> «الايام» إسكندر عبده قاسم:
ولد الفنان عوض عبدالله المسلّمي في عام 1909م في مدينة الشحر وهو ينحدر من أسرة ميسورة الحال أغلب أفرادها أميّون نتيجة التخلف السائد في الريف وبعض المدن يومها. ولكن الموهبة كانت تتوفر في أسرة الفنان المسلّمي رحمه الله، فشقيقه شاعر شعبي معروف هو عمر بو مهدي له الكثير من الأشعار المدونة والمساجلات الشعرية في مجالس الشعر والأدب ومن جلسائه كان الشاعر والملحن المشهور (حسين المحضار) ولكن المسلّمي اتجه اتجاهاً فنياً وعشق الغناء حتى الثمالة ومن صغره بعد أن أصيب بمرض الجدري وهو في سن الثانية عشرة والذي تسبب في حرمانه من نعمة النظر وحال دون تعليمه.
ولم ييأس رحمه الله بل سار ينمي موهبته الفنية الغنائية بعزم وإصرار، فقام بتشكيل فرقة من بعض صبيان الحارة وقادها بطريقة العزف على أوتار مشدودة في لوح خشب وإيقاع بصفيحة فارغة. وحدث بينه وبين أخيه الكبير خلاف سافر على إثره إلى الخليج العربي وبقي هناك ثلاث سنوات ثم عاد بعدها إلى مسقط رأسه الشحر وبقي فيها عاماً واحداً.. ولكن هاجس السفر عاد يهز كيانه ويسيطر على كل حواسه فشد الرحال إلى (عدن) على إحدى السواعي بعد اتفاقه مع «الناخوذا» على أن يكون مطرب «الساعية» وكان المرحوم المسلّمي يجيد العزف على «السمسمية» إجادة تامة.. ووصل إلى مدينة عدن عام 1928م. وتعرف على الفنان المرحوم الأستاذ عمر محفوظ غابه، الذي أعجب إعجاباً شديداً بصوت الفنان المسلّمي ودقة عزفه وأدائه وصار صديقاً حميماً له وكان يصاحبه في الحفلات التي كانت تقام في المخادر والمقايل يضرب بالدف أو الدربوجة ويغني أحياناً.. حيث كان يجيد أغاني الفنان سلطان بن الشيخ علي بن هرهرة، الذي يعود له الفضل كما يقال في أكثر الروائع التي غناها المرحوم الفنان محمد جمعة خان، ونجح الفنان المسلّمي بل وصار بارعاً في العزف على العود وضبط الأوتار بعد أن علمه الفنان غابه كثيراً، وكما ذكر الفنان الكبير محمد مرشد ناجي في كتيبه أنه كان سريع الالتقاط والحفظ حيث كان الشيخ علي أبوبكر يخشى كثيراً أن يغني أغنية جديدة وصلت اليه من صنعاء أو يافع بوجود الفنان المسلّمي في مخدرة أو أي حفل، لأنه سرعان ما يلتقطها، وانتشر صيت المسلّمي وصار اسمه لامعاً في سماء الفن بمشاركته في إحياء حفلات الزواج والمخادر والأفراح، وذهب صيته إلى الريف بعد عدن والصومال وجيبوتي، وكان دائماً يصحب معه في تنقلاته بعض العازفين والمغنين أمثال الفنان المعروف محمد سعد عبدالله رحمه الله، الذي لا ينكر أبداً أفضال المطرب المسلّمي عليه في تدعيم الروح الفنية في أعماقه، وأول أغنية سجلها عند ظهور شركة الإسطوانات في عدن أغنية (مل الباب ذا المغلق) عام 1951م. وهي للشاعر الكبير عبدالمجيد الأصنج على نمط أغنية القمندان الشهيرة (حالي يا عنب رازقي).
والفنان المسلّمي رحمه الله كان يتمتع بصوت جميل ومن المجيدين للموشحة اليمنية وكل ألوان الفن العربي واليمني، ويحفظ الكثير من الشعر العربي واليمني الأصيل مما مكنه من الوقوف بثبات في المحافل الكبيرة مع كبار المطربين أمثال الشيخ علي أبوبكر، وكان إلى جانب ذلك يتمتع بروح مرحة ويجد المرء سعادة كبيرة في مجالسته، وكان يأبى أن يقوده أحد في الشارع والأسواق وإذا ما قام بشراء القات فإنه يختار أجود أنواعه عن طريق حاسة اللمس والشمّ.
وفي أيامه الأخيرة .. صارع المرض الخبيث (السرطان) وسافر إلى الكويت الشقيقة للعلاج هناك لثلاثة أشهر وعاد إلى عدن وهو يشعر بتحسين كبير في صحته عام 1975م، ولكن المرض باغته بعنف وفارق الحياة في يوم السبت الأول من نوفمبر 1975م.. ودفن في مقبرة المنصورة بعد عمر طويل قضاه في خدمة الفن اليمني، وخلف ثلاثة من الأبناء (ذكور) دربهم على العزف على أكثر من آلة وابنة تعمل مدرّسة ولم يكرم أو تكرم أسرته حتى اليوم.
من أشهر أغانيه:
> يقولون ليلى في العراق مريضة
فياليتني كنت الطبيب المداويا
أداويك ياليلى
وأداوي سقامك
> الهاشمي قال هذي مشكلة
والثانية عادها لما تكون
الأرملة بنت والبنت أرملة
والقرش يلعب بحمران العيون
فكيف من هي أموره معطلة
يقتدر أن يركّب ميكروفون
في العدد القادم نتناول مسيرة وحياة الفنان عبدالقادر بامخرمة وشكرنا الجزيل للفنان اليمني الكبير محمد مرشد ناجي حفظه الله لإغنائنا بمثل هذه الأمور الفنية.
ولم ييأس رحمه الله بل سار ينمي موهبته الفنية الغنائية بعزم وإصرار، فقام بتشكيل فرقة من بعض صبيان الحارة وقادها بطريقة العزف على أوتار مشدودة في لوح خشب وإيقاع بصفيحة فارغة. وحدث بينه وبين أخيه الكبير خلاف سافر على إثره إلى الخليج العربي وبقي هناك ثلاث سنوات ثم عاد بعدها إلى مسقط رأسه الشحر وبقي فيها عاماً واحداً.. ولكن هاجس السفر عاد يهز كيانه ويسيطر على كل حواسه فشد الرحال إلى (عدن) على إحدى السواعي بعد اتفاقه مع «الناخوذا» على أن يكون مطرب «الساعية» وكان المرحوم المسلّمي يجيد العزف على «السمسمية» إجادة تامة.. ووصل إلى مدينة عدن عام 1928م. وتعرف على الفنان المرحوم الأستاذ عمر محفوظ غابه، الذي أعجب إعجاباً شديداً بصوت الفنان المسلّمي ودقة عزفه وأدائه وصار صديقاً حميماً له وكان يصاحبه في الحفلات التي كانت تقام في المخادر والمقايل يضرب بالدف أو الدربوجة ويغني أحياناً.. حيث كان يجيد أغاني الفنان سلطان بن الشيخ علي بن هرهرة، الذي يعود له الفضل كما يقال في أكثر الروائع التي غناها المرحوم الفنان محمد جمعة خان، ونجح الفنان المسلّمي بل وصار بارعاً في العزف على العود وضبط الأوتار بعد أن علمه الفنان غابه كثيراً، وكما ذكر الفنان الكبير محمد مرشد ناجي في كتيبه أنه كان سريع الالتقاط والحفظ حيث كان الشيخ علي أبوبكر يخشى كثيراً أن يغني أغنية جديدة وصلت اليه من صنعاء أو يافع بوجود الفنان المسلّمي في مخدرة أو أي حفل، لأنه سرعان ما يلتقطها، وانتشر صيت المسلّمي وصار اسمه لامعاً في سماء الفن بمشاركته في إحياء حفلات الزواج والمخادر والأفراح، وذهب صيته إلى الريف بعد عدن والصومال وجيبوتي، وكان دائماً يصحب معه في تنقلاته بعض العازفين والمغنين أمثال الفنان المعروف محمد سعد عبدالله رحمه الله، الذي لا ينكر أبداً أفضال المطرب المسلّمي عليه في تدعيم الروح الفنية في أعماقه، وأول أغنية سجلها عند ظهور شركة الإسطوانات في عدن أغنية (مل الباب ذا المغلق) عام 1951م. وهي للشاعر الكبير عبدالمجيد الأصنج على نمط أغنية القمندان الشهيرة (حالي يا عنب رازقي).
والفنان المسلّمي رحمه الله كان يتمتع بصوت جميل ومن المجيدين للموشحة اليمنية وكل ألوان الفن العربي واليمني، ويحفظ الكثير من الشعر العربي واليمني الأصيل مما مكنه من الوقوف بثبات في المحافل الكبيرة مع كبار المطربين أمثال الشيخ علي أبوبكر، وكان إلى جانب ذلك يتمتع بروح مرحة ويجد المرء سعادة كبيرة في مجالسته، وكان يأبى أن يقوده أحد في الشارع والأسواق وإذا ما قام بشراء القات فإنه يختار أجود أنواعه عن طريق حاسة اللمس والشمّ.
وفي أيامه الأخيرة .. صارع المرض الخبيث (السرطان) وسافر إلى الكويت الشقيقة للعلاج هناك لثلاثة أشهر وعاد إلى عدن وهو يشعر بتحسين كبير في صحته عام 1975م، ولكن المرض باغته بعنف وفارق الحياة في يوم السبت الأول من نوفمبر 1975م.. ودفن في مقبرة المنصورة بعد عمر طويل قضاه في خدمة الفن اليمني، وخلف ثلاثة من الأبناء (ذكور) دربهم على العزف على أكثر من آلة وابنة تعمل مدرّسة ولم يكرم أو تكرم أسرته حتى اليوم.
من أشهر أغانيه:
> يقولون ليلى في العراق مريضة
فياليتني كنت الطبيب المداويا
أداويك ياليلى
وأداوي سقامك
> الهاشمي قال هذي مشكلة
والثانية عادها لما تكون
الأرملة بنت والبنت أرملة
والقرش يلعب بحمران العيون
فكيف من هي أموره معطلة
يقتدر أن يركّب ميكروفون
في العدد القادم نتناول مسيرة وحياة الفنان عبدالقادر بامخرمة وشكرنا الجزيل للفنان اليمني الكبير محمد مرشد ناجي حفظه الله لإغنائنا بمثل هذه الأمور الفنية.