نائب السفير الأميركي: أقترح استصدار قانون يحق للمواطن معرفة ثروة أي مسؤول

> «الأيام» باشراحيل هشام باشراحيل

>
د. نبيل خوري
د. نبيل خوري
اقترح د. نبيل خوري، نائب السفير الأميركي بصنعاء في حوار أجرته «الأيام» معه أن يتبع قانون براءة الذمة «قانون حق المواطن في الحصول على المعلومات العامة بمعنى أن أي مواطن يحق له أن يعرف ماهي الثروة التي يمتلكها وزير معين أو رئيس وزراء أو أي شخص في منصب المسؤولية أو إذا تمت صفقة معينة مع شركة فللمواطن الحق في الحصول على المعلومات عن تلك الصفقة أي أن المعلومات العامة يجب أن تكون عامة ويجب أن تكون مكشوفة أنا أظن انه لا يمكنك التحقق من براءة الذمة إذا لم يكن للمواطن الحق بطلب المعلومات وإلا بقيت المسألة حكومة تدقق بنفسها ويجب توضيح من هو الذي يقوم بالتحقيق وكيف تكشف المعلومات الضرورية وهنالك مشاريع قوانين أمام البرلمان حاليا أحدها هو قانون المناقصات العامة وهذا القانون يفترض أن ينشئ لجنة جديدة لتنفذ المناقصات تجري على حسب المواصفات العالمية وربما تفسح المجال لمراقبة دولية بطريقة أو أخرى لكي يتأكد المجتمع الدولي وتتأكد الشركات الكبرى بأن الاستثمار في اليمن يسير بطريقة شفافة وبقوانين ترعى مصالحهم كمستثمرين وكان هنالك خبراء دوليون أمريكيون و أوروبيون قدموا اقتراحات محددة بالنسبة لهذا القانون ونأمل أن يمر هذا القانون بسرعة وأن يكون حسب المواصفات الدولية».

أولاً المؤتمر نجح من ناحيتين أولا الفريق اليمني كان فريقا جيدا برئاسة رئيس الجمهورية وهذا دل على الاهتمام الكبير الذي أولاه اليمن لهذا الموتمر، وثانيا الفريق ضم عددا من الوزراء ولكن بنفس الوقت بعض العاملين الشباب تحت مستوى الوزراء الذين كان لهم دور رئيس بمعنى أنهم من عمل على التحضير للموتمر و قدموا أمام الحاضرين الخطط اليمنية... أولاً الخطة الخمسية ثم خطة المشاريع التي تنوي الحكومة اليمنية وضع الأموال فيها وكان هناك أيضا وجود نسوي جيد من ناحية وزيرة حقوق الإنسان والوزيرة السابقة لحقوق الإنسان وبعض المنظمات غير الحكومة. الفريق اليمني قدم أفكارا جيدة وقدم المعلومات عن برامج الحكومة وقد لاقى ذلك استحسانا من قبل الدول المانحة والمنظمات الدولية الموجودة، وثانيا من الناحية المادية كان المؤتمر ناجحاً، بمعنى أن اليمن حصل على معظم الأموال التي طلبها، قال إن هناك فجوة معينة لسد تكلفة الخطة الخمسية وحصل على 85% من هذه الفجوة 4,7 مليارات من الدولارات التي تعتبر نتيجة ممتازة من مؤتمر من هذا النوع وأيضا كانت هناك جلسات نقاش غير الجلسة العامة وكان الحضور في هذه الجلسات جيداً ونوقشت كل الأفكار التي تطرح في مجال من هذا النوع من ناحية برامج الإصلاح ومشاكل التنمية الاقتصادية في اليمن ..كل ذلك تم مناقشته.

يمكن أن نلخص الوضع أن الموتمر كان فيه إنجازات وكان فيه نواقص ونلخص الوضع أن لندن كانت تسلط الأضواء على اليمن ففي الفترة الأخيرة مابعد الانتخابات كان هنالك تسليط الأضواء على التنمية السياسية والاقتصادية في اليمن وهذا شي إيجابي وبنفس الوقت يجب التنبه له لانه إيجابي لفترة معينة، ذلك أن الأضواء الدولية لا تسلط لفترة طويلة، لذلك فإن التحدي أمام اليمن اليوم هو أن يستفيد بسرعة من هذه الأضواء ويحقق إنجازات تلفت النظر لكي يستمر الاهتمام الدولي لليمن والوقت ليس بالطويل وما حصل في لندن هو وعود، أولاً على هذه الوعود أن تنفذ فعندما يعد شخص أنه سيعطي شخصا قيمة معينة فلا يعني ذلك بالفعل أنه سيعطيه لأن العمل يأتي بعد إعطاء الوعد فأولاً يجب بالفعل أن تدفع هذه المبالغ الموعودة وثانيا يجب أن توظف في مشاريع جيدة ضرورية تلفت النظر إلى إمكانية توظيف هذه المعونات توظيفاً جيداً.

< علمنا في كواليس موتمر لندن أن الدول المانحة التي قدمت الأموال بشكل منح أو قروض اشترطت شروطاً قاسية بالنسبة لجهات التنفيذ مثلاًُ وجوب أن يقوم بإصدار قوانين مثل قوانين مكافحة الفساد والإصلاح المالي والإداري قبل أن تبدأ بصرف الأموال؟

- هناك تحديان رئيسيان، أولاً آليات التنفيذ لم تناقش بعمق في لندن كان هناك نقاش سطحي لها وبعض الدول تحدثت عما تراه مناسباً كآلية لتوظيف الأموال ولكن البرنامج أو الإعلان النهائي قال إن المجتمعين اتفقوا على استخدام مؤسسات البلاد وكانت جملة غامضة نوعاً ما، أنا لا أعرف من أين أتت هذه الجملة لأنه لم يكن هناك نقاش علني مفتوح لهذه الآليات وهذا تحد رئيسي بأن يتم الاتفاق بين المانحين أو بين الحكومة اليمنية وبعض المانحين على آلية تركز على الشفافية وعلى قدرة التنفيذ بمعنى أن اليمن يحتاج لمساعدة في التنفيذ لأن مؤسساته لاتزال في طور التنمية وتنقصها القدرة على استيعاب أموال كبيرة والقدرة على تنفيذ مشاريع كبيرة لذلك يجب أن يكون هناك آلية تساعد وتكون إما من الدولة المانحة وإما من مجموعة من الدول المانحة التي تتفق على آلية مشتركة او مؤسسة دولية تلتزم بتنفيذ المشاريع بهذه الأموال والرئيس علي عبدالله صالح أعلن في افتتاحه للموتمر أنه لا يريد أن تدخل هذه الأموال خزانة الدولة بل يريد أن تنفذ المشاريع وبهذا التصريح يفتح المجال للدول المانحة أن تختار ما تشاء من آليات للتنفيذ لكي لا يكون هناك تشكيك في قدرة اليمن لسبب أو لآخر. لذلك من المهم الاتفاق ما بين اليمن والدول المانحة على هذه الآليات للعمل بهذه النية المعلنة بان يكون التركيز على المشاريع وليس على الأموال.

ثانياً: لم يكن هنالك ربط مابين المعونات والإصلاحات الجارية برغم أن كل الجهات المانحة كانت لديها تعليق على عملية الإصلاح وخاصة الإصلاح الاقتصادي والإصلاح الإداري ويعترف الكل بالحاجة إلى ذلك وضمناً من دون أن يقولها المانحون، هنالك نوع من الربط مابين صرف هذه الأموال وانجاز الإصلاحات المتوخاة، حالياً هنالك عدة مشاريع إصلاحية بدأت فيها الحكومة اليمنية وتحديداً هنالك مشاريع قوانين أحدها أصبح قانوناً صوت عليه البرلمان وهو براءة الذمة بمعنى أن الموظف العام يجب أن يعلن ما لديه من ممتلكات وما لديه من أموال لكي يكون هناك شفافية بماذا دخل للدولة وبماذا خرج منها ويجب أن يكون هنالك القدرة على التحقق من انه لا يغتني اغتناء غير قانوني وغير شرعي من خلال وجوده في المنصب ويفترض أن يخدم المجتمع ولا يخدم نفسه. هذا القانون مر بمجلس النواب وهذا شيء جيد يبقى التنفيذ بمعنى تحديد من له القدرة على التحقيق في الادعاءات.

انا أقترح أن يتبع هذا القانون قانون حق المواطن في الحصول على المعلومات العامة بمعنى أن أي مواطن يحق له أن يعرف ماهي الثروة التي يمتلكها وزير معين أو رئيس وزراء أو أي شخص في منصب المسؤولية أو إذا تمت صفقة معينة مع شركة فللمواطن الحق في الحصول على المعلومات عن تلك الصفقة أي أن المعلومات العامة يجب أن تكون عامة ويجب أن تكون مكشوفة أنا أظن انه لا يمكنك التحقق من براءة الذمة إذا لم يكن للمواطن الحق بطلب المعلومات وإلا بقيت المسألة حكومة تدقق بنفسها ويجب توضيح من هو الذي يقوم بالتحقيق وكيف تكشف المعلومات الضرورية وهنالك مشاريع قوانين أمام البرلمان حاليا أحدها هو قانون المناقصات العامة وهذا القانون يفترض أن ينشئ لجنة جديدة لتنفذ المناقصات تجري على حسب المواصفات العالمية وربما تفسح المجال لمراقبة دولية بطريقة أو أخرى لكي يتأكد المجتمع الدولي وتتأكد الشركات الكبرى بأن الاستثمار في اليمن يسير بطريقة شفافة وبقوانين ترعى مصالحهم كمستثمرين وكان هنالك خبراء دوليون أمريكيون و أوروبيون قدموا اقتراحات محددة بالنسبة لهذا القانون ونأمل أن يمر هذا القانون بسرعة وأن يكون حسب المواصفات الدولية ونأمل أن لا يكون قد دخلته تعديلات كثيرة تخفف من فعاليته، والقانون الثالث هو قانون محاربة الفساد وينشئ لجنة جديدة للتحقيق في الفساد العام وهذا القانون جاهز تقريباً ولم يتم التصديق عليه من قبل البرلمان بعد ولم نر تفاصيله نتأمل أن يعطي قوة للجنة السابقة التي مازالت موجودة وهي لجنة التحقق من الفساد فمشكلة اللجنة القديمة أنها تصدر تقارير محاسبات ولكنها عملية محاسبية وليست عملية قانونية المهم أن تكون هذه التقارير الأساس للملاحقة القانونية لمن يختلس الأموال العامة فننتظر تفاصيل هذا القانون الجديد فهذه ثلاثة قوانين مهمة جداً المهم أن تخرج بآليات قوية وان تبدأ عملها بالفعل وأن تصل إلى نتائج.

< في كل الدول الغربية تتبع لجنة محاربة الفساد في أي دولة وزارة العدل أو النائب العام؟

- هذا هو الحال في أمريكا وهناك محاولة هنا للربط بينها وبين مجلس النواب بدلا من الحكومة والرئاسة ولكن لم نر التفاصيل لنعرف والمهم أن يتم اختيار شخصيات نزيهة وشخصيات تمثل القطاع الخاص والقطاع العام والمجتمع المدني بنفس الوقت أن تترك لان تقدم تقاريرها وليس المهم من تتبع ولكن المهم أن يكون عملها شفافاً وان تكون النتائج منفذة معمولاً بها فإذا اقترحت لجنة محاربة الفساد التحقيق مع شخص معين يجب أن يحقق معه قضائياً وان تتخذ إجراءات ضده إذا وجد انه يختلس أموالاً او يقوم بأعمال غير قانونية.

< نفس الإصلاحات مطلوبة بالنسبة لعضوية اليمن في صندوق الألفية؟

- هي من هذه القوانين التي ذكرتها وخاصة قانون مكافحة الفساد وقانون المناقصات الكبرى جاءت مباشرة من الألفية الثالثة وعضوية اليمن في الألفية الثالثة مشترطة بتنفيذ إصلاحيات معينة هذه من أهمها، لذلك عندما يوضع هذا النظام الإصلاحي سيسهل العضوية المبدئية في الألفية الثالثة لسنة أولى تكون لتمويل تنفيذ هذه المشاريع خلال العام الأول، وبعد ذلك إذا قامت هذه المؤسسات بعملها وكانت ناجحة تتقدم اليمن إلى عضوية كاملة للألفية الثالثة بما يعني مضاعفة عدة مرات أموال المعونة الأمريكية، أمريكا لم تقترح رقما معنيا للمساعدات الأمريكية لليمن في لندن خلافا لما فعلت بعض الدول الأخرى، السبب هو أن المساعدات الأمريكية جارية كل عام تقريبا بنفس القيمة لا تختلف كثيرا، أما قد يأتي من أمريكا فوق ذلك سيأتي من صندوق الألفية الثالثة ولكنه مشروط بالإصلاحات الاقتصادية لذلك لم نعد برقم معين لأننا ننتظر إتمام الإجراءات بالإصلاحات الأساسية وان يقرر مجلس إدارة الألفية الثالثة قبول عضوية اليمن، نتوقع بالأشهر القليلة القادمة فالصندوق هو الذي يقرر قيمة المساعدات الجديدة لذلك كحكومة أمريكية لا نستطيع أن نعد برقم معين لأنه ليس بقدرتنا يعني القرار ليس بيدنا. القرار بيد اليمن من ناحية الإصلاح وثانيا قرار العضوية يأتي من مجلس إدارة الألفية الثالثة، الحكومة الأمريكية تمثل صوتاً واحداً عليهم.

< بالإجمالي؟

- الذي هو بواسطة وزيرة الخارجية هي تشرف على إدارة مجلس الإدارة ولكن لها صوت واحد عليه، هناك أصوات أخرى، فمجلس الإدارة هو الذي يأخذ القرار بالنسبة لليمن لذلك لم نعد برقم معين لأن هذا سيأتي فيما بعد، ولكن قمنا بنشاط سياسي واضح وقمنا بدخول كل المناقشات وقمنا بتشجيع دول الخليج لمساعدة اليمن ولكن ضمن مشروع إصلاحي تقدمه اليمن وتدرسه الجهات المانحة وذلك لمصلحة اليمن لكي تأتي أموال المعونة بشكل نافذ وبشكل بالفعل يؤدي إلى نتائج ولذلك أقول إنه إذا بدأ اليمن بصرف بعض هذه الأموال عندما تمنح في إطار معين وصرفها بطريقة تلفت النظر إلى أنها بالفعل تصرف بطريقة شفافة وبأنها بالفعل تؤدي إلى نتائج على الأرض تخدم المواطن العادي إذا استطاعت اليمن أن تقدم بالأشهر القليلة القادمة ببعض هذه الأموال فهذا سيشجع الدول المانحة كلها على تنفيذ وعودها أولا وإعطاء الأموال بالفعل، وثانيا المساعدة في تنفيذ المشاريع لأن المؤسسات اليمنية بحاجة إلى هذه المساعدات.

< هل ينظر بلدك إلى اليمن كأولوية؟

- طبعا المنطقة في الشرق الأوسط معقدة وفيها مشاكل كثيرة، الانفجارات التي حصلت والمستمرة في العراق في أفغانستان في فلسطين في لبنان مؤخرا وهي خطرة جدا في لبنان ومشاكل الصومال كل ذلك يلهي الإدارة الأمريكية ويشبكها في مشاكل تحتاج إلى توظيف موارد مالية وبشرية، لذلك أحيانا يبدو وكأن هنالك أماكن أخرى ملتهبة ولكن بالرغم من ذلك فإن اليمن له أهمية خاصة في أمريكا.

الأولوية في اليمن هي الاستقرار من خلال التنمية الاقتصادية والإصلاحات التي نراها ضرورية للاستقرار نهتم باستقرار اليمن لأنه إذا انعدم القانون والاستقرار وحلت فوضى في اليمن سيؤثر ذلك بشكل كبير على أمن الخليج ومصالح الولايات المتحدة وعلى مصالح الأسرة الدولية بشكل عام في الشرق الأوسط.

الاهتمام والتركيز على اليمن لأهميته الإستراتيجية في المنطقة هذا كان من ناحية سلبية أما من الناحية الايجابية فهي الإصلاح السياسي فسياستنا تتبنى الديمقراطية وبناء المؤسسة الديمقراطية والانتخابات وإعطاء مساحة تحرك للمجتمع اليمني والصحافة اليمنية رائدة في المنطقة شاء أم أبى البعض، وإذا كنا موضوعيين يجب أن نعترف بأن لليمن إنجازات في هذه المجالات وبالتالي تستحق الاهتمام والتشجيع لانه إذا نجح اليمن في المضي في هذه الإصلاحات السياسية وأن يكون مستفيدا اقتصاديا ومستقرا فهذا يعطي المصداقية لان الديمقراطية بالفعل مهمة والديمقراطية تؤدي إلى الاستقرار أما إذا فشل اليمن فهذا يعني فشل هذه التجربة، لذلك أظن أن اليمن قيادة وشعبا أخذ إجراءات وخطا خطوات في هذا المجال يجب أن تشجع ولذلك هنالك تركيز عليه في واشنطن وأوروبا بمعنى أن هذه خطوات يجب أن نساهم في إنجاحها ولذلك أعتقد أن اليمن بالفعل تمثل أولوية.

ثانيا، اليمن على بعد أميال مائية قليلة من القرن الأفريقي والقرن الأفريقي اليوم ربما مقبل على مشاكل كثيرة ولذلك باب الجزيرة العربية بالنسبة للقرن الأفريقي يبدأ من اليمن ولذلك من المهم جدا الانجازات الاقتصادية والسياسية والأمنية وخفر السواحل مثلا موضوع مهم جدا ومهم التركيز عليه لكي يستطيع حماية كل الشواطئ اليمنية ولكي يستطيع أن يتواصل مع قوات الأمن للدول الأخرى الموجودة في المنطقة للتنسيق ولحماية الشواطئ ووقف تسرب الإرهاب والأسلحة وغير ذلك من إفريقيا ومن أماكن أخرى.

< ما خطورة ما يجري الآن في لبنان؟

- الوضع في لبنان يجب التنبيه إلى أن ما يحصل في لبنان أو ما قد يحصل خطير جدا وله تأثير على المنطقة ككل وأظن أن المسألة يساء فهمها أحيانا وهنالك خلط في بعض الدول العربية وبعض الصحف والحكومات ما بين الشئون القومية والنظرة الكلاسيكية إلى الموضوع وعدم التنبه لما يحصل في لبنان ومسؤولية من؟ وكيف يمكن عليه التأثير على ذلك.

ما يحصل في لبنان حاليا ليس له علاقة مباشرة بإسرائيل او بأمريكا ولكن بطريقة غير مباشرة هو صراع دولي يجمع سوريا وإيران من جهة والدول الأخرى والأسرة الدولية من جهة أخرى، وسوريا وإيران قالتا جهارا بعد الحرب الأخيرة بين حزب الله وإسرائيل أن ذلك انتصار وأنها هزيمة لمشروع الشرق الأوسط الجديد بمعنى أنهم أعلنوا أن الصراع إقليمي ودولي وليس صراعا مركزا على الأمور الخاصة بالجزئيات المتعلقة بلبنان سواء الحدود مع إسرائيل او بالنسبة لشبعا أو كان (الجولان) إن الموضوع أبعد من ذلك، سوريا وإيران تريدان أن تحافظا على المنطقة كمنطقة صراع، لا تريدان أن ينتهي الصراع.. هنالك تقليد قديم عندهم.. وهنالك نوع من الشعور بأنهم يمكن أن يكونوا نافذين وأقوياء بتحديهم الدول الكبرى، انطلاقا من لبنان، ومع الأسف حزب الله بدل أن يكون حزبا لبنانيا وينصرف إلى الشئون السياسية والاقتصادية بالتعاون مع سائر القوى اللبنانية وبذلك يمكن أن يكون حزبا معترفا به ومحترما من قبل الأطراف اللبنانية الأخرى.. بدلا من أن يكون ذلك قرر أن يلعب اللعبة الإقليمية وان يكون ذراعا لسوريا وإيران في لبنان.

المواقف التي أخذها مؤخرا غير منطقية لا من ناحية الدستور اللبناني ولا من ناحية الشئون التي يختلف عليها سواء المحكمة الدولية او غير ذلك وهذا مؤسف.

يمكن أن يكون قوة ايجابية وحسن نصر الله أحيانا يتكلم بهدوء ورزانة وبمنطق ولكنه في هذا الموضوع بالذات فاقد السيطرة على المنطق، يبدو منطقه ضعيفاً جدا.. هو يتعامل مع حكومة شرعية وكان هو ممثلا فيها سحب وزراءه بحجة انه لا يكفيه هذا التمثيل.. هو يريد أن يسقط الحكومة في الشارع.. إسقاط الحكومة في الشارع معناه خروج الشرعية ومعناه استعمال العنف هو بالفعل بدأ بضرب لبنان ربما انه أساء حساباته أو انه بالفعل لا يهتم لان الأطراف الأخرى في لبنان، وان كانت اليوم ساكتة ومهادنة، ولكنها شاركت في حرب طويلة في لبنان وتعرف المليشيات وتعرف السلاح وتعرف الحروب ومن يضرب الضربة الأولى يجب أن يتوقع أن يكون هنالك ضربات ترتد عليه وإذا ابتدأت حرب أهلية جديدة في لبنان اليوم ستكون مدمرة بشكل لم نره من قبل، ولذلك هذه اللعبة خطيرة جدا، وما تقوم به قوى حزب الله وأمل ومعهم بعض الحلفاء ستصبح لعبة خطيرة جدا. ما يطلبونه غير معقول وأتمنى أن تفهم الدول العربية ذلك وان تستعمل نفوذها مع سوريا لأننا نعرف أن ليس لديها أي نفوذ مع إيران، الدول العربية تخاف إيران ولا تعرف أن تتكلم معها بصراحة ولكن على الأقل يجب أن تعرف كيف تتكلم مع سوريا وان تنصح هذا النظام بما هو مصلحتهم لأنه بالنهاية إذا انقلبت الأوضاع كلها لن تكون بمصلحة سوريا.

< هناك خطر امتداد إذا انفجر صراع في لبنان خطر امتداد إلى سوريا نفسها هل هذا ما تعني؟

- تماما أنا أظن أن الحرب إذا ابتدأت هذه المرة ربما لن يستطيع أحد السيطرة عليها وتحديد نطاقها.

< حزب الله هو الجهة الأكثر قوة عسكرياً والبعض يقول ماليا أيضا على الساحة اللبنانية فلماذا يتوقف عند إسقاط الحكومة؟

- هو بالفعل حاليا هو الجهة الأقوى لأن تمويله قوي لأن لديه خبرة عسكرية في السنوات العشر الماضية على الأقل وبرهن على نفسه ولكن ما فعله في الماضي كان ضد إسرائيل لم يحصل من قبل أن هدد سائر القوى اللبنانية وموضوع أن تحارب دولة شيء وأن تحارب أبناء نفس الوطن ومنظمات أخرى وفئات أخرى داخل الوطن شيء آخر، الحرب الأهلية غير الحرب مع الدول حرب الدول يمكن أن تبدأ وتتوقف بقرار أما الحرب الأهلية عندما تبدأ لا أحد يملك أن يوقفها بقرار وتصبح خطرة جدا ، وهذا ربما ما لا يدركه حسن نصر الله لأن عنده نوعا من شعور بالزهو مما يشعر انه كان انتصارا على إسرائيل شجعته جماهير عربية ودول عربية ربتت على كتفه لأنه استطاع ان يقف بوجه إسرائيل برغم ان نصف الأراضي اللبنانية دمرتها إسرائيل في تلك الحرب.

< هو قال بنفسه إذا كان عرف أن هذه ستكون النتيجة لما دخل الحرب؟

- ولكن مع الأسف كان نوعاً من الشعور بالزهو والكبرياء بأن جهة عربية استطاعت أن تقف في وجه إسرائيل وان تكبدها خسائر، وهذا صحيح الإنسان العاقل ينظر إلى الصورة الكبيرة إلى أبعد معركة ويخطط حسب ما هو مصلحة البلد المصلحة البعيدة وليس مصلحة شخصية ومصلحة حزبية لذلك من هذا الكبرياء هنالك شعور بأنه يستطيع أن يسيطر على لبنان ككل، ولبنان لا يسيطر عليه من قبل أي طرف لأن تركيبته قائمة على استطاعة الطوائف والأحزاب والشخصيات المختلفة أن تتفاهم وأن يكون القرار قراراً مشتركاً بينهم لم تستطع القوى المارونية المسيحية في الماضي أن تسيطر على لبنان ككل وربما كان لديها بعض هذا التطلع في السبعينات ولكنها لم تستطع ولا تستطيع هذه القوى اليوم من حزب الله أن تقوم بهذا الشيء، لبنان ينجح في إطار ديمقراطي في إطار مشاركة في صنع القرار وعدم منطقية حزب الله تكمن في انه يقول انه يريد حكومة وطنية لكي يشارك في القرار مع المواطنين ، ولكنه اتخذ قرار الحرب مع إسرائيل- الحرب الأخيرة- بدون أن يستشير أحد ولذلك لا يريد الشراكة يريد السيطرة يريد أن يلعب لعبة سوريا وإيران وهي لعبة خطرة ولعبة بعيدة كل البعد عن أي إنسانية هم يحاولون بالفعل محو أي أكثرية بقتل أعضاء البرلمان والحكومة لكي لا يكون هنالك أكثرية ضدهم وهذه أقذر اللعب السياسية وأخطرها.

< د. نبيل خوري شكرا لك.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى