اسرائيل عاشت عاما صعبا بلا شارون

> القدس «الأيام» جيفري هيلر :

>
رئيس الوزراء السابق ارييل شارون
رئيس الوزراء السابق ارييل شارون
ماذا كان سيفعل أريك (شارون).. هذا هو السؤال الذي يردده الاسرائيليون لانفسهم منذ تعرض رئيس الوزراء السابق ارييل شارون لجلطة في المخ أدخلته في غيبوبة منذ عام تسلم بعدها ايهود اولمرت الذي لم يختبر كزعيم للبلاد رئاسة الحكومة خلفا للجنرال السابق الاشيب.

فرض هذا السؤال نفسه مرارا خلال عام صعب بالنسبة لاسرائيل جاءت فيه حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي يدعو ميثاقها الى القضاء على اسرائيل الى السلطة بعد فوزها في الانتخابات الفلسطينية كما دخل فيه الجيش الاسرائيلي حربا غير حاسمة مع مقاتلي حزب الله اللبناني.

كل هذه الاحداث اختبرت شعبية اولمرت وأدت بجانب سلسلة من الفضائح الى تراجع شعبيته في استطلاعات الرأي.

وأشار استطلاع جديد للرأي نشر في موقع واي.نت أمس الأربعاء إلى ان 77 في المئة من الإسرايئيليين غير راضين عن أداء أولمرت كرئيس للوزراء.

ولكن في وجود شركاء في الائتلاف ممن لم يظهروا أي مؤشر على العصيان فإن أولمرت متمسك بالسلطة بأغلبية قوية جدا هي 78 من أصل 120 مقعدا في الكنيست (البرلمان).

والرأي السائد في اسرائيل أن الرجل الذي يدعى أريك والذي فجرت مغامراته السياسية والعسكرية جدلا طوال عقود في الداخل والخارج كان سيتعلم من التجربة ويتجنب المشاكل.

وقال رعنان جيسين وهو مساعد كبير سابق لشارون وهو الان عضو في معهد هرتزليا للسياسة والاستراتيجية قرب تل ابيب "الخط الفاصل هو ان شارون لم يكن ليدخل حربا لا يستطيع ان ينتصر فيها.

"القفز الى حرب بعد ثلاث ساعات (من أسر حزب الله جنديين اسرائيليين في هجوم عبر الحدود) لا يتفق مع طريقة شارون في التفكير."

لن يعرف الاسرائيليون القول الفصل في هذا لان شارون (78 عاما) الذي أصيب بنزيف في المخ في الرابع من يناير كانون الثاني من العام الماضي مازال يرقد في غيبوبة ولا يتوقع له الاطباء الشفاء.

وكتب المعلق برادلي بيرستون في موقع صحيفة هاآرتس على الانترنت "بعد مرور عام على الجلطة هناك تساؤل مثير للشجن بالقطع عن ماذا كان يمكن ان يحدث لو كان شارون مفعما بالحيوية لو كان رئيسا للوزراء لو كان بيننا.. "وبالمثل هناك شيء مثير للشجن بالقطع في ان تبقى اسرائيل بدونه."

وتدرس لجنة عينتها الحكومة الطريقة التي أدار بها اولمرت ووزير دفاعه عمير بيريتس وهو زعيم نقابي سابق بلا خبرة عسكرية على المستوى القيادي والقوات المسلحة الاسرائيلية الصراع.

واضطر مليون اسرائيلي للبقاء شهرا في المخابيء تحت وابل من صواريخ حزب الله التي فشل الجيش الاسرائيلي في وقفها رغم الدمار الهائل الذي ألحقه بلبنان والذي عمق عداء العالم العربي لاسرائيل.

ومازالت عملية السلام مع الفلسطينيين متعثرة تحت قيادة اولمرت ولم يطرأ عليها اي تغيير منذ أيام شارون.

ويتساءل بيرستون عما اذا كان شارون الاستراتيجي السياسي المحنك الذي فاز بفترتين لرئاسة الحكومة كان سيتمكن من اقناع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتأجيل الانتخابات التي فازت فيها حماس في يناير كانون الثاني من العام الماضي وتسلمت بعدها السلطة.

وبعد ان هزمت حماس حركة فتح التابعة لعباس والتي هيمنت طويلا على السلطة تقلصت آمال احياء عملية السلام بعد ان سحب شارون القوات الاسرائيلية والمستوطنين اليهود من قطاع غزة عام 2005 في خطوة نالت تأييد الرأي العام الاسرائيلي.

وقال جيسين عن شارون ان الاسرائيليين كانوا "يثقون فيه ثقة عمياء تقريبا (لانهم يؤمنون) بأنه يعرف ما يفعل. حين يسمع (اعداء اسرائيل) ان شارون موجود لا يعبثون معه."

وبينما ينتظر الاسرائيليون نتائج التحقيق في حرب لبنان وفي صفقة شراء اولمرت لشقة سكنية ودوره في صفقة لبيع أحد البنوك والتعيينات التي قام بها في هيئة لقطاع الاعمال تتردد في الاوساط الاسرائيلية مزحة تقول..أفاق شارون من غيبوبته ليعرف انه لم يعد رئيسا للوزراء فيسأل "من خلفني" فيجاب "ايهود اولمرت" فيقول متأسفا "اولمرت..ماذا سيحدث لو نشبت حرب,هو لا يعرف كيف يقود الجيش". ثم يسأل مرة أخرى "من وزير الدفاع" فيجاب "بيريتس" فيفهم شارون خطأ ان القائل يتحدث عن شمعون بيريس فيعلق قائلا "هل هذا الرجل العجوز مازال على قيد الحياة" فيصحح له المجيب الامر ويقول له "لا ليس شمعون بيريس بل عمير بيريتس" وحينها ينفجر شارون قائلا في غضب "هل أغمض عيني دقائق فتجعلون زعيم نقابة العمال يتولى الدفاع عن البلاد.. لا سأعود الى غيبوبتي." رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى