آسيا ما بين خطر كوريا الشمالية النووي والانجازات الاقتصادية

> هونغ كونغ «الأيام» كيفن ماكيلديري :

> شهدت آسيا خلال سنة 2006 تطورين بارزين، اولهما كان تبدلا في موازين القوى نتيجة اجراء كوريا الشمالية اول تجربة نووية كان لها وقع كبير على الصعيد العالمي، والثاني كان بروز القارة لتحتل موقعا كبيرا في الاقتصاد العالمي.

ففي التاسع من تشرين الاول/اكتوبر فجر نظام كوريا الشمالية الستاليني اول قنبلة ذرية متجاهلا تحذيرات الاسرة الدولية، فاقتحمت بيونغ يانغ نادي القوى النووية المغلق ما اثار مفاجأة في العالم الذي يخشى وقوع السلاح الذري بين ايدي نظام دكتاتوري لا يمكن التكهن بسلوكه.

وبعد مفاوضات شاقة اعلنت الامم المتحدة عن عقوبات اقتصادية وتجارية على بيونغ يانغ ما القى بظله في مرحلة اولى على آفاق الحوار مع كوريا الشمالية.

غير ان بصيص امل لاح في نهاية تشرين الاول/اكتوبر عندما اعلنت بيونغ يانغ استعدادها للمشاركة بشروط في المفاوضات الدولية الرامية الى حملها على التخلي عن السلاح النووي.

واستؤنفت المحادثات السداسية (الكوريتان والولايات المتحدة واليابان وروسيا والصين) الاثنين الماضي قبل ان تختتم الجمعة بدون تحقيق اي تقدم.

ودفع الواقع الاقليمي الجديد الناتج عن تجربة كوريا الشمالية النووية بعض الدول الى مراجعة ضروراتها الامنية.

وفي هذا الاطار طالب القادة اليابانيون اخيرا بمناقشة عامة حول ما اذا كان من المناسب حيازة السلاح الذري، وهي فكرة بقيت لفترة طويلة من المحرمات في البلد الوحيد في العالم الذي ذاق جحيم السلاح الذري في هيروشيما وناغازاكي عام 1945.

واوضح جيف كينغستون مدير الدراسات الاسيوية في جامعة طوكيو "يصعب علي ان اتصور اعضاء الحكومة (اليابانية) يتحدثون بشكل صريح اليوم عن الخيار النووي".

غير ان التجربة النووية كان لها تاثير ايجابي غير متوقع تمثل في التقارب بين اليابان وعدويها الماضيين الصين وكوريا الجنوبية.

وكانت العلاقات بين طوكيو من جهة وبكين وسيول من جهة اخرى شهدت تدهورا كبيرا في عهد رئيس الوزراء السابق جونيشيرو كويزومي (2001-2006) وحين خلفه شينزو ابيه في نهاية ايلول/سبتمبر تعهد باصلاح العلاقات مع البلدين.

واشار كينغستون الى ان "خطر كوريا الشمالية دفع ابيه للدعوة الى سياسة مصالحة مع الصين".

وعلى الصعيد الاقتصادي، تميز العام 2006 بحضور طاغ للصين والهند، العملاقين الديموغرافيين (3،2 مليار نسمة) والاقتصاديين وقد تكرس التقارب بينهما في تشرين الثاني/نوفمبر بقيام الرئيس هو جينتاو بزيارة تاريخية الى حليفه في اسيا الجنوبية.

وصرح هو خلال زيارته بومباي عاصمة الهند الاقتصادية "اذا قامت الهند والصين بالخطوات الضرورية لتطوير قطاعي التجارة والاعمال، فان القرن الواحد والعشرين سيكون قرنا اسيويا".

كذلك نجحت فيتنام الدولة الصغيرة والفائقة الحيوية التي تسجل اعلى نسبة نمو بعد الصين، في تحقيق خطوة كبرى بانضمامها الى منظمة التجارة العالمية.

وارتدت الدولة العضو المئة والخمسين في المنظمة في تشرين الثاني/نوفمبر ابهى حللها لاستضافة قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا-المحيط الهادئ (ابيك) التي شارك فيها عشرون رئيسا بينهم الرئيسان الاميركي جورج بوش والروسي فلاديمير بوتين.

غير ان هذا الاداء الاقتصادي الملفت لم يجحب اعمال العنف التي هزت هذه القارة وعلى الاخص في افغانستان حيث اسفرت المعارك بين قوات منظمة حلف شمال الاطلسي والمتمردين من عناصر طالبان عن سقوط 3700 قتيل منذ مطلع السنة في غياب مؤشرات الى انحسارها.

كذلك تستمر الحرب في سريلانكا بين المتمردين التاميل وحكومة كولومبو المركزية في ضوء عجز الطرفين عن التوصل الى اتفاق سلام.

وفي المقابل، توقف النزاع في نيبال حيث وقع الماويون والحكومة في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر اتفاق سلام تاريخيا وضع حدا لحرب اهلية استمرت عشر سنوات واوقعت اكثر من 12500 قتيل.

وبعد استقرار سياسي مستمر منذ فترة طويلة، شهدت تايلاند اول انقلاب عسكري منذ 15 سنة تم بموافقة الملك المسن بوميبول ادولياديج الذي يحظى باحترام واسع وادى في 19 ايلول/سبتمبر الى اطاحة رئيس الوزراء الثري تاكسين شيناواترا الذي يقوم جدل حوله في البلاد,ووعد المجلس العسكري الذي تولى السلطة بتنظيم انتخابات العام المقبل.

واخيرا، هزت المنطقة خلال العام 2006 زلازل واعاصير وغيرها من الكوارث الطبيعية بدءا باندونيسيا حيث قتل نحو 5800 شخص في ايار/مايو اثر زلزال ضرب جزيرة جاوا، ثم الفيليبين التي انهت العام بمأساة حيث اجتاحت سيول هائلة من الوحول في 30 تشرين الثاني/نوفمبر عشرات القرى في شرق الارخبيل واسفرت عن اكثر من الف قتيل ومفقود. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى