سلاح الجو الاثيوبي يدخل المعركة ويقصف مواقع في الصومال

> بيدوة/ اديس ابابا «الأيام» ا.ف.ب/رويترز:

>
جثة مقاتل إسلامي خارج مدينة ايدال أمس
جثة مقاتل إسلامي خارج مدينة ايدال أمس
اتهمت الميليشيات الاسلامية الصومالية أمس الاحد الطيران الاثيوبي بقصف احد معاقلها في اول هجوم من هذا القبيل منذ استئناف المعارك الاسبوع الماضي واقرت اديس ابابا بانها تدخلت عسكريا في الصومال. وهي المرة الاولى التي تعترف فيها اثيوبيا بانها شاركت في المعارك الدائرة في الصومال بين قوات الميليشيات الاسلامية والقوات الحكومية لكن المسؤولين الاثيوبيين نفوا استخدام الطيران.

وصرح رئيس الوزراء الاثيوبي ميليس زيناوي أمس الاحد في كلمة بثها التلفزيون والاذاعة ان حكومته لا تحاول "فرض حكومة في الصومال" بعد ان اعترفت اثيوبيا للمرة الاولى انها تتدخل عسكريا في هذا البلد.

وقال رئيس الحكومة في خطاب بثته وسائل الاعلام الحكومية مباشرة "لا نحاول فرض حكومة في الصومال ولا نعتزم التدخل في الشؤون الداخلية للصومال. بل اضطرتنا الظروف الى التدخل".

وتابع ان "جهود السلام كانت شاقة لكنها فشلت. القوات المعارضة للسلام تسللت الى اثيوبيا عدة مرات. الحكومة الاثيوبية اعطت انذارا اخيرا الى اتحاد المحاكم الاسلامية ليتخلى عن خططه القتالية لكنهم لم يكترثوا له".

واضاف رئيس الوزراء الذي كان يتحدث في داهاردار شمال البلاد حيث كان يشارك في معرض زراعي ان "قواتنا شنت اليوم (أمس) هجوما مضادا قانونيا ومتكافئا ضد هذه القوات المناهضة للسلام".

واكد "نرغب في انهاء هذه الحرب في اقرب وقت ممكن ونأمل في ان يدعم الشعب الاثيوبي قواته الدفاعية".

وفي الوقت نفسه، شنت القوات الحكومية الصومالية هجمات على بلدات كانت عناصر المحاكم الاسلامية تسيطر عليها في وسط البلاد.

من ناحية ثانية، وفي مؤتمر صحافي في اديس ابابا، قال سفير الصومال في اثيوبيا عبد الكريم فرح ان القوات الحكومية تزحف على مكار بيليدوغلي على بعد 90 كلم جنوب مقديشو، حيث يحصل الاسلاميون بحسب رأيه على "مؤونات". وقال إن القوات الموالية للحكومة الصومالية قتلت 500 من المقاتلين الإسلاميين أغلبهم من اريتريا في معارك عنيفة دارت على مدى يومين. ولم يرد تأكيد من مصدر مستقل لعدد القتلى. واضاف ان القوات الموالية للحكومة حاصرت برهاكابا التي يسيطر عليها الاسلاميون على بعد 60 كلم جنوب شرق بيداوة واستعادت مدينة ايدالي.

واكد قائد عسكري اسلامي وشهود في منطقة كلبركة (300 كلم شمال مقديشو) ان طائرات مقاتلة اثيوبية استهدفت هذه المدينة التي تبعد 20 كلم شمال مدينة بلدوين التي يسيطر عليها الاسلاميون والواقعة على بعد 30 كلم من الحدود الاثيوبية.

وقبل ذلك شنت القوات الحكومية الصومالية مدعومة باثيوبيا هجوما بريا في هذه المنطقة مستهدفة خصوصا بلدوين كما هاجمت ايضا مدينة بانديرادلي (منطقة غلكايو وسط البلاد، 630 كلم شمال مقديشو). وقال مسؤول حكومي في منطقة غالكايو احمد نور اندوبور لوكالة فرانس برس ان "المعارك تدور رحاها" في هذه المنطقة.

من جهة اخرى، اكد سكان انهم ما زالو يسمعون القصف المدفعي قرب بيداوة في بلدة برهكابا التي يسيطر عليها الاسلاميون (60 كلم جنوب شرق بيدواة).

وكانت المعارك بين الاسلاميين والقوات الحكومية محصورة حتى الآن في محيط بيداوة التي اعلن الاسلاميون انهم ينوون الاستيلاء عليها.

ويقول الاسلاميون المسلحون بمدافع المورتر والمدافع الرشاشة إنهم قتلوا مئات من القوات الموالية للحكومة إلا أن وكالات المساعدات قالت إن العدد الإجمالي للقتلى يقدر بالعشرات.

ويزعم الإسلاميون أنهم يحظون بتأييد شعبي واسع النطاق ويقولون إن هدفهم هو استعادة النظام في الصومال بعد سنوات من حكم زعماء الميليشيات والفوضى.

مدفع اثيوبي مضاد للطائرات خارج مدينة ايدال أمس
مدفع اثيوبي مضاد للطائرات خارج مدينة ايدال أمس
وقالوا إن اثيوبيا استخدمت طائرات ميج وطائرات هليكوبتر ضد قواتهم. وقال شهود صوماليون إن الطائرات أطلقت صواريخ. وأرسلت اثيوبيا أيضا دبابات إلى الجبهة في الأيام القليلة الماضية.

وقال فارح إن الاسلاميين قتلوا عشرة من جنود القوات الحكومية وأصابوا 13 آخرين مضيفا ان القوات الحكومية أسرت 280 من المقاتلين الاسلاميين بعضهم من باكستان وافغانستان والسودان. ويخشى دبلوماسيون من ان يؤدي الصراع إلى اجتذاب جهاديين أجانب يلبون دعوة الاسلاميين للجهاد ضد اثيوبيا التي يقودها مسيحيون.

وقال على ضاهر هورو أحد سكان بلدوين التي تقع على بعد 300 كيلومتر شمالي مقديشو إن ضربة جوية قتلت شخصين.

وأضاف "الناس بدأوا يفرون بمجرد إطلاق النار من الطائرات على البلدة" موضحا ان غالبية الصواريخ ضربت سيل جالي التي فر إليها كثير من الناس بعد فيضانات عارمة في الشهر الماضي.

وقالت وكالات مساعدات تابعة للأمم المتحدة إن الصراع سيكون له عواقب وخيمة على جهود تقديم الغذاء والمساعدات إلى 1.4 مليون شخص يعانون بسبب الفيضانات.

وندد الاتحاد الأوروبي بعمليات القصف وتبادل القصف المدفعي وحث كلا الجانبين على العودة إلى المحادثات. إلا أن الحرب ضد العدو القديم اثيوبيا أثارت تأييد كثير من الصوماليين.

وفي ميناء كسمايو الذي يسيطر عليه الاسلاميون راح النساء والاطفال يلوحون مودعين الف رجل تطوعوا للقتال على الجبهة. وانطلق الرجال الذين كانوا يرتدون ملابس رثة مموهة في شاحنات مدهونة على سبيل التمويه وهم يرددون "النصر لنا".

وعلى مسافة ابعد إلى الشمال في مقديشو اجتمع نساء وأطفال في واحد من الاسواق الكبرى لتوديع الرجال الذين كانوا يسيرون في الشوارع في طريقهم للانضمام للحرب.

وقال عبدي رشيد "قلن لي ان ارتدي ملابسهن ما لم اذهب الى الحرب." واضاف "قلن لي انني لست رجلا لان كل الرجال على الجبهة ولذا على ان ارتدي ملابس النساء."

وقال مات بريدن المحلل المستقل في شؤون الصومال إنه لايتوقع فوز أي طرف في الحرب على نحو حاسم.

وقال لرويترز "الاثيوبيون يسعون إلى ضرب الاسلاميين بشدة حتى يعودوا إلى مائدة المفاوضات..ولكنهم يخاطرون بأن تصبح الحرب صراعا مطولا لا فوز فيه."

شارك في التغطية جوليد محمد وسهل عبد الله في مقديشو وسحر عبدي في كسمايو وتسيجاي تديسي في اديس ابابا وانجوي كانيا في نيروبي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى