الحضور السابع للمحضار

> «الايام» محمد سالم قطن:

>
حسين أبي بكر المحضار
حسين أبي بكر المحضار
ليال وأيام ثلاثة متوالية عاشت فيها الشحر المدينة الموصوفة بـ(سعاد) في قاموس ابنها الشاعر الراحل حسين أبي بكر المحضار حضورا محضاريا مكثفا بمناسبة الذكرى السابعة لرحيله.

اللوحات التذكارية تعددت بتعدد مناقب الراحل ومواهبه، والفعاليات تنوعت بتنوع العطاءات المحضارية ثقافة وأدبا وفنا وانتعشت الذاكرة الهرمة لهذه المدينة التاريخية بفيض من مشاعر الحنين والوفاء لماض جميل قد رحل وأيام سالفات كان فيها المحضار بلبلها الشادي وكروانها المغرد، كان فيها المحضار لسان الحال ولسان المقال.

المسافة الزمنية الفاصلة بين يوم الرحيل في 5 فبراير ويومنا هذا ليست كبيرة في حساب السنين ولكنها على النقيض كبيرة جدا في حسابات الشوق وجداول العشق ودفقات الحنين. ولأن المحضار في قامته الأدبية والإنسانية ظاهرة وطنية أكثر منها محلية، فقد تجاوزت فعاليات المشاركة بذكرى رحيله كل التضاريس الجغرافية فهذا من الشحر وذاك من عدن وهذا من صنعاء وهؤلاء جاؤوا من المكلا، فالمحضار إرث مشترك ملأ الدنيا هنا وملأها هناك كما شغل الناس هناك بما شغلهم هنا.

بدأت فعاليات صبيحة الاثنين الماضي بوقفة معبرة أمام قبر الراحل بمقبرة الشيخ حمد، قرأ فيها المشاركون فاتحة الكتاب على روحه الطاهرة، وفي المساء بدأت أولى الندوات الأدبية المكرسة لهذه الذكرى بقاعة منتدى الاسعاء، وجاءت الندوة الأدبية الثانية التي احتضنتها دار المحضار العامرة في مساء اليوم التالي الثلاثاء: عناوين، دراسات، تأملات، قصائد، وإضاءات عن مشوار إبداعي طويل قطعه المحضار في رحلة عمره القصيرة.

ساهم الأدباء والباحثون: عبدالله صالح حداد، سعيد محمد بن هاوي باوزير، حسن محمد بن طالب، حسين عبدالله الجيلاني، سعيد عمر فرحان ببحوث ودراسات وتأملات في أدب المحضار وشعره وفنه ولحنه، فقد كان المحضار بحرا من العطاء وتراثا زاخرا بالإبداع يصدق فيه على الرغم من تواضعه الجم ما سبق أن افتخر به منذ ألف عام شاعر العربية الأول أبو الطيب أحمد بن الحسين المتنبي.

انا الذي نظر الأعمى إلى أدبي

وأسمعت كلماتي من به صمم

أنام ملء جفوني عن شواردها

ويسهر الخلق جراها ويختصم

كما صدح في هاتين الأمسيتين بقصائد رثائية معبرة الشعراء : محمد سالم بن داود، محمد باقروان ، ثابت عبدالله السعدي، أحمد فرج خنبش، محمد علي الحباني، عوض بن فاتح وعمر سعيد الصبان.

وجاءت الليلة الفنية المحضارية على مسرح الاحتفالات العامة لمدينة الشحر بمشاركات غنائية مختارة من روائع قصيد المحضار الغنائي أداها المطربون: محفوظ بن بريك وعارف فرج سالم وعلي سالم بن بريك وعمر مبارك الدقيل، ومع هؤلاء شارك المنولوجست سالم عبدالرب البكري بتشكيلة مقتطفة من أشهر أوبريتات الراحل المحضار.

وعلى الرغم من بعض القصور الذي شاب هذه الفعالية التذكارية إلا انه تلزم الإشادة بالدور الذي قام به المجلس المحلي للمديرية ممثلا بالأخوين محمد حسين معوضة المدير العام رئيس المجلس المحلي ومحسن يسلم الخشيم الأمين العام للمجلس في تبني هذه المناسبة التذكارية، كما لعب مسؤول العلاقات العامة أحمد علوي السعدي دورا مقبولا في مستوى التنظيم والمتابعة.

وبشهادة شاهدين عدلين هما الأخ حسين عبدالله الجيلاني رئيس منتدى الخيصة بالمكلا، والناشط الاجتماعي المعروف شكري السقاف شوهدت الدموع تترقرق على وجنتي شيخ الفنانين المعمر سعيد عبد النعيم في جانب من ساحة الاحتفالات لأنه لم يتلق أية دعوة للمشاركة على الرغم من أنه أول من غنى للمحضار في المخادر وجلسات الطرب.

إذاعة المكلا وإذاعة سيئون كرستا جانبا كبيرا من بثهما طيلة هذه الأيام في بث الكثير من التراث المحضاري وفي متابعة وقائع الذكرى والمناسبة وكانت مساهمة المدير العام لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون بالمكلا، الأخ حسين محمد بازياد في تقديم الليلة الفنية المحضارية مساهمة مذكورة ومشهودة.

«الأيام» الصحيفة كان لها الفضل في التدشين الثقافي لهذا الذكرى ولعل في ما نشرته على صفحة كاملة من عددها ليوم الأحد 4/2 بقلم الأخ رياض باشراحيل ما يغني اللبيب عن مدى الحيف الذي لحق بالمحضار وتراثه.. وعبر «الايام» الصحيفة انطلقت في الفضاء الافتراضي والإنترنت والعديد من المواقع والمنتديات الإلكترونية أصداء الذكرى وحيثيات المناسبة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى