إحباط عمل إرهابي

> «الأيام» عبداللاه الضباعي:

> تلك الحدائق الخضراء الممتدة من أمام بوابة صالة كبار الضيوف ورجال الدولة حتى الشارع العام، تتعرض للغزو اليومي من قطعان الماشية، تقتحمها، تلتهم الحشائش والأعشاب، لتحول أرضياتها إلى ساحات ترابية. قررت إدارة المطار تسوير هذه الحدائق وإحاطتها بشباك حديدية حماية من عبث المواشي ومالكيها.

حركة التغيير لبعض قيادات المطار الإدارية والأمنية السابقة بقيادات جديدة من خارج المطار شملت مدير الأمن، لم يدخل بعد في دوامة العمل الروتيني اليومي، لم يزل يتمتع بالحيوية والنشاط في بداياته الأولى قبل أن يتحول إلى حالة الخمول حسب العادة، يوجد في المطار بصورة دائمة للتعرف على طبيعة العمل، لديه الحماس في شد الأوضاع وإثبات وجوده.

الشباك الحديدية شوهت منظر الحدائق وبدلاً من أن تعكس منظراً جمالياً أمام زوار المطار من أهل البلاد والقادمين إليها، عكست الجانب السلبي القبيح. والسبب تلك السياج من شباك الحديد ، التي حالت دون التمتع بتلك الجنان الخضراء ، وزادها سوءاً ما علق بها من أكياس بلاستيكية وخرق بالية نقلتها الرياح لتستقر في مصيدة السياج، ظلت على هذه الحال لفترة طويلة. نتيجة لعوامل سياسية دولية أثارت الانتباه إلى حالة الحدائق التي قد تكون وضعيتها مرتعا خصبا لأعمال إرهابية، تم إزالة هذه الشباك التي كانت سببا للتشويه ومصدرا لجلب العديد من الأضرار، تم تهذيب الأشجار وزرع أخرى جديدة وجميلة. مدير الأمن يحضر مبكراً ويغادر متأخرا، يعود في المساء بشكل دائم، في إحدى الليالي وهو عائد إلى المطار كانت الوقت قد قارب منتصف الليل، وعند اقترابه لفت انتباهه شخص يحاول الاستتار خلف إحدى الأشجار المنتصبة طرف الحديقة المحاذية للشارع العام. من هذا؟ ماذا يفعل هنا؟ لعله إرهابي، بالتأكيد إنه إرهابي. أمر سائقه بالتوقف، نهض الشخص من مكانه على عجل يركض هارباً بين أشجار الحديقة، المدير يوجه أوامره لحراسته المرافقة بمحاصرة الإرهابي والإمساك به، وعند إحضاره اتضح أنه أحد رجال الأمن التابعين له، سأله: ماذا كنت تفعل؟ لم يرد.

دخل المدير إلى الحديقة شاهد جوانب الأشجار قد تحولت إلى حمامات لقضاء الحاجة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى