المحظة الأخيــرة .. السيكوباتي

> صالح علي السباعي:

>
صالح علي السباعي
صالح علي السباعي
كلمة سيكوباتي أطلقها علماء النفس على صاحب القدرات العالية في إقناع الآخرين بما يريد ومن ثم التسلط عليهم وتحريكهم حسبما يريد وتشتهي رغباته لا كما يريدون.

ومثل هذا النوع من الناس موجودون في معظم مؤسسات الدولة حيث لا تخلو مؤسسة من هذا النوع من البشر الذين يقودون المؤسسات بطرق خفية من خلال فرض سيطرة كاملة على المسئول الأول في المؤسسة وشل حركته ومن ثم تحويله إلى قلم بيد محرك كما يقولون، يرسم له سياسة المرفق ويرفع له التقارير السرية عن العاملين في المؤسسة بعد فرزهم إلى مجموعات بين موالين وطنيين مخلصين، وآخرين أعداء للوطن والديمقراطية وربما السلام العالمي يجب مضايقتهم ومحاصرتهم إذا لم يكن بالإمكان التخلص منهم.

ويمارس السيكوباتي أنواعا متعددة من الضغط المكثف بدرجة عالية على صاحب السعادة، وتوريطه في كثير من الأمور التي ربما تسقطه من قمة الهرم إلى القاع لو حاول الخروج عن النص وخالف التعليمات. وقد يواجه السيكوباتي صعوبات في تحقيق أهدافه وإنجاح مهمته خصوصا إذا كان (العاقل) من ذوي العقليات الصغيرة شكاكاً ويصعب إقناعه، وفي هذه الحالة يلجأ السيكوباتي إلى الاستعانة بصديقة سيكوباتية للسيطرة على هذا المسئول (المزرجن) وبمساعدتها يتحقق النجاح.

وهذه الحالة ليست غريبة بل هي موجودة في الكثير من مؤسسات الدولة وأينما ذهبت ستجد أن هناك سيكوباتية تدير الأمور إلى جوار أخيها السيكوباتي وغالبا ما تكون هذه المرأة ذات مميزات رهيبة يصعب مقاومتها حيث تجمع بين الملامح الملائكية البريئة والأفعال الشيطانية الفظيعة، بل إن الشيطان قد يجد نفسه عاجزا عن أن يفكر وينفذ بمستواها وهي غالبا ما تفوز بثقة المسئول الذي يسمح لها طوعيا بالسيطرة عليه دون منازع ، وبالرغم من سيطرتها على الوضع إلا أنها لا تستغني عن استشارات وتعاون أخيها السيكوباتي، على اعتبار أن العين يجب أن لا تعلو على الحاحب وهناك تعاون وثيق بينهما وحرص كل منهما على مصالح الآخر، المهم في الأمر أن يبقى التلميذ الشاطر يسمع الكلام طالما بقي على الكرسي.

كثيرون هم مديرو مؤسسات الدولة ممن هم على هذا الشكل، وهذا النوع يدار هو ولا يدير وبدلا من أن يبني تراه يهدم ويظلم وعندما يرحل لا يجد من يودعه كما تعود، ولا من يأسف على رحيله وكأنه كان بؤسا جاثما على أنفاس العاملين والمتعاملين مع المؤسسة، ينطبق عليه الجزء الأخير مما قاله الكاتب الأمريكي الساخر مارك توين حين قال: بعض الناس عندما يأتيك ينعش المكان.. والبعض الآخر عندما يذهب ينعش المكان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى