بمناسبة إحياء الذكرى السابعة لرحيل المحضار

> «الأيام» حسن بن حسينون:

> بهذه المناسبة العزيزة والغالية على قلوبنا جميعا العرب الناطقين بلغة الضاد من مشرق الوطن العربي ومغربه وكل عربي وغير عربي يجيد نطق هذه اللغة فصحى كانت أم دارجة، شعرا فصيحا أم عاميا، قولا أم كتابة بهذه المناسبة فإنني اترحم نيابة عن هؤلاء جميعا داعين وسائلين رب البرية وغافر الذنوب والسيئات القادر على كل شيء أن يغفر ذنوب وسيئات فقيدنا العزيز الحبيب المحبوب حسين أبوبكر المحضار ويدخله الجنة مع الصديقين الأبرار، كما أتوجه بخالص الشكر والتقدير والاعتزاز لأعضاء لجنة احتفالات الذكرى السابعة لرحيل الشاعر الكبير وأتمنى لهم التوفيق والنجاح في أداء مهمتهم هذه رغم اعتقادي بأنها ليست بالمهمة السهلة أو الهينة وخاصة عندما تكون الشخصية كبيرة وعظيمة مثل شخصية (ابومحضار)، ورغم ذلك فإنني على ثقة مطلقة بأن النجاح سوف يكون حليفهم في كل خطوة يخطونها في هذا الطريق الوعر طريق أهل الهوى كما قال المحضار رحمه الله «كله نوف ولا جاذب قريبه ولا حوف» ولكن بالجد والمثابرة والإخلاص فسوف يتم الوصول بسلامة الله ورعايته.

كما لا يفوتني وليس من المعقول أن يفوتني أن أتوجه بخالص الشكر والعرفان للقائمين على صحيفة «الأيام» الغراء وخاصة الأخوين هشام وتمام باشراحيل اللذين جعلا «الأيام» وصفحاتها مفتوحة لكل شاردة وواردة وكل كلمة تقال أو تكتب عن المحضار على مدى عقود من الزمن وطيلة مشواره الأدبي والفني وشعره الغنائي العظيم والجميل الذي وصل الكون كله وليس على مستوى الوطن العربي فقط.

إن «الأيام» ونقولها بكل ثقة وصراحة قد تميزت عن باقي الصحف والمجلات عربية كانت أم أجنبية بتلك الصفات وبذلك الاهتمام وكل ما كتب على صفحاتها لا يقدر بثمن وسوف يبقى ذلك الشعور عند محضار الابن وكل أهل وأصدقاء وأحباء المحضار الفقيد والمعجبين به مزروعا ومغروسا في القلوب والأجساد.

من جالس الفقيد وعاشره عن قرب سيعرف، وهذا كما أعتقد لا يختلف عليه اثنان، بأنه كان شخصية عظيمة وفنانا وشاعرا غنائيا عظيما ولديه موهبة تفوق كل التوقعات والتصورات والتي لن يذكرها إلا كل من تمعن وشخص وحلل كل كلمة قالها سواء كان في كلامه وحديثه العادي أم الشعر الغنائي والاوبريتات المسرحية الغنائية أم من خلال المساجلات في جلسات الغناء والطرب وشعر الدان الحضرمي.

وأنا شخصيا مهما حاولت أن أتحدث أو أن أعطي المحضار حقه فلن أتمكن من تقديم سوى اقل من 1% لكن من الواجب قول شيء حتى ولو كان قليلا، المحضار موهبة عظيمة نعم وكل من استمع إليه أو جالسه يجد نفسه جالسا مع أكثر من محضار وأكثر من عيون وآذان محضار، يستمع إليك ويركز فيما يقوله، وفي نفس الوقت فهو يعيش في عالم آخر من الأفكار والإلهام، أنت تعتقد بأنه لا ينصت اليك عندما تتكلم من خلال الحركات والنظرات التي تدخل فيك الشك والريبة، بينما الحاصل هو العكس فهو ينصت الي كل كلمة قلتها، وقد حاول الكثيرون أن يتأكدوا من ذلك فيرد عليهم وعلى ما قالوه وما يدور في خواطرهم. إن المحضار الفقيد كان فعلا موهبة عظيمة وظاهرة لن تتكرر على مدى العقود والسنين القادمة.

لقد أحب الحياة وأحب الناس وخاصة البسطاء منهم، يدخل البهجة والمسرة في قلوب الفقراء والمجروحين بمن فيهم البعض من المعاقين جسديا وعضويا الذين يحلون بساحة منزله وحتى غرف بيته من تواجدهم لأنهم قد تعودوا أنه لم يرفع صوته أو ينهر أحدهم، وليس في ذلك مبالغة لكنها الحقيقة وحقيقة ما شاهدته بأم عيني.

ومع حبه للحياة وللناس ومساعدة من يستطيع مساعدته او تليبة دعوته في حضور المناسبات وحفلات الزواج او المناسبات الوطنية والدينية، ومع معرفتي الاكيدة بأنه كان يقوم بكل ذلك مجانا وبدون مقابل. ومن خلال معرفتي القريبة بأبي المحضار والزيارات المتكررة الى منزله بمدينة الشحر والجلوس معه فإنني استطيع القول إن شعر المحضار الغنائي قد مر بثلاث مراحل جسدت المرحلة الأولى منه في ديوانه الاول «دموع العشاق»، الذي مثل مرحلة الصبا والمراهقة والتنقل بين مختلف مناطق حضرموت وخاصة مناطق المشقاص التي تقع شرق مدينة الشحر وعلى طول الساحل الشرقي وحتى سيحوت وغيل بن يمين شمالا، وذلك من خلال ذكر المحلات والمواقع ومرابض بادية تلك المواقع بسهولها وجبالها. أما المرحلة الثانية فقد تجسدت في شعره من خلال ديوانه «ابتسامات العشاق» وهي من أنضج المراحل في حياته الادبية والفكرية وحتى السياسية التي تحدث فيها شعرا عن تجربة الجنوب سلبا وإيجابا وجاهر بصوته قولا وشعرا وقدم المزيد من التحذيرات الى القائمين على شؤون الناس والبلد تارة عن طريق الوضوح المباشر وتارة باللغز الذي أصبح الواحد يترجمه او يفسره بطريقته الخاصة والذي لا يعرف يرد عليك «المعنى في بطن الشاعر».

ومن أقواله في آخر قصيدة آل باكرمان :

أنا راغب وحبان كلما جيت باقايس الحب ما تقايس

أنا مشتاق والشوق قد له نار تأكل خضروه ويابس

إذا هاجت في القلب خلتنا مشي في الوعر من غير مركوب

مكانه جبحكم يا اهل باكرمان فيه العسل ما غبه النوب

والمرحلة الثالثة والأخيرة جسدها المحضار في ديوانه «حنين وأشجان العشاق» الواحد يمكن ان يطلق عليها كما قال المحضار نفسه «والرجل ثقلت في الحيد لي كنت رصه رص

قدها مقاله ما حد يتمي على ما كان»

فرحم الله فقيدنا جميعا حسين أبوبكر المحضار وأسكنه فسيح جناته ووفق الإخوة أعضاء لجنة الاحتفال كل توفيق ونجاح.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى