المحضار.. موهبة نادرة لن تتكرر

> «الايام» محمد صالح باعكابة:

> سبع سنوات مضت مسرعة على رحيل شاعر الدان وطائر الأشجان وملك الأغنية الحضرمية حسين أبوبكر المحضار الذي رحل عنا جسدا ولكنه لايزال موجودا في الوجدان والقلوب وفي كل مكان من وطننا الحبيب وهو الذي قال شعراً:

هل عادني عالبال أو عدني وبس في سلة الإهمال

لتطمئن يا سيدنا وتاج رأسنا عادك على البال في كل لحظة وحين ولن ننساك أبدا يا سيد العشاق لأننا أحببناك بصدق وإخلاص وقلت عنا شعراً صادقاً ما لم نستطع أن نقول نحن ووجدناك الأب الروحي لنا ومشاركاًِ لنا ومعنا في أفراحنا وأحزاننا وهمومنا اليومية لأنك منا وفينا يا حامل الأثقال.

ولا نبالغ إذا قلنا إن يوم وفاة الشاعر المحاضر 5/2/2000م هو يوم الحزن في حضرموت لأنه مات وترك الساحة الفنية خالية من الكلمة الصادقة المعبرة واللحن الشعبي .

وأبناء حضرموت يعتبرون المحضار منبرهم الإعلامي الاجتماعي والسياسي الحر الذي يعبر عنهم ويوصل همومهم ومشاكلهم إلى كل مكان بالكلمة والشعر السهل الممتنع النابع من الوجدان وكل كلمة لها ألف معنى ومعنى وكل واحد منا يفسرها حسب هواه والمعنى الحقيقي دوما يكون في بطن الشاعر المحضار.

ولا يختلف عاقلان على أن الشاعر الراحل حسين المحضار موهبة شعرية نادرة لن تتكرر في حضرموت لأسباب عديدة ومهمة يعرفها الجميع، لذلك ظل مكانه في الساحة الفنية شاغرا حتى يومنا هذا ومات دون أن يترك لنا خليفة في مستواه .

ويوجد في حضرموت عديد من الشعراء الجيدين المعروفين في الساحة وكل واحد منهم له مواصفات خاصة يتميز بها ولكنهم لم يصلوا بعد إلى مستوى الشاعر المحضار في كل شيء بصورة عامة.

ومن أجمل ما قاله بلفقيه عن المحضار:

(لو جد الزمان ودار.. ومد علينا بأشعار وأشعار.. وهلت علينا الكثير من النجوم والأقمار.. لكن ما حد كما المحضار..). وأضاف بلفقيه يقول: (إن المحضار دواء لكل الأنفاس نفس العاشق ونفس المغترب ونفس الصوفي ونفس الأحبة فهو جمعهم في مأدبة واحدة مدرارة ومعطاءة وهي مأدبة دائمة إن شاء الله وخالدة إلى الأبد..).

والمحضار هو الشحر وجهان لعملة واحدة وهي مسقط رأسه ومصدر إلهامه وعشقه وحبه وشعره.. كتب فيها أجمل أشعاره وأعذبها وتغزل في كل شيء فيها وأحب أهلها الطيبين الكرماء وعشق كل شيء بصدق وإخلاص وأحبه حبا صادقا مثلما أحب أمه الغالية الحنون وباح بهذا الحب في شعره وقال عنها «أمي الشحر والوالد جبل ضبضب».

قدم المحضار لوطنه كل ما يملك وفي مدينة سعاد (الزبيبة) كما قال عنها ولد عام 1930م وعاش وتعلم وأحب وعشق وتزوج مرتين الأولى عام 1952م ورزقه الله أربع بنات وولداً واحداً سماه محضار على اسم جده ويقول الشعر في بعض المناسبات ولكنه مقل جدا.

وقال بو محضار الشعر وهو في سن الرابعة عشرة وهذه المعجرة التي تظهر على كل موهبة نادرة منذ نعومة الأظفار.

ومهما قالت وكتبت عن المحضار من كلمات فهو أكبر من كل هذه الكلمات.

ولا أستطيع أن أعطيه حقه الذي يستحقه لأنه أعطى وطنه كل ما يملك دون أن يأخذ أي شي يذكر سوى محبة الناس له في كل مكان وهو رصيده الوحيد في بنك الحياة وهو أغلى رصيد له في حياته بعد وفاته وكل عام يظل المحضار حيا في قلوب محبيه مدى الحياة لأنه موهبة متعددة ونادرة لن تتكررعلى مدى التاريخ اليمني.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى