أغنية (الوداع.. الوداع) بداية التعارف الفني معه

> «الأيام» محمد أحمد عبدالرحيم باعباد

> ما أفجع المفاجأة التي حملها لنا نبأ وفاة شاعرنا الكبير مساء السبت 30 شوال 1420هـ الموافق 5 فبراير 2000م بمدينة الشحر رحمه الله، ويمر عام ولوعة الفراق وآلام الذكرى تتجدد فتثير في وجداننا الأحزان وحسرة الفراق تزداد لوعة كلما أطل علينا فبراير من كل عام بيومه الخامس ، يوم وداع لرحيل لا وصال بعده مسهون.

نعم هذا الوصال الذي خاطب به حبيبه يوم وداعه له بكف الدمع يطمئنه بالوصال المسهون إن شاء الله، ولعلي عندما أقف أمام كلمات أغنيته الجميلة هذه أجد أن طلبه من زوجته كما جازه الشرع رضاها والسماح من قبلها للسفر قائلاً لها:

قل قبلت الوداعة. وذلك من احترام الرجل لزوجته. وكان لي شخصياً كفنان عازف (كمان) مع الشاعر المحضار ذكريات ميلاد هذه الأغنية عام 1968م حينما كنت نائب مدير للأخ المرحوم الأستاذ صالح سالم لرضي بالمدرسة الشرقية (مكارم الأخلاق).

حينها كنت عضواً في الندوة الموسيقية بالشحر، جمعتني بالشاعر المحضار لقاءات فيها بداية تعارف فني فصادف ميلاد هذه الأغنية يوم حفل زواج لا أذكر لذلك اليوم اسماً وإنما حفلة زواج أقيمت في ساحة (رقيص عمرو بعقل باعوين).

كما يطلق عليه التقسيم الحويفي، وقد تواجدنا والتخت الموسيقى للفنان سعيدعبد المعين بمنزل الفنان الإيقاعي المرحوم جمعان سالمين دريقان وذلك للبروفة التي سبقت الحفل بساعات فإذا بالشاعر المحضار يحمل بشرى ميلاد أغنيته الجديدة الجميلة (الوداع) وكان بصحبته صديقه الشاعر عوض باشراحيل رحمه الله .

وما أن اكتمل عدد الفرقة الموسيقية حتى دندن المحضار بلحن الأغنية وصدح بصوته ليسمعنا الأغنية بلحنها الشجي ليستلهمه الحاضرون وتبدأ البروفة بصوت الفنان عبدالمعين والمحضار وصاحبه يشاركان مرددين الكورس، وكلمات الأغنية في مطلعها الجميل تقول:

الوداع الوداع باودعك يا حبيبي.. قل قبلت الوداعة

قدر الله علي باسير والقلب محنون

كفي يا عين كفي ليش بالدمع هذا.. إنما الوصل مسهون.

من هذه البروفة للأغنية توطدت علاقتي بالشاعر المحضار وبعد استقراره في أرض الوطن جمعتنا لقاءات مستمرة في المناسبات الوطنية والحفلات العامة والخاصة لنسمع له الكثير من إنتاجه الفني من أغان وأوبريتات.

وآخر لقاء معه في منزله لطلب مشاركته بعطاءاته الفنية في مهرجان الأغنية الحضرمية الأول 2000م الذي سبقت وفاته حضوره، ولم يكن الوصل مسهونا بعد الوداع إلى مثواه الأخير، رحمه الله.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى