«الأيام» تستطلع أوضاع مشروع مياه امصرة - الوضيع بمحافظة أبين .. مدير المشروع: مشروع مياه امصرة - الوضيع القديم- الجديد هل نصدق ما نشاهده أم نصدق شهادات الإنجازات الوهمية؟!

> «الأيام» سالم لعور:

>
مواسير هندية مدّتها اللجنة المشكلة لإعادة تأهيل المشروع بدلا عن المواسير الروسية التي لا يعلم الأهالي مصيرها
مواسير هندية مدّتها اللجنة المشكلة لإعادة تأهيل المشروع بدلا عن المواسير الروسية التي لا يعلم الأهالي مصيرها
تأسس مشروع مياه امصرة - الوضيع عام 1972م، ورغم صغر حجم مكوناته وقلة اعتمادات هذا المشروع عند التأسيس إلا أنه كان يقدم خدماته بشكل جيد، ثم توسع المشروع من حيث اعتماداته وأصوله الممنوحة من مواسير ومضخات ذات ماركات حديثة بعد عام 1994م، واستمر في تأدية خدماته بوتيرة عالية حتى عام 1998م ثم بدأ في التعثر وتدني خدماته إيذاناً بدخوله مرحلة خطرة، ولربما كان مرد ذلك إلى توقف الدعم الحكومي وضآلة إمكانياته المادية أو افتقاره إلى الادارة الكفؤة.

وفي العام 2005م تكرم الأخوان فخامة القائد علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية وعبدربه منصور هادي، نائب رئيس الجمهورية بتقديم دعمهما السخي اللا محدود ماديا ومعنويا بهدف إعادة تأهيل هذا المشروع الحيوي (الاستراتيجي) الذي تستفيد منه قرى ومناطق تشكل أجزاء واسعة من مديريتي لودر والوضيع بمحافظة أبين، وشُكلت - إثر تقديم هذا الدعم - لجنة لإعادة تأهيل المشروع وكلفت بإدارته مؤقتا بعد أن أصبح المشروع تابعاً للهيئة العامة لمشاريع مياه الريف واستمر عمل اللجنة من مطلع عام 2005م حتى شهر أكتوبر من العام نفسه، بعدها عُيّن الأخ حسن أحمد ناصر النخعي، مديراً للمشروع بقرار محافظ أبين م. فريد مجور وعُين الأخ محمد علي أبوبكر، مسؤولا ماليا للمشروع.

وبعد أن نشرت «الأيام» استطلاعا حول معاناة مواطني مناطق امصرة والوضيع من ازمة المياه في مطلع ديسمبر 2006م تلقت «الأيام» سيلاً من المكالمات الهاتفية لأبناء عدد من المناطق والقرى التي يعاني الأهالي فيها الحرمان من المياه، وهو ما دعانا على حد المثل العربي الشهير (مجبر أخاك لا بطل) إلى العودة مرة أخرى لاستطلاع يحوي تفاصيل توضع من خلالها النقاط على الحروف، وما ذلك إلا رضوخ منا لصيحات ونداءات مواطني منطقة صرة النخعين التي حرمت من خدمات الكهرباء والمياه والطرقات وغيرها، هادفين نشر معاناة الناس دون تحيز أو استهداف لأحد إنصافا لمواطنين يعيشون في النطاق الجغرافي لمنطقة بها أكبر حوض مائي وأكبر مشروع استراتيجي للمياه ولم يحصلوا على شربة ماء كأن لسان حالهم يردد رائعة من روائع كوكب الشرق (أم كلثوم) التي تقول فيها: «يا رب هل يرضيك هذا الظمأ.. والماء ينساب أمامي زلال»

«الأيام» كانت في جولة استطلاعية لمنطقة المشروع وأجرت حوارات مع مواطني بعض المناطق المحرومة وكانت حصيلة هذه الحوارات كما يلي:

< الشيخ علي مسود عوض (70 عاما) أحد الشخصيات الاجتماعية بمنطقة قوز النخعين تحدث لـ «الأيام» قائلا:

«قرى منطقة القوز ونواحيها تعاني من تعثر مشاريع المياه الممنوحة لها من الحكومة.. هذا الخزان بني قبل 5 سنوات لكن لم يتم استكمال شبكته (مواسير المياه) كما أن قرى النخعين في الخشم وساكن الزنو وشاعوس وعاتق والحميمة والكورة ومدور واثلة لم يستكمل مد مواسير المياه إليها بسبب إهمال اللجنة المشكلة من مدير عام لودر (سابقا) وأمين عام محلي لودر (سابقا) ومدير الهيئة العامة لمياه الريف بالمحافظة وأعضاء بالسلطتين المحليتين في لودر وأبين، ولا يزال أهالي هذه القرى يجلبون الماء على ظهور الحمير من مسافات بعيدة وهي من مياه البرك والغيول غير الصالحة للشرب، فليس أمامنا إلا أن نشرب مياه الغيول الملوثة أو اللجوء لشراء البوز المكلفة من 3000 إلى 4000 ريال. ونحمل كامل المسؤولية في تعثر المشروع الهيئة العامة لمياه الريف، خصوصا بعد أن اصبح الآن تابعا لها، وأناشد فخامة الرئيس الذي سبق له دعم المشروع بالإسراع في توجيه السلطات والجهات ذات العلاقة بالمركز صنعاء والمحافظة أبين باستكمال هذا المشروع وإصلاح ما أفسدته اللجنة السابقة».

< علي حسن مجهر، رجل طاعن في السن من أبناء قرية آل مجهر بالوضيع قال: «نحن نشرب من هذا المشروع من أيام (الرئيس سالمين) وقمنا بمد خطين لشبكة المياه الى قريتي فريدة وآل صديق على نفقتنا وجاءت اللجنة المشكلة لإعادة تأهيل المشروع وفككت مواسير المياه الأصلية (نوع روسي) واستبدلت بها مواسير (هندية) وكنا نشرب من (القصب) الروسي قبل أن تأتي اللجنة التي سموها لجنة تأهيل المشروع، وعندما جاءت اللجنة حرمنا من المياه .. أيش من إصلاح هذا؟ وحتى مقاول خطّنا توكل على الله والشبكة غير مستكملة من السوداء إلى حبيل المسجد، وأناشد الرئيس ونائبه بإنزال لجنة لتقصي الحقائق حول تخريب اللجنة السابقة لإعادة تأهيل مشروع مياه امصرة - الوضيع».

< علي حسن هيثم من قرية الحميشة بلودر قال:

«أناشد الأخ م. فريد مجور، محافظ أبين بتنفيذ ما وعد به قرية الحميشة بخصوص الشبكة الداخلية، حيث إن سكان القرية يشربون من بركة ماء منذ سبعينات القرن الماضي .. كما أناشده بالتوجيه ثانية لجهات الاختصاص في الهيئة العامة لمياه الريف بالمحافظة كونها لم تنفذ توجيهاته السابقة بهذا الشأن».

< محمد صالح أحمد النخعي، من أبناء المسحال بلودر: «نحن أهالي منطقة النخعين لم نحصل على خزان ولا شبكة ونشرب فقط من بركة صغيرة في قرية المسحال، وللأسف لم يلمس المشروع أي تطور منذ نزول اللجنة المكلفة بإعادة تأهيله ولا ندري لماذا لم تتم محاسبة هذه اللجنة المكلفة من قبل المحافظة كون ما قامت به هذه اللجنة ومياه الريف ما هو إلا سراب. وأناشد فخامة الرئيس باتـخاذ الإجراءات اللازمة التي من شأنها مكافحة الفساد في مكتـب مياه الريف بأبين».

< عوض محمد فضل حلم، عضو الهيئة الإدارية لمشروع مياه امصرة- الوضيع تحدث قائلا:

«يعاني أبناء قوز النخعين من نقص شديد في الأنابيب (المواسير) في قراهم بالرغم من الوعود السابقة من قبل المحافظ والوكيل ومدير الهيئة العامة لمياه الريف بأبين. الواقع يختلف تماما عما صوّره تقرير اللجنة المشكلة لإعادة تأهيل المشروع بأن المناطق الشرقية -على حسب تسميتهم لقرانا - قد تم استكمال مد الأنابيب إليها وضخ المياه فيها وهذا غير صحيح ومناف للحقيقة، وقلنا هذا الكلام أمام المحافظ ونزل م. شهاب ناصر، مدير مياه الريف معي إلى هذه المناطق وشاهد النقص في الأنابيب بأم عينه ولم يحرك أحد ساكنا».

< الأستاذ مهدي أحمد دبان، رئيس قسم الرياضيات/الفيزياء، كلية التربية بلودر، من أبناء امصرة تحدث قائلا: «منطقة امصرة تشكل ثقلا سكانيا وجغرافيا بمديرية لودر حيث يصل سكانها إلى نحو خمس سكان مديرية لودر ، وللأسف لم تحظ بالرعاية الكاملة من قبل السلطات في المديرية والمحافظة، حيث تعاني غياب الكثير من الخدمات الأساسية وعلى رأسها المياه والكهرباء وعلى الرغم من أن المشروع كان في السابق بسيطا في المعدات والآبار إلا أنه كان فاعلا في إيصال المياه إلى المستهلكين، وبعد تحديثه في السنوات الاخيرة وصرف مئات الملايين لإعادة تأهيله استبشر الناس خيرا، إلا أن ذلك كان وبالاً عليهم حيث إن كثيرا من المناطق ظلت محرومة من الماء كما أن تسعيرة الوحدة التي بلغت 120 ريالا أثقلت كاهل المواطن الذي يصل إليه الماء.

أناشد فخامة رئيس الجمهورية ونائبه والسلطتين التنفيذيتين والمحليتين بالمديرية لودر والمحافظة أبين بإيلاء هذا المشروع الاهتمام الكافي وإصلاح أوضاعه المتردية، مع العلم بأن المياه المتوفرة فيه أكثر من نفط العراق».

ابتسامات الأطفال وفرحة الأهالي في قرية المريبضة بعد عودة الضخ من قبل الإدارة الجديدة
ابتسامات الأطفال وفرحة الأهالي في قرية المريبضة بعد عودة الضخ من قبل الإدارة الجديدة
< وفي حديث للأخ حسن أحمد ناصر النخعي مدير المشروع (حاليا) قال:

«لقد تم تكليفنا من قبل المحافظ م. فريد مجور بتاريخ 1/10/2005م بإدارة المشروع، لكن سبقتنا لجنة كُلّفت بإدارة المشروع (مؤقتا) لغرض إعادة تأهيله وهذه اللجنة لم تسلّم لنا أية وثائق تفيدنا من النواحي الإدارية والمالية والعينية ولا حتى ما هي الإنجازات التي قامت بها وحتى في جانب العمالة قيل لنا إن عدد العمال 27 وعند نزولنا إلى المشروع وجدنا عددهم 35 عاملا، ورغم تشعب المشروع في مناطق واسعة من قرى مديريتي لودر والوضيع إلا أننا حقيقة تحملنا مشاق كثيرة.

وقد تبين لنا أن شهادات الإنجاز التي سلمت للجهات التي قامت بعد ذلك باستلام مخصصاتها بناء على تلك الشهادات مخالفة لما هو في صعيد الواقع العملي بكثير، ونستغرب لمثل هذا التساهل في مشاريع حيوية وبمئات الملايين، علماً بأننا قمنا بتوجيه خطابات إلى مياه الريف وقام المحافظ مشكورا بإصدار توجيهاته بناء على خطاباتنا إلى مياه الريف باستقطاع مبالغ مالية على المقاولين الذين لم ينجزوا المهام التي تقع على عاتقهم، وخاصة في الجهتين الشرقية والغربية للمشروع، ولكن للأسف مدير عام مياه الريف بأبين تجاهل تلك التوجيهات وصرف مستحقات لا توجد في الواقع وعلى الارض يؤكد بيان غير ما صرف لهم في مستندات شهادات ومستخلصات الانجاز، وللعلم نطالب ولسنا وحدنا من يطالب بل إن المواطنين يطالبون هنا بما تم إنجازه كما خطط له وكما تم الصرف عليه، يطالبون أي جهة رسمية أو شعبية بالنزول في لجان لتقصي الحقائق، وهي الحكم بيننا، وندلل لكم على جوانب القصور وهي: قرية المبزأ لم تنجز، قرية المربيضة لم تنجز، قرى الشاعوس والحميمة وغوث لم يتم إنجازها إطلاقا، وللأسف ذكر في شهادات الإنجاز التي سلمت للمقاولين أنه تم إنجاز هذه القرى بالإضافة الى قرى أخرى لم تنجز حتى الآن مثل قرى المحاثيث وقرى آل امارم. والإيرادات حاليا لا تكفي لتشغيل المشروع نتيجة عدم تنفيذه كما خطط له من قبل اللجنة التي شكلت لإعادة تأهيل المشروع، بحيث يصبح المواطنون يدفعون قيمة الاستهلاك .. ونيابة عن الأهالي أناشد فخامة الرمز علي عبدالله صالح ونائبه عبدربه منصور هادي بمحاسبة اللجنة التي شكلت لإعادة تأهيل المشروع وإنزال لجنة من الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة لتقصي الحقائق (وأرفق لـ «الأيام» بعض الوثائق التي خاطبت فيها جهات الاختصاص في المحافظة وبعض المستخلصات التي صرفت دون وجه حق قبل أن يتم استكمال الأعمال الواجب تنفيذها في الجهتين الشرقية والغربية وآل المحاثيث وآل مجهر وآل المارم).

وأخيرا أناشد فخامة الرئيس حفظه الله بأن يوجه باستكمال هذا المشروع الحيوي الاستراتيجي الذي يغذي قرى ومناطق واسعة في مديريتي لودر والوضيع، علماً بأن هذا المشروع تم تأسيسه في العام 1972م على نفقة الأهالي البسطاء لدرجة أن النساء تخلين عن مصوغاتهن الذهبية النفيسة مقابل الحصول على شربة ماء نظيفة في هذه المنطقة المحرومة التي تمثل أكبر حوض مائي على مستوى محافظة أبين».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى