الناس أفلام.. وحالات أيضاً!!

> غسان سالم عبدون:

> لكل فرد منا(مقاسه) التقويمي الخاص به.. وفي كل واحد منا تفاصيل آليات التعامل مع الآخرين و(ترجمان) التعاطي مع الواقع استناداً إلى عديد العوامل وجملة من الأسباب منها الإطار السيكلوجي والكيان التربوي والتعليمي الذي نشأ فيه منذ ولادته وحتى وصوله إلى أعلى مراتب العلم والمعرفة وأرفع مناصب الإدارة والمسؤولية.

تلكم سطور لم يأت صاحبها بجديد.. لكنها تبحث عن مدخل لعنوان هذه المادة ومنفذاً لولوج الفكرة من بوابة العقل والاجتهاد والحبر والورق إلى (دنيا) الوصول الآمن لسلامة الفهم وغاية المقصد!

ففي حياتنا اليومية نواجه أنماطاً مختلفة من التعامل وأشكالاً جمة من التجارب مع بعضنا البعض تارة، ومع أنفسنا تجاه نظرتنا لحركة العصر ومجريات الحياة في محيطنا الذي ندور فيه.. وهذه سنة الله في الحياة أن لا يستوي الجميع في العلم والعمل.. وهي سنته سبحانه وتعالى أن جعل عباده يختارون الطريق إلى الرضا أو يسلكون طرق العصيان والابتعاد عن تعاليم المولى عز وجل وسنة رسوله الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بمحض إرادتهم بعد أن فطر (سبحانه) النفس الإنسانية بحب الخير والنقاء والطاعة والتقوى والجمال والعدل وحب الناس والإسهام في إظهار نعمه ومعجزاته (تبارك وتعالى) على شاشة استلهام دروس الكتاب والسنة والسلف الصالح وبطاقة اجتهاد الإنسان المؤمن.

وهنا أقف أمام بضع صور التقطتها عدسة تجربتي في هذه الحياة الفانية ليس من قبيل (كتابة المذكرات وتدوين اليوميات) فذاك شيء لم يمنحنا بعد، عمرنا (الطري) وتجاربنا المحدودة وإمكانياتنا العلمية والعملية المتواضعة.. لكنها الأمانة وإن شئتم قلتم (بعد ما ضاق بك الحال ياصاحبي)!!

ثمة أشخاص ينظرون إلى هذا الزعيم أو ذاك الوزير أو المحافظ بمنظار الحكم المسبق إما إعجاباً وتأييداً وإما كرهاً وتأليباً.. وهنا تحضر العصبية الظالمة!

آخرون يحكمون العقل قبل العاطفة، يعطون الآخر مهما كانت مرتبته وموقعه من العائلة إلى السياسة، ومن قضايا الوطن والمجتمع المحلي إلى مجالات الحياة المختلفة وإلى قضايا الأمة ونبض العالم وبالذات مناطق شد الانتباه ولفت الأنظار.. وهنا يمكن للعقل أن ينصف صاحبه لكنه بالتأكيد سيظلم نفسه المجبولة على المكنون الوجداني المعتدل.. ذلك (بنظري المتواضع) أن العقل والعاطفة هما (تلازمية) التمتع بصوابية نهج صاحبهما وصدقية تقويمه وتحليله!.

وهذا نفر.. من (الأحباب) ظاهراً و(....) باطناً.. الحذر منه مطلوب والحكم عليه يجب أن لا يكون سريعاً بل أعط نفسك (أريكة التعود على فهم وتطبيق مبدأ إعطاء الفرص)!!

أما النفر الآخر الذي أصبح لدي مشكلاً لتعطيل الحكم (عثرة) أمام السائر على درب التعاطي الإنساني والديني والأخلاقي والوطني المعروف.. ليضعك في (حبائل) الحيرة و(أغوار) التردد!! بالمناسبة نحن لا نتحدث عن أحكام قضائية أو ننصب أنفسنا حكاماً بل نحن منهم وهم منا وعلينا سوياً ينطبق الحال!! هذا النفر نتفيأ ظلال وده ونتبادل معه الأفراح والأحزان والأسرار والأعمال المتوافقة مع فكر ودرجة السلم المهني والصداقة والزمالة.. وفجأة ومن دون (مخاض) (إن جاز التعبير) يولد حالاً، فإذا بأحدهما يقدم (فلماً) جديداً على طريقة الشاعر الرائع الإنسان الخلوق أستاذنا المغفور له بإذن الله تعالى (حسين أبوبكر المحضار) في إحدى غنائياته (الناس أفلام والدنيا مسارح..)!! يصمت أمامك (صمت القبور) ويتحاشى مواجهتك في شارع ما أو رواق ٍ ما أما السبب فلا تدري.. (هذه حالة) !.

وأخرى: أحباب وزملاء اجتمعوا على المحبة والزمالة والكلمة الطيبة والعمل المشترك والاستفادة المتبادلة.. تجد طرفاً منهم يفترق على (اختلاق سوء فهم .. إما بجهل وإما بتجاهل) وهم بالمناسبة ليسوا من بسطاء الناس!! أو اختلاف في وجهات نظر.. وهنا يصبح الآخر لديه العدو اللدود الذي يجب محاربته إما بالصمت والمخاصمة بدلاً من المواجهة والمكاشفة وإما بالحرب المعلنة وغير المعلنة!! وهذه حالة أخرى.

ثمة نفر لا هم له سوى المتابعة في خصوصية حياتك العملية وعلاقاتك الاجتماعية ويلاحق ويلهث ليحظى بنظرة عين على كشف حساب (حصاد عمرك وكدك وتعبك ونجاحك مهما كان قوامه) بعدها يتمترس خلف ذلك السلوك الدنيء والجبان ويوزع (منشورات) لسانه وحقده في المجالس والملتقيات الثنائية والجماعية (الموثوق بها من قبله).. ويرهق نفسه بالتمتمات والحسرات أما لماذا!؟ فذلك (وبحسبه)لأن فلاناً كان كذا أو وصل إلى هذا أو حصل على كذا.. وأنا لا؟! (وهذه حالة)!!

وأختتم قولي بالتأكيد بأن ماورد هو نتاج تجربة حقيقية.. لا تقصد إبراز الوجه القبيح في العلاقات الإنسانية.. لكنها تظهره لكي لايسيء إلى السواد الأعظم من الناس النبلاء، وهي نماذج لا حصرلها.. ربما أصبنا تحليلها لكننا بالتأكيد لم نخطئ الاستدلال بها!! ونسأل الله الهداية لنا جميعاً ..قولوا آمين!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى