عصام خليدي وكنز المرشدي الذي أهدي إليه

> «الأيام» علي محمد يحيى:

> أجمل ما أبهج الوجدان وأيقظ سبات المشاعر عندي وعند الكثيرين من محبي الفنان الكبير الأستاذ محمد مرشد ناجي أطال الله في عمره ومتعه بعافية الصحة، وبعد طول زمن من الكدر والقنوط وخيبة الذات في هذه المدينة الفاضلة ثغر اليمن الباسم عدن، نبأ تناقلته الصحف كما هي الألسن خلال اليومين الماضيين.. نبأ دعوة هذا الفنان الطود لنخبة متميزة من مثقفي عدن وأدبائها وفنانينها أذكر منهم الأديب والشاعر عبدالله باكدادة مدير عام مكتب الثقافة بالمحافظة والأديب الشاعر نجيب مقبل مدير تحرير صحيفة «14 أكتوبر» والشاعر الغنائي علي حيمد والشخصية الاجتماعية والرياضية عاشق الثقافة والفن الأستاذ أنور خان، كما كان في مقدمتهم الفنان الجميل عذب الصوت عصام خليدي.

استضاف أبوعلي هذا العدد من صفوة الرجال المثقفة في جلسة ود فنية ثقافية وأدبية بداره العامرة إن شاء الله، وقد أمتع الحضور خلالها بحديثه الشيق الهادئ عن تجربته الرائدة ورحلته الفنية ومحطاتها التي أثراها هذا الفنان بعطائه السخي وأغلبها ما حفظناها وحفرنا أحداثها في أفئدتنا وعقولنا حبا وكرامة لهذا الفنان الإنسان الذي عايشناه مثلما عايشنا فنه وأدبه وتغنينا بأغانيه بكل ألوانها وأطيافها وبما أعطاها من روحه من ألحان بلهجات الوطن كله وإيقاعات الأرض اليمنية كلها، ولم ينس أو يبق زاوية من زوايا الوطن دون أن يعرج عليها ويقبس من روائحها وأريجها ما ينعش الروح، لأكثر من عقود خمسة من السنين، فكانت الاستضافة يوما مشهودا عند الحضور.. إلا أن ما لم يكن في حسبانهم أن تدوي المفاجأة الكريمة والسخية التي فجرها أستاذنا الكبير حين قام بإهداء الفنان العزيز عصام خليدي على رؤوس الأشهاد من الحضور كنزا لا يقدر بثمن، ملف كنز غال على نفس (أبي علي)، أهداه راضيا مرضيا وبكل أريحية واقتناع وود وسخاء وكرم يحتوي على عدد غير قليل من نصوص أغانٍ كان كتبها كبار شعرائنا الفنانين أمثال لطفي أمان ود. محمد عبده غانم وسعيد الشيباني وعبدالله هادي سبيت وعبدالله سلام ناجي وأحمد الجابري ومحمود الحاج ود. قيس غانم والقرشي عبدالرحيم سلام، ونصوص أخرى نادرة للأستاذ عبده حسين أحمد وعبدالله الخامري وعبدالله غالب عنتر وأسماء كثيرة لم أحكم حصرها، كانت أهديت (لأبي علي) حينها خلال مشواره الفني الطويل وهي تلك التي لم تسعفه الظروف لتلحينها فبقيت حبيسة ذلك الملف الأمين، حتى أصبحت أندر ما يمكن لأي فنان ان يحصل على مثلها. فكتّاب تلك النصوص هم طلائع ورواد الأغنية العدنية الحديثة.

أهدى (أبو علي) كل هذه الروائع من النصوص غير المغناة لفنان مبدع ووفي هو عصام خليدي، هكذا قالها أستاذنا الكبير موجها كلامه لعصام.. وأضاف: «أنت خير من يحمل العبء عني ويواصل المسيرة في هذا الطريق الصعب وأنت أهل لها يا عصام».

فرحة المفاجأة كانت أكبر من سعة صدر ومشاعر عصام لتحملها، فأغرقت الدموع مقلتيه فرحا بينما المرشدي يؤكد للحضور: «هذه هي قناعتي بعد مشواري الطويل عن تواصل الأجيال المبدعة التي تحمل مشاريع ورسائل فنية لخدمة الغناء اليمني وبهذا أكون قد سلمت الراية الغنائية لفنان صامد في وجه طوفان الغناء الهابط للفنان الحاضر بغنائه الجميل والراقي المبدع المتميز عصام خليدي». وحسبي أن عصاماً بهذه الهدية الكنز التي حظي بها من فنان هو جزء من تاريخ هذه المدينة الحبيبة بكل أفراحها وأتراحها..وكذلك الخطاب المباشر له من (أبي علي) قد عزز مكانته عند محبيه، وزاد في قناعته الراسخة من أن ينظر الى الامام قدما، فالطريق سيبقى شاقا وطويلا لا ينجح من يسير فيه ؤلا المجتهدين فطوبي لك أبا محمد الخليدي عصام.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى