رئيس الوزراء التركي يصف قتل كاتب أرمني بانه هجوم على الأمة .. القبض على المشتبه بتورطه بقتل الكاتب والصحفي الارمني البارز

> اسطنبول «الأيام» رويترز:

>
اتراك معارضون يحملون صورا لهرانت دينك خارج مبنى صحيفة «أجوس» الأرمينية في اسطنبول أمس
اتراك معارضون يحملون صورا لهرانت دينك خارج مبنى صحيفة «أجوس» الأرمينية في اسطنبول أمس
قال مصدر حكومي لرويترز ان الشرطة التركية القت القبض امس السبت على اوجون ساماس المشتبه بتورطه في قتل الكاتب والصحفي الارمني البارز هرانت دينك.ومن المتوقع ان يعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان نبأ الاعتقال في مؤتمر صحفي.

وكان دينك الذي قتل بالرصاص في وضح النهار اثناء مغادرته مكتبه في اسطنبول أمس الأول الجمعة يعمل رئيسا لتحرير صحيفة أجوس الاسبوعية التي تصدرباللغتين التركية والارمنية وتعد أشهر صوت معروف في الخارج لارمن تركيا. واثار قتله غضبا في تركيا والخارج.

تعهد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان امس السبت بالتصدي "للاستفزازيين"الذين يقفون وراء مقتل كاتب كان قد أغضب القوميين بمقالاته التي اشار فيها الى "الابادة الجماعية" للارمن على يد الاتراك.

وقال اردوغان لحزب العدالة والتنمية الذي ينتمي اليه "اعلن مجددا ردا على الاستفزازيين الذين لطخوا اياديهم بالدماء ان الاعيرة التي اطلقت على هرانت دينك اطلقت علينا جميعا."واضاف "نعلم مسؤولياتنا كحكومة ونولي هذا الامر أولوية..هرانت دينك كان ابنا لهذه الارض."

وذكرت قناة (ان.تي.في) الاخبارية ان الشرطة التركية حددت هوية المشتبه به في حادث القتل بناء على معلومات قدمها والده. وتلاحق الشرطة اوجون ساماس الذي قالت القناة انه من بلدة ترابزون الواقعة على ساحل البحرالاسود.ونشرت الشرطة في وقت سابق صورة لساماس تظهر شابا بلحية صغيرة ويعتمر قبعة بيضاء.

وقالت قناة (ان.تي.في.) ان الشرطة احتجزت عشرة اشخاص في ترابزون بينهم والد ساماس.وانتقدت الصحف الحكومة لعجزها عن حماية دينك رغم تلقيه الكثير من التهديدات. واعتبرت ان اللوم في نهاية الامر يقع على المشاعر القومية والعنصرية المتنامية قبيل الانتخابات المقررة في مايو ونوفمبر القادمين.

وكان دينك (52 عاما) وهو مسيحي من اصل ارمني هدفا دائما للقوميين الاتراك ومنهم سياسيون ومدعون بسبب وصفه لعمليات القتل الجماعي للارمن على يد الاتراك العثمانيين خلال الحرب العالمية الاولى بانها ابادة.

ويرى القوميون ان مثل هذه التصريحات تمثل تهديدا للوحدة الوطنية.

وتنفي تركيا التي تقطنها اغلبية مسلمة ارتكاب اعمال ابادة جماعية وتقول ان عددا كبيرا سواء من الارمن المسيحيين او الاتراك المسلمين قتل لدى انهيار الامبراطورية العثمانية.

وكتب عصمت بيركان في مقالته بصحيفة راديكال وهي من الصحف اليومية الرئيسية بتركيا يقول "اولئك الذين أثاروا المشاعر القومية في تركيا يغذون مثل هذا الوحش لدرجة ان الكثير من الشبان في الشوارع لا يعتبرون ان القومية الرسمية كافية وهم مستعدون لتنفيذ القانون بأيديهم."واضاف "الساسة والصحفيون ومخرجو الافلام ساهموا ايضا في تهيئة هذا المناخ القومي القاتل."

وصدر ضد دينك حكم بالسجن لمدة ستة اشهر مع ايقاف التنفيذ في عام2005 بسبب "اهانة الهوية التركية" في مقال تناول الافكار القومية الارمينيةبخصوص النقاء العرقي.ورغم سجله الذي اتسم بالتعرض للموضوعات المحظورة الا ان قتله ادى الى تكاتف نادر بين الساسة البارزين والصحف.

وقالت صحيفة ميليت اليومية الليبرالية البارزة في صفحتها الاولى"هرانت دينك هو تركيا."وعبرت ارمينيا التي لا ترتبط بعلاقات دبلوماسية مع جارتها تركيا عن صدمتها وحثت تركيا على ضبط القتلة.

لكن وكالة انباء الاناضول الحكومية نقلت عن محمد ساندير نائب زعيم حزب العمل القومي القائه باللوم في مقتل دينك على ارمن يعيشون في الشتات.

وأثار الحادث الشكوك مجددا حول المدى الذي ذهبت اليه تركيا في معالجة مشكلة الاقليات وحرية التعبير في وقت تطالب فيه بالانضمام الى الاتحاد الاوروبي.

صورة بالفيديو تظهر المشتبه بتورطه بقتل الكاتب الصحفي الأرمني هرانت دينك
صورة بالفيديو تظهر المشتبه بتورطه بقتل الكاتب الصحفي الأرمني هرانت دينك
وتعرضت تركيا لانتقادات خارجية العام الماضي لمحاكمتها اورهان باموك الحائز على جائزة نوبل في الآداب بسبب تصريحاته عن الابادة المزعومة للارمن.

وانهارت محاكمته في وقت لاحق.

وكتب المعلق التركي البارز محمد علي بيراند في صحيفة ديلي نيوز التركية يقول "كان هرانت دينك رمزا للتسامح. الذين اطلقوا النار عليه ليس لديهم اي فكرة بانهم اطلقوا النار على تركيا ايضا."

ومن المؤكد ان يزيد الحادث الضغط على تركيا مجددا للتعامل مع سجلها السابق.

وفي العام الماضي اصدرت الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان) قانونا يعتبر انكار مجزرة الارمن جريمة وهو القانون الذي عارضه دينك على اساس انه ينتهك حرية التعبير.

وسيدفن دينك الذي ترك زوجة وثلاثة اطفال يوم الثلاثاء في مقبرة باليكلي الارمينية في اسطنبول.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى