لحود يدعو الى استئناف الحوار ويؤكد معارضته للمحكمة الدولية

> بيروت «الأيام» هنري معمارباشي وبيار صوايا :

>
الرئيس اللبناني اميل لحود
الرئيس اللبناني اميل لحود
دعا الرئيس اللبناني اميل لحود أمس الأربعاء الى استئناف الحوار بين القادة من اجل تشكيل حكومة وحدة وطنية "باسرع وقت ممكن" حتى لا يصل الاحتقان الى الشارع، واكد ان لن يوافق مطلقا على الصيغة الحالية للمحكمة الدولية في اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

كما جدد لحود ادانته لتدخل الغرب وخصوصا فرنسا في الشؤون الداخلية مما يؤدي الى "تخريب الوفاق" بين اللبنانيين وقال ان "الولايات المتحدة وفرنسا تتصرفان كما كانت تتصرف سوريا" التي هيمنت على لبنان.

وقال رئيس الدولة المقرب من دمشق في مقابلة مع وكالة فرانس برس "يجب التوصل الى حكومة وطنية تمثل كل الاطراف في اسرع وقت ممكن حتى تبحث الامور المهمة. (...) في المواضيع المصيرية يجب اشراك الجميع لان العكس يؤدي الى الشارع ونحن نرفض ذلك".

واضاف "يجب ان يعود كل الفرقاء الى الحوار حتى يجدوا حلا لحكومة وحدة وطنية" بدون ان يوضح موقفه من قضية "الثلث المعطل" في الحكومة محور الخلاف بين المعارضة وعلى راسها حزب الله وبين الاكثرية النيابية.

فحزب الله وحلفائه المقربين من دمشق يصرون على حكومة وحدة وطنية يمتلكون فيها ثلث عدد الوزراء وقد هددوا باللجوء الى التظاهر اذا لم يتحقق مطلبهم بالحوار. وترفض الاكثرية النيابية التي تتمتع بغالبية كبيرة في الحكومة والمناهضة لدمشق تحقيق مطلبهم لانها ترى ان هدفه شل القرارات المصيرية.

وياتي موقف لحود في وقت تشهد فيه الازمة السياسية تصعيدا خطيرا اثر استقالة ستة وزراء من الحكومة يمثل خمسة منهم الطائفة الشيعية (حزب الله وحركة امل) والسادس مقرب من الرئيس لحود.

ولم تمنع هذه الاستقالات الحكومة التي تتمتع بدعم الغرب من الموافقة الاثنين على صيغة المسودة النهائية للمحكمة ذات الطابع الدولي لمحاكمة المتهمين باغتيال رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري وابلاغ الامم المتحدة بها.

واكد لحود قبل مقاطعته جلسة الاثنين "ان الحكومة غير شرعية لانه بحسب الدستور لا سلطة شرعية (اذا) لم تمثل العيش المشترك وتمثل كل الطوائف".

وجدد رئيس الجمهورية موقفه الرافض اقرار الحكومة صيغة مسودة المحكمة الدولية مؤكدا انه سيستمر في رفض هذه الصيغة التي سبق له ان ادلى بملاحظات حولها تتمحور خصوصا حول توسيع صلاحية المحكمة وتركها تستنسب مسؤولية الرئيس عن فعل مرؤوسه.

وقال لوكالة فرانس برس "ساعارض حتى النهاية المشروع في صيغته الحالية" لافتا الى انه كان من اول من طالب بانشاء محكمة دولية في قضية الحريري.

وكان الحريري قد اغتيل في عملية تفجير ضخمة في بيروت في 14 شباط/فبراير 2005 عندما كان لبنان تحت السيطرة السورية. وتلى اغتياله سلسلة اغتيالات استهدفت شخصيات سياسية وصحافية معارضة لهيمنة سوريا على لبنان.

وتشير الاكثرية كما تقارير اولية عن لجنة التحقيق الدولية الى مسؤولية شخصيات سورية ولبنانية في مقتل رفيق الحريري.

كما ابلغ لحود أمس الأربعاء الأمانة العامة لمجلس الوزراء في كتاب رسمي أن قرار موافقتها "باطل بطلانا مطلقا وكأنه لم يكن"، وذلك لصدوره عن "هيئة فقدت مقومات السلطة الدستورية".

وكان لحود قد ابلغ أمس الأول الثلاثاء الامين العام للامم المتحدة كوفي انان ان "موافقة الحكومة على الاتفاق الدولي لا تلزم الجمهورية اللبنانية اطلاقا لان القرار صدر عن سلطة مناهضة لمبادىء الدستور (...) ولان هذه الوثائق لم تكتسب موافقة رئيس الجمهورية اللبنانية عليها".

من ناحية اخرى ادان الرئيس لحود التدخلات الاجنبية في الازمة الحالية وخصوصا تدخلات الرئيس الفرنسي جاك شيراك.

وقال لحود الذي يقاطع مقره ممثلو الدول الغربية "هو (شيراك) يتدخل في كل شاردة وواردة,اذا كان يريد مصلحة لبنان فليكف عن التدخل في الشؤون الداخلية لانه في الحقيقة يخرب الوفاق بين اللبنانيين".

واضاف رئيس الدولة الذي درج منذ اشهر على اتهام نظيره الفرنسي بالتدخل في الشؤون الداخلية "الولايات المتحدة وفرنسا تتصرفان كما كانت تتصرف سوريا" التي هيمنت على لبنان نحو ثلاثة عقود وسحبت قواتها منه بعد اغتيال الحريري.

واعتبر لحود ان الرئيس الفرنسي يظن بتدخلاته "انه يرضي عائلة الحريري" ملمحا بذلك الى الصداقة القديمة القوية التي ربطت شيراك برفيق الحريري وعائلته. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى