز والأمراض المنقولة جنسيا ليمثل أحد برامج الرعاية الصحية الأولية».

وأوضح ان البرنامج استطاع منذ تأسيسه عام 87م أن يحقق نتائج ممتازة على صعيد التعامل مع مرض نقص المناعة المكتسب الايدز، حيث تتوفر مؤشرات يؤخذ بها في مواجهة هذا المرض من خلال عملية تنسيق واسعة النطاق بين مختلف الجهات الحكومية تنفيذا لمضامين الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الايدز التي اعتمدتها الحكومة قبل خمس سنوات، وذلك كله يأتي في سياق جهد شامل تتبناه الدولة من اجل توفير كل امكانات الرعاية الصحية ومواجهة الأوبئة والأمراض المعدية».

وأضاف أن هذا المؤتمر يكتسب اهميته ايضا من كونه لا يقف عند حدود التشخيص التقني البحت للأمراض المناعية، ولكنه يهدف الى صياغة استراتيجية للمواجهة الفعالة لتلك الأمراض، تقوم على التعاون المشترك على نطاق اقليمي يشمل اليمن والمملكة وبقية دول الخليج.

وأوضح أن هناك الكثير من المبادرات المشتركة لكل من اليمن والمملكة في مواجهة الأوبئة ومنها حمى الوادي المتصدع خير مثال على نجاح التعاون المشترك والتنسيق ازاء هذه القضايا.. مؤكدا أن تعميق التعاون في هذا المجال يمثل تجسيدا لحالة الشراكة القائمة على أرض الواقع بين اليمن والمملكة العربية السعودية وبقية دول مجلس التعاون الخليجي.

وعبر الأخ عبدالعزيز عبدالغني، في ختام الكلمة عن التحية إلى النخبة من الكوادر الطبية ذوي التخصصات العالية من المملكة العربية السعودية واليمن، مقدرا الجهد الذي بذلوه من أجل تأمين المادة العلمية من أوراق عمل ومحاضرات ومداخلات تتصل بأمراض المناعة الأكثر خطورة وفي مقدمتها مرض فقدان المناعة المكتسبة الايدز.

وكانت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر قد استهلت بكلمة ألقاها د.محمد عبدالله الصوفي، رئيس جامعة تعز، أوضح فيها: «إن هذا المؤتمر يعد لقاء علميا متميزا يعمل على تجسيد وتمتين العلاقة بين المؤسسات العلمية والبحثية ويجمع بين الباحثين والعلماء في البلدين الشقيقين بما من شأنه تبادل المعارف والخبرات وتلاقح الأفكار فيما بينهم، كما أن هذا اللقاء يعد مؤشرا للتعاون الوثيق بين مؤسسات القطاع الخاص والمؤسسات البحثية والعلمية والدور المتميز لهذا القطاع الذي يدفع بالبحث العلمي نحو التطور والنماء».

وقال إن من بين القضايا التي يتصدى لها المؤتمر بأبحاثه ودراساته ما يعد من القضايا والمشكلات التي تؤرق البشرية اليوم وهو مرض نقص المناعة (الإيدز).. مشيرا إلى أنه تقع على كل المؤسسات المناط بها تنشئة الأبناء مهام التوعية بمثل هذه الأمراض الفتاكة، كما تقع على المؤسسات العلمية والبحثية مسئولية العمل على توليد المعارف العلمية التي من شأنها الإسهام في الوقاية ومكافحة هذه الأمراض، ولن يتأتى ذلك إلا من خلال مواكبة ومتابعة التطورات العلمية العالمية «فنحن في عصر لا يرحم المتمهلين والمتخلفين، فالمطلوب من علمائنا وباحثينا ان يصلوا بأبحاثهم الى ما وصل اليه العالم اليوم».

ثم القى د.جميل المغلس، رئيس المؤتمر كلمة أوضح فيها أن المؤتمر الحالي ينعقد بعد النجاح الذي حققه المؤتمر اليمني السعودي الأول الذي عقد في العاصمة صنعاء العام الماضي.

وقال إن المؤتمر الحالي ما كان له أن ينعقد لولا أن هناك العديد من العوامل الإيجابية الرئيسية الهامة التي ساعدت على انعقاد المؤتمر الحالي ومنها «أن التاريخ المشرق للعلاقات اليمنية السعودية التي اسست فيه استراتيجية الثقة والحب والشراكة على يد رجلين عظيمين في الجزيرة العربية هما الأخ الرئيس علي عبدالله صالح، وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، هذا التاريخ هو الذي هيأ كل الأجواء الإيجابية كي يلتقي العلماء اليمنيون والسعوديون لمناقشة احدث التطورات الطبية الهامة في مجال طب المناعة والحساسية والأمراض المعدية كأمراض الأيدز وغيرها من الأمراض الأخرى».

واستطرد قائلا: «ما كان ايضا ان يتحقق هذا المؤتمر لولا أن هناك أيادي بيضاء كريمة عاهدتنا على الدعم المادي لهذا المؤتمر وأوفت بوعودها هذه، هذه الأيادي هي أيادي أبناء وأحفاد المغفور له بإذن الله الحاج هائل سعيد أنعم من خلال مجموعة هائل سعيد في اليمن والسعودية وكذلك الدعم السخي من الأيادي الكريمة للشيخ عمر العيسائي من خلال مجموعة العيسائي في المملكة العربية السعودية، واسمحوا لي ان ارفع باسم هذا المؤتمر إليهم برقيات شكر وعرفان على دعمهم السخي، كما أن من عوامل النجاح تواجد كوكبة متميزة من كبار العلماء والاستشاريين والاختصاصيين من المملكة واليمن الذين هم القلب النابض لهذا المؤتمر، كل ذلك ساهم بشكل كبير في دعم الاستراتيجية العلمية التي وضعت لهذا المؤتمر، وخاصة أولئك الضيوف القادمين من المملكة والذين يعملون في أكبر المراكز الطبية السعودية ويحملون اعلى الشهادات العلمية».

جانب من الحضور
جانب من الحضور
واختتم د.المغلس كلمته قائلا: «إن المؤتمر سيقف امام العديد من القضايا منها: وضع استراتيجيات علمية وقائية تهم البلدين الشقيقين، مقاومة مرض الايدز باعتباره عدوا رئيسيا للبشرية».

ثم تحدث د.أحمد هائل سعيد، نائب رئيس مجلس ادارة مجموعة هائل سعيد، وأحد الداعمين الرئيسيين للمؤتمر واصفا انعقاد المؤتمر بانه تظاهرة علمية تجسد النهضة العلمية في العالم العربي وتؤكد اواصر الأخوة والتعاون البناء بين اليمن والسعودية وبما يعود بالخير على ابناء البلدين الشقيقين ويساهم في مكافحة أخطر امراض العصر، وذلك من خلال مناقشة استراتيجية يمنية سعودية لمكافحة امراض المناعة والحساسية، وكذلك مناقشة أحدث التطورات العلمية في العلاج والوقاية من تلك الأمراض وكذلك مناقشة السبل الكفيلة بتطوير الخدمات الصحية والطبية.

وقال: «لقد اطلعنا على برنامج المؤتمر ولاحظنا أنه زاخر بالبحوث العلمية التي وصلت الى نحو 50 بحثا وموضوعا وذلك يوضح اهتمام العلماء والأطباء والاختصاصيين والباحثين بهذا المؤتمر».

وعبر د.احمد هائل سعيد، عن تقديره العالي للجهود الخيرة التي تبذل من أجل رعاية الإنسان في البلدين الشقيقين، وقال إن تلك الجهود «تبشر بمستقبل مشرق وحياة سعيدة ومواطنين أصحاء يساهمون في الحياة الاقتصادية ويحققون التنمية بهمة ونشاط وفعالية ويساهمون في أن يحتل شعبنا مكانته اللائقة بين شعوب العالم».

كما تحدث د.عبدالرحيم السعدي، منسق المؤتمر مؤكدا أن اهمية المؤتمر تأتي من اهمية موضوعه العلمي الذي يتزامن موعد انعقاده مع انعقاد مؤتمر المانحين، بما يدل على تصميم القيادة السياسية في اليمن والسعودية على النهوض باليمن الى مراتب متقدمة.

يذكر أن المؤتمر ستعقد على هامشه العديد من العمليات الجراحية والتشخيص للأمراض ومتابعة العديد من المرضى سيقوم بها عدد من الاستشاريين المشاركين في المؤتمر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى