رجال في ذاكرة التاريخ .. أنيس حسن يحيى: خاض مشواراً كفاحياً بروح مناضل ودون مقابل

> «الأيام» نجيب محمد يابلي:

>
(اليسار) الأستاذ السعيدي (الوسط) الأستاذ علي العمراوي (اليمين) الأستاذ أنيس حسن يحيى
(اليسار) الأستاذ السعيدي (الوسط) الأستاذ علي العمراوي (اليمين) الأستاذ أنيس حسن يحيى
الولادة والنشأة: أنيس حسن يحيى عوض من مواليد حي الريزمتREGIMENT بكريتر (عدن) يوم الخميس، الموافق 20 ديسمبر 1934م، تلقى تحصيله الأولي من القرآن في معلامة الفقية قبول، في حافة حسين بكريتر، والتحق بعد ذلك بالتعليم النظامي عام 1942م وكانت مدرسة الإقامة RESIDENCY SCHOOL التي تلقى فيها تعليمه الابتدائي ومن مدرسيه فيها: صالح عبدالله حامد خليفة ويوسف حسن سعيدي وزين الحازمي وعلي عبده الياس وحسن منيباري وعبده سعيد شيباني والماستر سعيد (هكذا عرف) وعلي طريح (مصري الجنسية)، أما زملاء الدراسة فمنهم: محمد عبدالقوي خليل وأحمد عبده حنبلة وفواد عبدالحميد إسماعيل وحسن ياسين ميرابخش وعبدالله علي قرشي ومنصر عبدالرحمن بازرعة وأحمد سعيد بازرعة وحسن صالح محبوب وفواد إحسان الله وعلوي محمد جعفر السقاف وعزالدين (كان يشنف الآذان بأغاني أم كلثوم).

أنيس حسن يحيى وكوكبة أخرى من المدرسين والطلاب:

أكمل أنيس حسن يحيى دراسته الابتدائية عام 1946م ودخل مرحلة جديدة من التعليم، دمجت فيها الدراستان المتوسطة الثانوية وأمضى العام الدراسي الأول في مدرسة الإقامة (مدرسة السيلة الابتدائية لاحقاً والمتحف الحربي بكريتر حالياً)، وأمضى أربع سنوات في المدرسة الثانوية بحي الريزمت (ثانوية لطفي أمان حالياً)، ثم انتقل إلى كلية عدن ADEN COLLEGE العطرة الذكر مع افتتاحها عام 1952م والتي تقع عند نقطة التفتيش رقم 6 CHECK POINT 6 بدارسعد وكانت تلك النقطة هي الفاصل الحدودي بين السلطنة اللحجية ومستعمرة عدن.

تجود ذاكرة أنيس حسن يحيى ببعض أسماء مدرسيه في المرحلة المتوسطة الثانوية وهم: أحمد صالح موشجي وأحمد حسن حنبلة وطه خليل وعمر علي عبدالعزيز وعمر إحسان الله وقاسم سعيد شيباني وحامد لقمان وإبراهيم لقمان وعبدالرحيم لقمان وعبدالله نورالدين وحسن نورالدين وإبراهيم روبله وأفضل ولطفي أمان وعبدالله فاضل فارع بالإضافة إلى مدرسين هنود وإنجليز.

أما زملاء الدراسة فهم الذين انتقلوا معه من المدسة الابتدائية بكريتر بالإضافة إلى زملاء جدد انتقلوا من المعلا منهم: حسين سالم باوزير ومحمد أو سالم الكولي وقاسم شيخ، ومن التواهي: محمد مهيوب سلطان وعبدالجبار عبده ثابت وصالح شهاب وعبدالمنان ثابت وأحمد غالب الجابري ومحمد غالب الجابري وقاسم عبده غانم وأحمد قاسم ناجي ومحمد حسن غانم.

من الذين انتقلوا من الشيخ عثمان: فيصل قائد علي وعبدالله عبدالمجيد السلفي وعلي مسرج وعبدالوهاب نايف وعلي أحمد ناصر السلامي. فاضت ذاكرة أنيس حسن يحيى كرماً لتفشي بعضاً من زملاء دراسة سبقوه منهم: محمد عبده نعمان وعبده خليل سليمان وسعيد نايف ومحمد ناصر علي وعبدالله محيرز وجعفر علي عزيز ومحمد إبراهيم الماس وجعفر علي عوض وعلي باقر وعلي عبدالرزاق باذيب وعبدالله الأصنج وفيصل عبدالمجيد لقمان وفاروق لقمان.

من زملاء الدراسة الذين جاؤوا بعده: حافظ لقمان وسامي لقمان وقيس غانم وشهاب غانم وعبدالله محمد علي مقطري وأبوبكر عبدالقوي خليل وحسين مهيوب سلطان ومنور الحازمي وأبوبكر العطاس وأبوبكر باقر ومحمد أحمد الصباغ وأحمد سعيد باخبيرة وعلي الزريقي وامذيب صالح ومحمد عبدالله الذهب وشكيب خليفة وعبدالملك إسماعيل وجعفر الظفاري ووهيب عبدالرحيم وعلي جعفر محمد ناصر ومحمد ناصر محمد وعادل خليفة وعوض مبجر وعبدالرحمن فخري وآخرون.

أنيس حسن يحيى في أرشيف كرة القدم:

قدر أنيس حسن يحيى أن يكون في موقع القيادة ويسري هذا الحال على اهتماماته المبكرة في رياضة كرة القدم، فقد كان قائد فريق كرة القدم لتلاميذ السنة الأخيرة من المرحلة الابتدائية وكان قائد الفريق الكروي لطلاب مجموعة (C) في المرحلة الثانوية.

كان أنيس حسن يحيى لاعباً في الفريق الأول لنادي الاتحاد المحمدي (MCC) لمدة تزيد عن العام (1954/1955م) وفي أواخر أبريل 1956م انتقلت أسرة أنيس مع أسر أخرى ساكنة في الريزمت بكريتر إلى حي الروضة (القلوعة) في المعلا، وهو الحي السكني الذي بنته الإدارة البريطانية تحت مسمى «منازل الطبقة العالمة» WORKING CLASS QUARTERS.

في الروضة أسس أنيس حسن يحيى مع آخرين نادي الروضة الرياضي والثقافي وشغل فيه منصب (الرئيس) وكان من ضمن مؤسسي ولاعبي النادي: وهيب خليل وعلي بن علي مخاوي، مشرفان إداريان وكان من أبرز لاعبي النادي: عبدالله علي قرشي ومحمد سالم بادر وعبدالله سالم بادر وعلي سالم بادر ونصر ناصر علي وفاروق ناصر علي وكان الثلاثة الأخيرون أصغر اللاعبين سناً وأكثرهم مهارة أو حرفنة بالتعبير العامي.

أنيس مع امذيب صالح والفخريين إلى قاهرة المعز:

قرر أنيس حسن يحيى غسل يديه من مهنة التدريس -حيث كان مدرساً في المدرسة المتوسطة الحكومية للبنين في التواهي وكان مديرها التربوي القدير الأستاذ يوسف حسن سعيدي أطال الله عمره ومتعه بالصحة- ومن قيادته لناديه، نادي الروضة الرياضي وفريقه في شهر أغسطس 1959م نطراً لسفره إلى مصر للدراسة الجامعية في عاصمتها القاهرة مع الزملاء: امذيب صالح أحمد وعبدالرحمن فخري ووهيب عبدالرحيم وعلي فخري وعلي زين العيدروس، حيث غادر أنيس وزملاؤه ميناء عدن على ظهر باخرة إيطالية في طريقهم إلى بورسعيد وقد كانت الرحلة «رحلة وداع» للباخرة لأنها تجاوزت عمرها الافتراضي وذلك على ذمة الطاقم الذي روى الحكاية.

التحق أنيس حسن يحيى بجامعة القاهرة وأمضى فيها أربع سنوات وحصل على درجة البكالوريوس من كلية التجارة عام 1963م وعاد إلى عدن وقدم أوراقه لعدد من الشركات ويبدو أن عدم الاستجابة لطلبه أملته دوافع سياسية وأمنية ثم قدم أوراقه لوزارة الاقتصاد والتجارة ووزارة المالية وهما وزارتان اتحاديتان وكانت إدارة المعارف (التربية والتعليم) بعدن آخر الأبواب التي طرقها أنيس وتم استيعابه مدرساً في الثانوية الحكومية للبنين بخورمكسر (ثانوية الجلاء لاحقا وثانوية محمد عبده غانم حالياً) في سبتمبر 1963م.

أنيس حسن يحيى يعبر بوابة أستاذه ابراهيم لقمان:

بعد بضعة أشهر، صدر قرار بتعيين أنيس حسن يحيى في سكرتارية مجلس الوزراء (عرفها الناس آنئذ بالسكرتارية وكانت تخص ولاية عدن) وكان يرأسها أستاذه الفاضل إبراهيم لقمان وزامله في السكرتارية عادل خليفة، الذي عمل مستشاراً قانونياً وهو بتوصيف أنيس «الأخ الصديق والمناضل الجسور».

بعد شهرين من تعيينه استدعاه أستاذه الفاضل إبراهيم لقمان وأبلغه بقرار نقله إلى وزارة الحكم المحلي لولاية عدن، الكائنة في مبنى السكرتارية نفسه وكان الوزير آنذاك مصطفى عبداللاه وكان وكيل الوزارة الأخ والأب خليل محمد خليل. فُسر القرار المفاجئ بنقل أنيس إلى وزارة الحكم المحلي بأنها (أي الوزارة) بحاجة لخريجين وكان الخريجون قليلين.

في العام 1966م، عين أنيس سكرتيراً لسلطة الضواحيTOWNSHIP AUTHORITY في مدينة الشيخ عثمان وبعد مرور بضعة أشهر صدر قرار آخر بتعيينه سكرتيراً لسلطة الضواحي في مدينة عدن الصغرى (البريقة) ومارس أنيس مهام عمله في تجربة المحليات، التي كانت منتخبة وهي تجربة خبرتها عدن منذ عام 1955م. قدم أنيس استقالته في أواخر عام 1967م ليتفرغ لقيادة العمل الحزبي.

محطات العمل السياسي والجماهيري في حياة أنيس:

شارك أنيس حسن يحيى بفعالية في نشاطات وطنية ونقابية متعددة أثناء الفترة الممتدة من منتصف عام 1955م حتى أغسطس 1959م (قبيل سفره إلى القاهرة) وكان المد الناصري خلال تلك السنوات ولسنوات لاحقة قوياً جداً وكان أنيس معجباً بشخص عبدالناصر، لكن توجهه كان اشتراكياً علمياً، وأفادني الأخ أنيس بأنه كان لكتابات الرائد الوطني الكبير عبدالله باذيب أكبر الأثر عليه في توجهه نحو ذلك الفكر.

منذ مطلع عام 1955م كان أنيس حسن يحيى يلتقي مع كوكبة من الشخصيات الوطنية في مكاتب مطبعة البعث لصاحبها المناضل الكبير محمد سالم علي، الذي ضحى كثيراً في سبيل الانتصار للقضية الوطنية وأثمرت تلك اللقاءات قيام الجبهة الوطنية المتحدة بقيادة الراحل الكبير محمد عبده نعمان وكان من مؤسسي تلك الجبهة: محمد عبده نعمان ومحمد سالم علي وعبدالله الأصنج وعبده خليل سليمان ومحمد سعيد مسواط وحسين سالم باوزير وإدريس حنبلة ومصطفى رفعت ومحمد زليخي وأنيس حسن يحيى.

استطاعت الجبهة الوطنية أن تستقطب المناضلين الوطنيين شيخان الحبشي ومحمد سالم باوزير، «إلا أن غياب التقاليد الحزبية لدى المؤسسين أدى إلى انسحاب الأخوين الحبشي وباوزير، عائدين إلى حزبهما رابطة أبناء الجنوب ولم يقدر للجبهة أن تستمر طويلاً لأسباب مختلفة».

ابتداء من النصف الأول من عام 1956م نشط أنيس حسن يحيى مع زملاء آخرين في الدعوة إلى قيام نقابة عامة للمعلمين وأسفرت انتخابات النقابة عام 1956م عن مسعود جعفر علي عوض، رئيساً وعلي أحمد ناصر سلامي، أمينا عاما وأنيس حسن يحيى ، أمينا عاماً مساعداً.

في منتصف عام 1958م زار أبوبكر عبدالله الحبشي وعلي أحمد السلامي أنيس حسن يحيى في منزله بحي الروضة وتعود الثلاثة على مثل هذا اللقاء باعتبارهم هيئة التحرير للنشرة التي كانت تصدرها النقابة، وفي هذا اللقاء قدم الحبشي عرضاً موجزا لأفكار حزب البعث في الوحدة والحرية والاشتراكية ووزع عليهما بعض كتابات قصيرة لميشيل عفلق. اقتنع أنيس بفكر حزب البحث رغم قناعاته الفكرية الاشتراكية العلمية، ولكن مع بروز الخلاف بين البعثيين والناصريين من جهة والشيوعيين العرب وتحديداً العراقيين من جهة أخرى حول قضية الوحدة العربية التي كان يناهضها الشيوعيون وتجلي ذلك في موقفهم الرافض للوحدة القائمة بين مصر وسوريا آنذاك ورفضهم انضمام العراق للوحدة بين دينيك القطرين العربيين فقد انعكس ذلك الرفض سلباً على قناعة أنيس التي رست على اختيار حزب البعث.

أنيس وكتابات صحفية مبكرة:

كان أنيس حسن يحيى منتظماًَ في التردد على مكتبة ليكLAKE LIBRARY (مكتبة الطفل حالياً) بكريتر منذ أن ساكناً في حي الريزمت وكانت تلك المكتبة غنية بالكتب والمراجع باللغتين العربية والإنجليزية من مختلف التوجهات الفكرية، ومن ضمن الكتب التي استعارها انيس:

تاريخ العرب لفيليب حتي (بالإنجليزية) وكتاب رأس المال لماركس (بالإنجليزية) والبيان الشيوعي لماركس وإنجلز (بالإنجليزية) والفتنة الكبرى لطه حسين ومعالم الحياة العربية الجديدة للدكتور منيف الرزاز.

على خلفية قراءاته المتنوعة وباللغتين أدلى انيس حسن يحيى بدلوه في الكتابات الصحفية منها 1- مقال بعنوان «المقاومة أولاً» من ثلاث حلقات نشرته صحيفة «صوت العمال» باسم مستعار «الرشيد»، 2- قصة قصيرة بعنوان «إضراب» نشرتها «صوت العمال» وبالاسم المستعار نفسه، 3- مقال أدبي عنوانه «الصراع بين القديم والجديد» نشرته صحيفة «الفجر» وكان يشرف عليها صديقه وديع أمين ، 4- مقال عنوانه «المتنبي» نشرته مجلة كلية عدن باسمه وكتبه بالإنجليزية.

من منظمة طلائع حرب التحرير الشعبية إلى حزب الطليعة الشعبية:

شرع البعثيون اعتبارا من ديسمبر 1966م في استقطاب طاقات شابة واعدة برزت بصماتها في الحراك الوطني وانخرط العديد منهم في العمل المسلح في إطار «منظمة طلائع حرب التحرير الشعبية»، الجناح العسكري في منطقة دارسعد تحديداً وبقيادة المناضل الراحل سعيد سالم الخيبة.

أعلن البعثيون في الجزء الجنوبي من الوطن في نوفمبر 1969م تبنيهم للفكر الاشتراكي العلمي كمنهج لهم في العمل، وفي نوفمبر 1970 أعلنوا فك ارتباطهم مع حزب البعث في مؤتمر عام ولاعتبارات تنظيمية أطلقوا على تنظيمهم «منظمة البعث في اليمن الديمقراطية» وفي الفترة من 5 حتى 7 أبريل 1974م عقدت المنظمة مجلساً وطنياً (كونفرس) وصدر قرار بتحويل تسمية المنظمة إلى «حزب الطليعة الشعبية» وكان أمينه العام أنيس حسن يحيى وبرز الحزب الجديد بدماء جديدة شكلت حوالى 95% من قوام الحزب الذين لم تربطهم أي علاقة بالبعث القومي.

من التنظيم السياسي الموحد إلى الحزب الاشتراكي اليمني:

أسفرت الحوارات بين التنظيم السياسي الجبهة القومية الحاكم وفصيلي حزب الطليعة الشعبية والاتحاد الشعبي الديمقرطي عن انعقاد المؤتمر التوحيدي لفصائل العمل الوطني خلال الفترة 11-14 أكتوبر 1975م وإعلان إطار جديد سمي «التنظيم السياسي الموحد الجبهة القومية» وشغل أنيس عضوية المكتب السياسي وأصبح المناضل الراحل نصر ناصر علي عضو مكتب سياسي مرشحاً وانتخب أنيس في عضوية المكتب السياسي في المؤتمر الأول للحزب الاشتراكي اليمني الذي عقد خلال الفترة 11-14 أكتوبر 1978م.

أنيس والمناصب القيادية التي شغلها في اليمن الديمقراطية:

شغل أنيس حسن يحيى وظائف رسمية وحزبية قيادية في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وكانت على النحو التالي: 1- وزيرا للاقتصاد والصناعة من 29 ديسمبر حتى 19 مايو 1973م، 2- وزيرا للمواصلات من 19 مايو 1973م حتى 31 ديسمبر 1975م، 3- انتخب في عضوية سكرتارية اللجنة المركزية، سكرتيرا للدائرة الاقتصادية في 31 ديسمبر 1975م وشغل ذلك الموقع مجدداً في 13 أغسطس 1982م، 4- وزيراً للثروة السمكية اعتباراً من 13 أغسطس 1979م واحتفظ بحقيبة الثروة السمكية مع تصعيده نائباً لرئيس الوزراء اعتبارا من أكتوبر 1980 وحتى 13 يناير 1986م.

الأستاذ الفاضل أنيس حسن يحيى متزوج من التربوية الجليلة الأستاذة أم الخير أحمد حيدرة، متعها الله بالصحة ورزقا بولدين: غادة وباسل وأكرمهما الله بنعمة الأحفاد وعددهم سبعة. (3) منهم من نصيب غادة و(4) من نصيب باسل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى