خذلوك وخذلونا يا حبيب حسين

> «الأيام» صلاح أحمد العجيلي:

> يصادف اليوم الاثنين الخامس من فبراير 2007م مرور سبع سنوات على وفاة شاعرنا الخالد المرحوم حسين بن أبى بكر المحضار الذي وافاه الأجل في الخامس من فبراير عام 2000م وهي سبع سنين عجاف في مقام أهل الثقافة والأدب والشعر والفنون باختلاف أنواعها وأشكالها فلم تقم مكاتب الثقافة بالشحر والمكلا بواجبها نحو هذه القامة السامقة واكتفت بالتفرج على كل ما هو حاصل وكأن الأمر لا يعنيها في شيء وأقصد استمرار اغلاق متحف المحضار الواقع عند مدخل مدينة الشحر الشمالي وبجانبه مبخرة كبيرة كتب عليها بيت شعري من أجمل أشعار أبو محضار:

أمي الشحر والوالد جبل ضبضب

وابني الحيد الأسود وابنتي ضبة

وكأني به قد ترك وصية لهؤلاء الأربعة الأم والوالد والابن والبنت وأهل الشحر كافة وحضرموت يستودعهم أمانة الحفاظ على ذلك الإرث الثقافي والإبداعي وحفظ حقوق الآخرين وتبجيلهم إن عزّ في حياتهم فليكن بعد الممات، ولكنهم خذلوك وخذلونا يا حبيب حسين. خذلوك عندما دعوت من مبنى نادي سمعون الرياضي ذات مساء في فعالية ثقافية بمناسبة إشهار منتدى الاثنين وحضره آنذاك الاخ صالح عباد الخولاني، محافظ حضرموت وكانت دعوتك صريحة للجهات المعنية بأهمية وضرورة تكريم المبدعين في حياتهم وليس بعد مماتهم.

وخذلونا عندما كانت رغبتنا صادقة في أن يتحمل تكاليف بناء «متحفكم» القائم حالياً تجار حضرموت «البخلاء» الذين استكثروا عليك وبخلوا وكانت رائعة تلك البادرة التي جاءت على حين غرة من قبل مؤسسة السعيد الثقافية، وكم كان فارعاً ذلك الفارع رئيس المؤسسة، وأنشئ المتحف ودعمته السلطة المحلية، وأذكر حينما كنت في الشحر مديراً لمكتب الاعلام حماس الأخ المحافظ الجديد عبدالقادر علي هلال، وقدم الكثير وأدخل خدمة «الانترنت» للمركز وشكل لجنة خاصة وتسلّم المركز دعم فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح حفظه الله.

ودارت الأيام ولكن للأسوأ، فمن حينها لم يفتح المتحف أبوابه وظل مغلقاً ولا يزال إلى حين كتابة هذه الأسطر، وقد تمنيت من كل قلبي أن يكون هذا المتحف مفتوحاً وأنا أعرفه تماماً وأعرف ما يضم من كنوز ودرر ووثائق ومعلومات غاية في الأهمية ستكون منهلاً للباحثين والمهتمين، ولكن ما كل ما يتمناه المرء يدركه خصوصاً هنا في حضرموت وقد كنت محرجاً غاية الإحراج عندما رافقت بعض الزملاء الصحفيين القادمين من تعز وصنعاء عشية احتفالات شعبنا بالعيد الوطني الخامس عشر الذي احتضنته مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت في مايو 2005م إلى مدينة الشحر وقصدنا متحف المحضار الذي وجدناه موصد الأبواب وانهالت عليِّ اسئلة الزملاء لماذا؟! وما هي الاسباب؟! وكيف ومتى؟ ولم استطع أن أجيب على بعض هذه الاسئلة إلا بقولي يبدو أن أهل المحضار ومحبيه خذلوه وخذلونا ورجعنا بخفي حنين، وإلى اليوم تأكد لي أن هذا المعلم الذي يحمل اسم ورسم المحضار لا يزال مغلقاً وإن ذهبت إلى الشحر لن تجد هناك إلا تلك المبخرة التي كُتب عليها البيت الشعري الذي ذكرناه سلفاً.

ويحق لنا أن نتساءل ماذا حل بالقوم الأهل والخلان والأحباب؟ لماذا عز الوفاء هذه الأيام؟ ما دور مكتب ثقافة حضرموت؟! والشحر؟ ولماذا اكتفى محافظ حضرموت «بالزعل» على من يتولون أمر هذا المتحف واغلقوه؟

لماذا اكتفى محبو المحضار في حضرموت ومدينة الشحر بفعالية واحدة يتيمة بمنتدى الاسطى عن ذكرى رحيل المحضار؟! أين جلساؤه بمنتدى الاثنين الذي كان يحتضنه منزله ومنذ أن رحل إلى بارئه أغلق هذا المنتدى؟!

هل هناك تغييب متعمد مع سبق الإصرار والترصد لهذه القامة السامقة؟! من يجيب عافاكم الله؟. وشكراً لأنكم تقرؤون وربما تبتسمون، أو تقطب جباهكم وتزعلون ..لا ضير عندي ورب الكعبة.

ورحمة الأبرار تتغشى سيد القوافي ، الحبيب السيد حسين بن أبي بكر المحضار في ذكرى وفاته السابعة. والله من وراء القصد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى