بصيص امل ضئيل في الشرق الاوسط بعد سنة من اعمال العنف

> القدس «الأيام» باتريك انيدجار :

>
جانب من المحتجين على الاقتتال
جانب من المحتجين على الاقتتال
يبدأ العام 2007 في اسرائيل ببصيص امل ولو ضئيل في التوصل الى وقف لاطلاق النار واستنئناف الحوار مع الفلسطينيين بعد سنة طغى عليها استمرار اعمال العنف وحرب فاشلة في لبنان.

وما زالت التوقعات المستقبلية قاتمة بفعل توجه ايران الحاسم في رأي الاسرائيليين نحو امتلاك السلاح النووي فيما يواصل رئيسها محمود احمدي نجاد الدعوة الى "ازالة اسرائيل عن الخارطة".

ورغم التوصل الى اتفاق تهدئة مع اسرائيل، سقط حوالى خمسين صاروخا فلسطينيا على جنوبها فيما اندلعت في الايام الماضية مواجهات دامية بين حماس وفتح.

وهذه المواجهات التي اندلعت اثر دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لاجراء انتخابات مبكرة اوقعت 15 قتيلا في قطاع غزة الذي لا يزال يشهد توترا شديدا.

وتنتهي السنة بكثير من المخاوف والقلق بعد ان بدأت بغياب رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون عن الساحة السياسية في ذروة شعبيته وهو في غيبوبة عميقة منذ الخامس من كانون الثاني/يناير.

وسدد تواري شارون ضربة قاضية لخطته الرامية الى ترسيم حدود اسرائيل الشرقية من طرف واحد من خلال الانسحاب من قسم من اراضي الضفة الغربية وضم التجمعات الاستيطانية الكبيرة.

وبعد بضعة اسابيع حققت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) فوزا كاسحا في الانتخابات التشريعية ما ادى الى قيام سلطة فلسطينية برأسين هما الرئيس محمود عباس المعتدل القيادي في حركة فتح التي اسسها الزعيم الراحل ياسر عرفات من جهة، ومن جهة اخرى رئيس الوزراء اسماعيل هنية القيادي في حماس.

ولم يتأخر رد الفعل على فوز حماس حيث علقت عمليا المساعدات الدولية للحكومة الجديدة وحذرت اسرائيل من انها ستتصدى بلا هوادة للحركة التي تدعو في ادبياتها الى القضاء على اسرائيل.

وحملت سمعة شارون وشعبيته الى السلطة ايهود اولمرت الذي انتخب في نيسان/ابريل رئيسا للحكومة الاسرائيلية وقد تعهد بتنفيذ خطة شارون.

غير ان يوم الخامس والعشرين من حزيران/يونيو شكل تحولا حيث قام ناشطون فلسطينيون فجرا بعبور الحدود بين قطاع غزة واسرائيل ونفذوا عملية خطفوا خلالها الجندي جلعاد شاليت.

وادت العملية الى تجميد الخطة قبل ان تطوى نهائيا في 12 تموز/يوليو حين شن مقاتلون من حزب الله الشيعي اللبناني عملية رافقها اطلاق صواريخ على شمال اسرائيل، اسفرت عن خطف جنديين اسرائيليين اخرين.

وشنت اسرائيل على الاثر حملة عسكرية دامية على لبنان استمرت 34 يوما وتخللها قصف جوي اسرائيلي عنيف رد عليه حزب الله باطلاق اكثر من اربعة الاف صاروخ على شمال اسرائيل الامر الذي زعزع القيادة السياسية والعسكرية الاسرائيلية ولا تزال انعكاساته مستمرة حتى اليوم.

ويطرح بعض الخبراء العسكريين الاسرائيليين احتمال تجدد الحرب في الربيع اذا ما بادر حزب الله بعملية ما.

لكن وزير الدفاع الاسرائيلي عمير بيريتس رفض الحديث عن وقوع نزاع محتمل مع سوريا الصيف المقبل.

وعلى الجبهة الفلسطينية، عجزت عمليات الجيش الاسرائيلي التي اوقعت اكثر من 400 قتيل منذ حزيران/يونيو، عن وقف اطلاق الصواريخ اليدوية الصنع من قطاع غزة على اسرائيل وقد قتل عشرة اسرائيليين منذ ايلول/سبتمبر 2000 في هذا القصف الصاروخي.

وفيما بدا الافق مسدودا، توصل اولمرت وعباس الى اتفاق مفاجئ في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر نص على تهدئة في قطاع غزة لا تزال سارية ولو بصورة هشة.

وعمد ايهود اولمرت مفيدا من اجواء التهدئة وقد تراجعت شعبيته الى ادنى مستوياتها، الى تحريك فكرة اتفاق سلام تنسحب بموجبه اسرائيل "من قسم من الاراضي والعديد من المستوطنات التي اقيمت" في الضفة الغربية لاتاحة قيام "دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للاستمرار".

غير انه حرص على عدم تحديد حجم الانسحاب او الالتزام بتجميد حركة الاستيطان واشترط في المقابل تشكيل حكومة فلسطينية جديدة تكون مستعدة لتوقيع السلام مع اسرائيل، من اجل استئناف الحوار شبه المقطوع منذ اندلاع الانتفاضة في ايلول/سبتمبر 2000.

غير ان الوضع الامني يبقى هشا حيث سقط في الثالث عشر من كانون الاول/ديسمبر اول قتيل فلسطيني في قطاع غزة برصاص اسرائيلي منذ اقرار التهدئة، فيما اصدرت المحكمة العليا الاسرائيلية في اليوم التالي قرارا غير مسبوق وافقت فيه على مواصلة الجيش عمليات تصفية الناشطين الفلسطينيين، وذلك بموازاة مواصلة اطلاق الصواريخ اليدوية الصنع على الاراضي الاسرائيلية.

وعلى الصعيد الدولي، اصدر مجلس الامن الدولي اعلانا في 12 كانون الاول/ديسمبر دعا فيه الى بذل جهود لتحقيق سلام دائم في الشرق الاوسط مجددا دعمه لرؤية قيام دولتين، اسرائيل وفلسطين، تتعايشان جنبا الى جنب في حدود آمنة ومعترف بها.

وصدر هذا الاعلان غداة تقرير للامين العام للامم المتحدة كوفي انان حول المنطقة شدد فيه على وجوب التوصل الى تسوية "عادلة وشاملة للمشكلة الاسرائيلية الفلسطينية تشكل مفتاحا لمعالجة النزاعات الاقليمية الاخرى".

وكانت لجنة الدراسات حول العراق برئاسة وزير الخارجية الاميركي السابق جيمس بيكر اوصت في تقريرها في مطلع كانون الاول/ديسمبر بالتزام الولايات المتحدة بتسوية النزاع العربي-الاسرائيلي كمدخل لحل الازمات في المنطقة، كما اوصت في سياق اخر بانسحاب اسرائيلي من هضبة الجولان المحتلة في مقابل اتفاق سلام بين سوريا واسرائيل.

وفي ما يتعلق بالملف النووي الايراني، يطرح عدد من المسؤولين الاميركيين والاسرائيليين في الاسابيع الاخيرة امكانية شن هجوم على منشآت نووية ايرانية.

ويعير القادة الاسرائيليون اهتماما كبيرا لتصريحات الرئيس محمود احمدي نجاد المتكررة الداعية الى "ازالة اسرائيل عن الخارطة".

وتحدث نائب وزير الدفاع الاسرائيلي افراييم سنيه بشكل صريح عن "خيار عسكري" يكون "الوسيلة الاخيرة لان عواقبه ستكون خطيرة"، في اول طرح مماثل يصدر عن مسؤول اسرائيلي. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى