رغم صروف الدهر سكنت أمل بلجون قلوب الناس بابتسامتها الساحرة

> «الأيام» محمد هادي سالم:

> لا يستطيع الكثير من الناس إخفاء ما يختزن في دواخلهم من هموم ومعاناة، وإن حاولوا تبرز العناوين على تقاسيم وجوههم فتنعكس في طريقة تصرفاتهم، غير أن هناك وجوهاً في المجتمع تضفي أجواء من البهجة والسرور في محيط الآخرين وإن كان في القلب أكثر من جراح.

ولما كان المذيعون والمذيعات وخاصة في التلفزيون هم واحدة من هذه الشرائح القليلة والهامة في المجتمع فإن البعض منهم لايزالون يخفقون في إخفاء ما يطرأ من هموم ومشاكل في مسيرة حياتهم اليومية، حيث يظهر ذلك الإخفاق جليا في تقلب ملامح وجوههم من وقت لآخر وتنوع شكل ابتساماتهم التي يحاولون تصنعها، ليس ذلك فحسب بل وتجدهم غير ذي أداء ثابت بالإضافة الى عوامل أخرى وكثيرة نجحت ظروف حياتهم تلك في جعلها المسيطرة والمتحكمة فيهم.

نحن لاننكر أنهم بشر مثلنا ولهم كما لنا من المشاعر والآحاسيس، يؤثرون ويتأثرون بما يحصل في الواقع المعاش، لكن ذلك لا يعفيهم امن أن يدركوا أن طريقة ومستوى وشكل ادائهم أحد أهم عوامل النجاح لرسالتهم في الإعلام.

كي أكون منصفا فإن عددا من هذه الوجوه ، وعلى الرغم من معرفتي بحجم همومهم ومشاكلهم ومعاناتهم لقربي كثيرا منهم بحكم الزمالة الطويلة والصداقة التي تربطني بهم، فإنهم دوماً ما يبدون بشوشين وبابتساماتهم المألوفة مما يصعب على أحد ان يلمس شيئاً مما يعانون باديا على وجوههم . فمثلا كلنا يعرف المذيعة المتألقة والنجمة الساطعة في سماء قناة التلفزيون الثانية الزميلة أمل بلجون، التي تطل على المشاهدين بوجه رضي ونفس طيبة وابتسامة جميلة ولطف في الحوار على مدى أكثر من ربع قرن من الزمان بنفس الوتيرة وبذات الدرجة من الحيوية دون أن تحد المعاناة من عنفوان نشاطها أو تنعكس سلبا على أدائها، مع أنها امرأة متزوجة ومسئولة عن بيت ولها من الأبناء (ولد وثلاث بنات)، وتعيش في بيتها مع زوجها وأبنائها شأنها شأن سائر العائلات في أجواء لا تخلو من المشكلات الاجتماعية المتعددة.

لكن أمل - والحقيقة يجب أن تقال- قد اتخذت من الكاميرا والابتسامة والحوار اللطيف مع جمهورها بلسما لها يخفف عنها وبال تلك المعاناة، مدركة أن ذلك قدرها طالما وقد شقت طريقها في هذا المجال. إذاً هو طريق وعر اختارته بكامل قناعاتها والتزمت بضوابطه فنجحت واستحقت النجومية وسطعت نجوميتها وحبها الناس فسكنت قلوبهم. فلها التحية ولتلاميذها وتلميذاتها التوفيق في طريق النجومية الشاق.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى