> وارسو «الأيام» ناتاليا ريتر وكريس جونسون :

البابا فايلجوس
البابا فايلجوس
استقال كبير أساقفة وارسو أمس الأحد بعدما اعترف بانه تجسس لحساب النظام الشيوعي السابق في بولندا في خطوة تمثل احراجا كبيرا للفاتيكان والكنيسة الكاثوليكية البولندية,وقرأ كبير الأساقفة ستانيسلاف فايلجوس استقالته في قداس خاص في كتدرائية وارسو اقيم عوضا عن حفل خاص كان سيؤدي فيه اليمين. وجاءت استقالته بطلب من البابا بنديكت الذي عينه في هذا المنصب قبل شهر واحد.

وقال فايلجوس الذي تراجع يوم الجمعة الماضية عن الانكار المتكرر لتعاونه مع الاجهزة الامنية في العهد الشيوعي "وفقا (للقانون الكنسي) اقدم لقداستكم استقالتي من منصب كبير اساقفة وارسو."

وعبر مئات الاشخاص الذين تجمعوا تحت المطر امام الكتدرائية عن تأييدهم لفايلجوس مرددين "ابق معنا" وهو الهتاف الذي رددته الحشود اثناء زيارات البابا يوحنا بولس الثاني الراحل لموطنه.

وقالت بعثة الفاتيكان الدبلوماسية في بولندا في بيان ان فايلجوس استقال لانه طلب منه ذلك.

وقال متحدث باسم الاسقفية البولندية ان الاساس القانوني للاستقالة هو بند من قانون الكنيسة يستلزم من الاسقف ان يستقيل اذا "لم يكن قادرا على القيام بمهام منصبه على النحو الصحيح (ولذا) يطلب منه بشدة ان يقدم استقالته."

وكانت لجنة خاصة من الكنيسة البولندية قد توصلت الاسبوع الماضي الى ان فايلجوس تعاون مع الشرطة السرية في العهد الشيوعي.

وعين البابا فايلجوس (67 عاما) في السادس من ديسمبر كانون الأول خلفا للكردينال المتقاعد جوزيف جليم في واحد من أقوى المواقع نفوذا في السلم الوظيفي للكنسية البولندية. وقالت بعثة الفاتيكان ان جليم الذي ظل كبير الاساقفة في الدولة ذات الاغلبية الكاثوليكية سيشغل منصب كبير اساقفة وارسو مؤقتا.

وقال جليم في القداس انه يجب عدم الحكم على فايلجوس بقسوة حيث ان كثيرا من البولنديين اضطروا الى تقديم تنازلات في العهد الشيوعي الذي بدأ بعد الحرب العالمية الثانية وانتهي في عام 1989.

وكانت الكنيسة البولندية داعما رئيسيا لحركة تضامن المؤيدة للديمقراطية في الثمانينات ولكن مؤرخين يقولون ان نحو عشرة في المئة من رجال الدين يحتمل ان يكونوا قد تعاونوا مع النظام المدعوم من السوفيت وشرطته السرية.

وقال جليم وسط هتاف المصلين "كانت منظمة ضخمة اخترقت كل طبقات المجتمع البولندي ولاسيما رجال الدين الذين كانوا اكبر جماعة مستقلة ووطنية. وكان فايلجوس مجبرا بسبب المضايقات والصراخ والتهديدات على ان يصبح متعاونا."

وقال الفاتيكان ان الحادث يمثل "لحظة معاناة للكنيسة" ولكن فايلجوس ليس هو رجل الدين البولندي الاول وربما لا يكون الاخير الذي يتعرض للهجوم بناء على وثائق من العهد الشيوعي.

وبمجرد تعيين فايلجوس أفادت أجهزة الإعلام بانه أبلغ عن زملائه من رجال الدين على مدى 20 عاما بدءا من اواخر الستينات. وقال فايلجوس في بيانه يوم الجمعة الماضية انه "لم يبلغ عن أحد ولم يحاول إيذاء أحد."

وفتح اعتراف فايلجوس يوم الجمعة الماضية بانه اضر بالكنيسة عندما "نفى حقائق هذا التعاون" مع الاجهزة الامنية الباب امام البابا ليقيله من المنصب ولكنه لم يستقل حتى يوم الحفل. رويترز