«الأيام» تحاور سلطان سلطنة العوالق السفلى(باكازم) سابقًا ناصر عيدروس بن علي العولقي:أدعو أبناء باكازم إلى نبذ الثأر والصراعات وتجاوز الخلافات واستخدام العقل لمعالجة قضاياهم

> «الأيام» أحمد المدحدح:

> شهدت مديرية أحور محافظة أبين مراسم الاستقبال الرسمي والشعبي الكبير لسلطان سلطنة العوالق السفلى (باكازم) سابقا صباح يوم الأحد 19 فبراير 2007م بمناسبة زيارته الأولى إلى مسقط رأسه مدينة أحور عاصمة المديرية (عاصمة السلطنة سابقا) بعد غياب دام نحو أربعين عاما، وكانت حفاوة الاستقبال الذي حظي به السلطان السابق من قبل الحشود الرسمية والقبلية من سادة ومشايخ وأعيان قبائل باكازم قد جسدت التعبير الصادق لمدى حبهم واحترامهم له لما يتميز به من تواضع وأخلاق منذ أن كان سلطانا للسلطنة سابقا.

«الأيام» أثناء وجود سلطان سلطنة العوالق السفلى (باكازم) سابقا ناصر عيدروس بن علي العولقي في مسقط رأسه أحور، أجرت حواراً معه لمعرفة تلك المرحلة، مرحلة السلطنة حينذاك والمقرونة بفترة حكمه لها المجسد بتاريخ ناصع البياض، ومعرفة حاضره وآماله وطموحاته في ظل استقراره العائلي الحالي، وقد أجاب على كافة استفساراتنا التي طرحناها عليه مشكورا .. فإلى حصيلة ما دار.

< من المعروف أنه تم تنصيبكم سلطانا لسلطنة العوالق السفلى باكازم سابقا وكان عمركم حينها لا يتجاوز ست سنوات وكانت تدار الأمور بالوصاية الأولى والثانية .. متى كان ذلك؟

- بعد والدي وفي عام 49م تم تنصيبي سلطانا للسلطنة، وفعلا كان عمري ست سنوات وكان الوصي للسلطنة في تلك الفترة الأمير شيخ بن علي العولقي وهو عمي، وبعد مقتله كان الوصي الأخير للسلطنة الأمير أبوبكر أحمد، رحمه الله .

< العوالق السفلى باكازم كانت من أكبر السلطنات من حيث مساحتها الواسعة وكثافتها السكانية، والمتمثلة حاليا في مديريتي أحور والمحفد بمحافظة أبين، وكان ضمن تشكيلة مجلس حكم السلطنة تمثيل لكافة شرائح مجتمع السلطنة.. متى انضمت السلطنة إلى حكومة اتحاد الجنوب العربي وهل شملت المشاركة تمثيل رموز من الشرائح الاجتماعية الأخرى في مجلس الاتحاد؟

- انضمت سلطنة العوالق السفلى باكازم سابقا إلى حكومة اتحاد الجنوب في وقت متأخر وذلك عام 62م، أما بالنسبة لعملية التمثيل من كافة الشرائح الاجتماعية للسلطنة فقد وزعت بنسب متساوية لكل الطبقات وتم تعيين الشخصيات الاجتماعية وأعيان السلطنة في التمثيل إلى جانب مجلس الاتحاد أيضاً.

< طبعا التمثيل (المشاركة) من كافة طبقات السلطنة في المجلسين: الحكم بالسلطنة ومجلس الاتحاد للجنوب، كان بمثابة التوازن لمنظومة حكم السلطنة أو كما يسمى حاليا بالمشاركة الشعبية في السلطنة، هل كان ذلك العامل الرئيسي المساعد في جعل السلطنة تفرض هيمنتها وسيطرتها على زمام كافة الأمور في أرض السلطنة الواسعة والمترامية الأطراف واحتواء المشاكل التي تحدث فيها؟

- بلا شك أنه كان لوجود الممثلين عن كافة الشرائح الاجتماعية في تشكيلة مجلس الحكم للسلطنة في تلك الفترة دور إيجابي كبير في شد أوضاع كافة الأمور في السلطنة سابقا من خلال الوقوف أمام القضايا كفريق عمل واحد.

وفي نفس الوقت نحن لسنا بعيدين عن الناس بل نعيش بينهم نتلمس همومهم وعلى تواصل معهم أيضا في الزيارات في المناسبات والأعياد.

كما أنه في حالة حدوث صراعات دموية بين بيوت القبيلة الواحدة باكازم في أحور والمحفد على حد سواء كانت هناك جهود جليلة تبذل لاحتوائها، حيث كان هناك دور كبير لمنصب باكازم في تلك الفترة السيد أبوبكر بن عمر الحامد، رحمه الله، والد المنصب الحالي السيد محمد والذي كان حينها عضوا بارزا في مجلس الحكم للسلطنة، ولما يحظى به من احترام كان يتدخل في إنهاء وإيقاف الصراعات وعقد صلح على طريق وضع الحلول والمعالجات، وكانت هناك محكمة وقضاء مستقل ووجود قضاة متخصصين في الشرع والأعراف وكان لهم دور كبير في معالجة قضايا الناس.

< أثناء الاستقلال تم اعتقالكم وعانيتم من تمديد فترة سجنكم، ألم يكن بإمكانكم تفادي كل هذه المتاعب في حالة مغادرتكم البلاد في تلك الفترة؟

- لم أغادر البلاد لأني كنت غير خائف ولم أظلم أحدا ولا توجد عداوة لي مع الناس، ولكن تم اعتقالي في 24 أكتوبر 67 م وأصدر ضدي حكم سياسي بالسجن عشر سنوات ورغم انتهاء الفترة تم تمديدها بطريقة تعسفية وصلت إلى 17 عاما، وعند وصول الأمر إلى الرئيس السابق علي ناصر محمد أمر بإطلاق سراحي في عام 84م مشكورا بعدها غادرت إلى السعودية ووجدت فيها الرعاية والاهتمام من قبل خادم الحرمين حينذاك الملك فهد بن عبدالعزيز، رحمه الله، والملك عبدالله ولي العهد في تلك الفترة وأفراد العائلة المالكة، وحاليا تربطني علاقات وطيدة بالأخ علي ناصر محمد، الرئيس الأسبق ويتواصل معنا في المناسبات.

< يرى أبناء باكازم الذين احتشدوا في مراسم استقبالكم أن عودتكم تأتي في ظل مقابلتكم لرئيس الجمهورية الذي أعطى توجيهات صريحة لترتيب وضعكم أسوة ببقية السلاطين، لكن أوامر الرئيس لم ينفذ منها إلا الشيء الذي لا يذكر بينما الأشياء الهامة تتجاهل ولم تنفذ، وندرك أنكم لستم بالرجل الذي يتردد على الرئيس بالمطالبة والاستجداء وخاصة أنكم تقيمون بصنعاء بمنزل إيجار وكذا عودتكم دون تمكنكم من الاقامة في مقركم لعدم تنفيذ التوجيهات بترميمه .. فما قولكم؟

- أثناء لقائنا بالأخ رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح عبر لنا عن ترحيبه وسعادته البالغة بعودتنا إلى وطننا واستعداده الكامل لتقديم كل ما يسهم في إقامتنا والاستقرار داخل الوطن الذي أجبرتنا الظروف السياسية السابقة على مغادرته، وفعلا أعطى فخامة رئيس الجمهورية مشكورا توجيهات صريحة بتوفير متطلبات استقرارنا العائلي أسوة ببقية السلاطين العائدين إلى وطنهم ولا يوجد أي تجاهل لتنفيذ هذه التوجيهات، والأشياء التي لم تنفذ منها بحاجة لمزيد من الوقت ولكنها في طريق تنفيذها.

< مديرية المحفد بمحافظة أبين كانت جزءا من سلطنة العوالق السفلى باكازم أو بمثابة العاصمة الثانية بعد أحور.. هل تدخل زيارتها ضمن برنامجكم؟

- مرحلة السلطنة انتهت وأصبحت أحور والمحفد مديريتين متحاذيتين تربطهما القبيلة الواحدة التي تتمثل في هاتين المديريتين حاليا وهي قبيلة باكازم، من أكبر القبائل اليمنية، وبما أني أحد أبنائها فسوف أزروها قريبا.

< يوجد حاليا شبه إجماع على شخصكم لتولي المنصب الشاغر شيخ مشايخ قبائل باكازم في هاتين المديريتين وذلك بعد لقائكم بالأخ رئيس الجمهورية ومباركة شيوخ وأعيان باكازم ذلك.. هل هناك دعوة تحب أن توجهها لأبناء باكازم؟

- أدعوهم جميعا إلى تضافر كل جهودهم في نبذ الثأر والصراعات الدموية لما تخلفه من آثار وشروخ فيما بينهم وعلى المجتمع، وتجاوز كل الخلافات البسيطة، واستخدام العقل والحكمة في معالجة قضاياهم والتفرغ للعمل والتنمية لإصلاح مناطقهم.

< ما هي انطباعاتكم عن الوطن بعد عودتكم وكيف وجدتم أحور بعد غياب 40 عاما ؟

- اليمن شهدت متغيرات كثيرة في ظل الوحدة المباركة في جميع مناحي الحياة، وماشهدته حاليا من تطور ملموس في الحياة السياسية في التوجه الديمقراطي يعود الفضل فيه لله ثم لفخامة الأخ رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح وحرصه على اتخاذ القرار والإرادة السياسية في إصلاح أوضاع الوطن لما تشهده اليمن من مستقبل زاهر في المجال الاقتصادي والمجالات الأخرى.

أما مديرية أحور فقد شهدت توسعا عمرانيا كبيرا وستشهد خلال الأيام القادمة نهضة اقتصادية كبيرة في ظل الطريق الدولي الجديد الذي يمر عبرها من عدن إلى المكلا ويربط اليمن بدول الخليج العربي.

وأحور بحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى طاقة كهربائية كبيرة وربطها مركزيا وكذا إعادة تأهيل مشروع مياه الشرب الحالي وإقامة شبكة للصرف الصحي.

< هل من كلمة تحبون قولها في ختام هذا الحوار؟

- أجدد شكري وتقديري لصحيفة «الأيام» على اهتمامها بمتابعة كافة قضايا المجتمع، وهو الهدف النبيل الذي رسخه الوالد المرحوم (محمد علي باشراحيل) وسار عليه أخي وزميل دراستي (هشام باشراحيل)، رئيس تحرير الصحيفة الحالي، وشقيقه (تمام) حفظهما الله، كما أجدد من خلالهما شكري لكافة أبناء باكازم (سادة ومشايخ وأعيان قبائل باكازم في أحور والمحفد) على حفاوة الاستقبال الذي حظيت به عند زيارتي لمسقط رأسي بعد غياب دام نحو 40 عاما.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى