اسرائيل تلمح لإفراج مبكر عن سجناء فلسطينيين بينهم البرغوثي

> القدس «الأيام» آري رابينوفيتش :

>
مروان البرغوثي
مروان البرغوثي
اشار رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت أمس الأحد إلى أنه قد يفرج عن بعض السجناء الفلسطينيين خلال الأسبوع الحالي رغم أن النشطاء لم يفرجوا بعد عن جندي إسرائيلي مخطوف في غزة.

وتقع إسرائيل تحت ضغط من الولايات المتحدة والأوروبيين لاتخاذ خطوات لتعزيز موقف عباس بعد أن دعا لانتخابات فلسطينية مبكرة في خطوة وصفتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بانها انقلاب.

وقال مصدر في الحكومة الاسرائيلية ان يوفال ديسكين رئيس جهاز الأمن الداخلي في اسرائيل (الشين بيت) قال ان عباس لا يستطيع فرض سياساته في الأراضي الفلسطينية وان حركة فتح قد تخسر في الانتخابات القادمة.

وفي أول لقاء رسمي بينهما أمس الأول السبت تعهد اولمرت بالإفراج عن 100 مليون دولار من عائدات الضرائب التي تحتجزها اسرائيل لعباس متخطيا الحكومة التي تقودها حماس.

ويشك فلسطينيون كثيرون في أن تتحقق هذه الخطوة ويخشون من أنها قد تؤدي الى توسيع هوة الانقسامات بين فتح وحماس التي تولت السلطة الفلسطينية في مارس آذار بعد هزيمة فتح في الانتخابات البرلمانية.

وايد ثلاثة وزراء بارزين في الحكومة الاسرائيلية فكرة الافراج عن سجناء كإشارة على حسن النوايا للرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل عطلة عيد الأضحى الأسبوع المقبل.

ووفقا لمصدر بمجلس الوزراء أجاب أولمرت على الاقتراح قائلا "حان الوقت للمرونة والكرم وقد تكون (السياسة الإسرائيلية) مختلفة عما قيل في اجتماعات سابقة."

وكانت اسرائيل قد استبعدت في السابق أي إفراج عن سجناء إلى أن يطلق نشطاء في غزة سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شليط الذي خطف في غارة عبر الحدود في يونيو حزيران.

وأشارت تصريحات لوزير شؤون المتقاعدين الاسرائيلي رافي ايتان أيضا الى تغيير محتمل في موقف اسرائيل التي تمسكت لفترة طويلة برفض البحث في إطلاق سراح الزعيم الفلسطيني مروان البرغوثي من السجن في إطار عملية تبادل للأسرى مقابل الجندي شليط.

وكانت محكمة إسرائيلية قد أصدرت خمسة احكام بالسجن مدى الحياة على البرغوثي عضو حركة فتح بتهمة إصدار اوامر بشن هجمات في إطار الانتفاضة الفلسطينية ضد الاحتلال. ونفى البرغوثي هذه التهم.

وعندما سأل راديو اسرائيل ايتان إن كانت اسرائيل ستطلق سراح البرغوثي قال "اذا ادرج احد طلب إطلاق سراحه على جدول الاعمال فيجب أن يناقش وفق القانون",وأضاف ايتان "إنها مسألة ما ستحصل عليه في المقابل."

وكانت اسرائيل قد عارضت في الماضى الإفراج عن سجناء "أيديهم ملطخة بالدماء" لكنها أبدت أخيرا مزيدا من المرونة,وكانت اسرائيل قد أفرجت في السابق عن بعض المعتقلين الفلسطينيين قبل الأعياد كبادرة حسن نية.

وقتل عشرة فلسطينيين على الأقل في أعمال عنف بين قوات موالية لعباس وأخرى تابعة لحماس منذ دعوة عباس في الأسبوع الماضي لإجراء انتخابات جديدة في قطاع غزة والضفة الغربية بعد فشل محادثات تشكيل حكومة وحدة مع حماس.

ويرى كثيرون أن البرغوثي (47 عاما) سيتيح لفتح افضل الفرص في اي سباق رئاسي مع حماس اذا قرر عباس الا يخوض الانتخابات.

ونظر الى محادثات اولمرت مع عباس في القدس على أنها محاولة لتعزيز موقف عباس في مواجهة حماس التي واجهت مقاطعة اقتصادية من الغرب لرفضها الاعتراف بإسرائيل ونبذ العنف والالتزام باتفاقات السلام المرحلية السابقة.

ويواجه عباس صعوبة في تحقيق التوازن في محاولته إقناع الفلسطينيين المتضررين بشدة من العقوبات بدعم برنامجه للسلام دون أن يبدو كمن يستجيب للمصالح الامريكية والإسرائيلية.

ولكن في اجتماعه مع أولمرت أمس الأول السبت لم يحقق عباس فيما يبدو تقدما يذكر بشأن قضية رئيسية بالنسبة للفلسطينيين وهي الافراج عن نحو 11 ألف سجين فلسطيني تحتجزهم اسرائيل.

وسخر قادة حماس من نتائج اجتماع عباس مع اولمرت,وقال مشير المصري النائب البارز من حركة حماس إن عباس أرسى سابقة خطيرة باتفاقه مع اسرائيل على تحويل 100 مليون دولار من خلال مكتبه وليس من خلال وزارة المالية التي تديرها حماس,واضاف المصري أن الاجتماع "أعطى العدو" حقا ليس له.

وقال زكريا القاق من جامعة القدس إن تعهد اسرائيل بتحويل 100 مليون دولار قد يعطي عباس "دفعة متواضعة" لكنه لن يغير آراء الجماهير الفلسطينية.

وقال محمد وهو صاحب متجر في غزة "لدينا قبلات بلا نتائج... القبلات والاستقبال الحار لا تخدم الا غرضا واحدا هو تعميق الانقسام بين الفلسطينيين."

(شارك في التغطية آلان فيشر إيلان في القدس ونضال المغربي ومحمد السعدي في غزة ووفاء عمرو في رام الله) رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى