القراءة الخاطئة لمنهج ابن خلدون عند بديع العابد.. أمسية باتحاد أدباء المكلا

> «الأيام» وليد محمود التميمي:

> برؤية متزنة .. تحمل في طياتها سمات النقد البناء، والنظرة التحليلية الفاحصة تصدى سالم عمر الخضر أستاذ الفلسفة المساعد بكلية الآداب جامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا، لسلسلة من العيوب والأخطاء والتناقضات التي غص بها بحث للدكتور بديع العابد نشرته مجلة المدينة العربية في صفحاتها تحت عنوان «الفكرالمعماري عند ابن خلدون» فعلى الرغم من إشادته بغزارة مادة البحث وخلاصته.. كونه تناول الإسهام الفكري المعماري لابن خلدون الذي يمتاز بتنوعه وتفسيره الاجتماعي للعمارة، إلا أن الخضر حرص على تفنيد جملة من التجاوزات والحقائق المغلوطة التي سقط في أتونها الباحث، مفضلاً قبل ذلك أن ينحو منحى استعراض المنهجية التي اعتمدها الدكتور العابد لبلوغ أهدافه ومراميه، ومن بينها استيعاب الفكر المعماري الإسلامي، وتداوله في الأوساط المعمارية الأكاديمية، وتأصيله واستكمال بنيته النظرية والفلسفية.. لتتسنى أمامنا فرصة توظيفها في الفكر المعماري المعاصر كإنجازات عربية وإسهام حضاري إسلامي عريق ومتجدد.

كاشفاً النقاب عن أولى مفاجآت الدكتور العابد الذي يبدو أنه خلط بين المسائل والمقاييس، فبدلاً من أن يبدأ بحثه كما أكد بنفسه حول (مفهوم العمران الشامل).. نراه يقدم ما اعتقد أنه (مفهوم العمران عند ابن خلدون).

وأردف الخضر في سياق محاضرته التي ألقاها في أمسية اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين بالمكلا والتي أقيمت تحت عنوان (القراءة الخاطئة لمنهج ابن خلدون عند بديع العابد) أن هذا الأخير أضاف لتناقضه الأول خطأ آخر تمثل هذه المرة في ادعائه بأن العمران علم جديد قائم بذاته مستحدث الصنعة، غريب النزعة غزير الفائدة.. مشيراً إلى أن بعض الكلمات والجمل التي صاغها العابد منتقاة بالفعل من كتب ابن خلدون ومستمدة من نظرته إلى أن المعرفة بطبائع العمران هي المعيار الحقيقي لتمحيص الخبر.. لذلك يتضح من خلال تتبع خطواتها أنها مركبة تركيباً لا يمت بصلة لابن خلدون الذي يرى أيضاً أن العمران هو ما يثمره اجتماع الناس للتعاون على تكييف الطبيعة وتطويعها من أجل أن تفي بمتطلبات استمرار حياتهم وحفظ بقاء نوعهم.. فالاجتماع الإنساني ضروري ويفضي إلى العمران الذي تحدث عنه ابن خلدون كموضوع لعلم أوسع وأشمل.

وبالنسبة لمفهوم التاريخ عند ابن خلدون الذي قدمه الباحث العابد.. أضاف الخضر أنه لم يختلف في تقديمه عن مفهوم العمران وأنه لم يخترع أو يضف إليه نصاً جديداً ومخالفاً.

وعلى الرغم أن التقديم كان غير صحيح إلا أنه في تفسيره وشرحه تناول بالفعل مضمون مفهوم ابن خلدون للتاريخ الذي يعتبره في ظاهره لا يزيد عن أخبار عن الأيام والدول والسوابق من القرون الأولى توضح لنا نشأة الخليقة.. كيف تقلبت بها الأحوال واتسع للدول فيها النطاق والمجال وعمروا الأرض حتى نادى بهم الارتحال وحان منهم الزوال، وفي باطنه نظر وتحقيق وتعليل للكائنات ومبادئها دقيق، وعلم بكيفيات الوقائع وأسبابها عميق، وهو لذلك أصيل الحكمة عـريق خـليق بـأن يكون أحد علومها.

واختتم الخضر محاضرته بالتأكيد على أن وخزة ندم بدت جلية في بحث الدكتور العابد الذي قال «إن ابن خلدون لم يخرج في تفسيره للتاريخ والعمران عن الجاحظ والمسعودي بل توسع في تفسيرهما» مدعماً هذا القول بمجموعة من النصوص التي تثبت هذه الحقيقة وتؤكدها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى