كركر جمل

> عبده حسين أحمد:

>
عبده حسين أحمد
عبده حسين أحمد
أصبحت عدن مثل المتهم في قفص الاتهام.. ثم يصدر الحكم عليها بتجريدها من أراضيها وحرمان أهلها منها.. المتهم عدن لا تحضر قاعة المحكمة لسماع الحكم ضدها دائما.. ولا يوجد لديها محام يدافع عنها.. وليس لها ذنب معروف سوى الرغبة الجامحة لديهم في الاستيلاء على أراضيها وتجريدها من كل ما تبقى من مساحات واسعة حتى ولو كانت معالم تاريخية قائمة عليها.

< والمتهم عدن لا تذهب إلى المحكمة.. فليست لها علاقة بالمحكمة.. حتى وإن كانت هي المغتصبة.. هي التي يقع عليها العدوان دائما.. هي الفريسة والضحية.. فلماذا تذهب إلى المحكمة؟.. في حالة واحدة (يمكن) أن تفعل ذلك إذا ترفع عنها الحصانة.. ومن هذا الذي يستطيع أن يسلبها الحصانة التي تتمتع بها من خالق الكون.. هم يستطيعون تجريدها من كل شيء.. ولكنهم لا يستطيعون تجريدها من شموخها وكبريائها.. أهم العلامات البارزة في حصانتها.

< إذن ماذا يريدون من عدن بهذا الاندفاع المسعور والمتلاحق في ابتلاع أراضيها المنظم؟.. وهل أصبحت عدن في حكم (الموتى) مثل أهلها الذين لا يعيرونهم أي اهتمام ولا يقيمون لهم أي اعتبار بعد حرب صيف 94م؟..«وهل أصبح الإنسان في عدن يعاني اليوم من هم جديد هو (هم) الموت.. ولكن الموت ليس هماً.. لأن الهم هو المعاناة التي يكابدها الإنسان أكثر من مرة.. والإنسان لا يموت إلا مرة واحدة.. ولذلك فالموت ليس هما.. والإنسان في عدن يعاني كل هذه الهموم والتعب والمرض والعذاب.. عذاب الاستيلاء على الأرض وهو محروم من شبر فيها».

< إن عدن ثابتة بالرغم من كل الأنواء والأعاصير.. وهي ليست في حاجة إلى تفسير لكل هذا النهب والاستيلاء المحموم على أراضيها.. وهي ليست هاربة تطلب النجاة من أحد.. وإذا فعلت ذلك.. فمن أجل النجاة من العابثين بأراضيها بدون وجه حق بينما أهلها محرومون منها.. وهي تريد أن تتحرر من هذا العبث وهذه التصرفات اللامسئولة.. وهي تعرف تماما بأنها أصبحت تحمل حملا ثقيلا على كتفيها.. وتتمنى لو أنها ألقت بهذا الحمل على الأرض بالرغم من أن أثر هذا الحمل سيظل باقيا على كتفيها.

< إلى متى سنظل نصرخ في الهواء؟.. وكلما صرخنا أكثر زاد الوجع أكثر.. وكلما قلنا كفاكم هذا.. قالوا أين المزيد؟.. من يصدق أن الأطماع بهدف (الإثراء الشخصي) تتجه إلى الاستيلاء على مواقع هي من صلب المواقع المهمة في عدن من أجل حركة التنمية وتطوير المنطقة الحرة.. وأن هذه المواقع تغطي مساحة كبيرة تقدر بالملايين 3.430.000 متر مربع.. وهذه المواقع في قلب عدن النابض بالحياة دائما سوف تذهب لمصلحة (بعض) الناس.. مع أن هؤلاء البعض عندهم الكثير ولكنهم لايشبعون لأن شهوتهم مفتوحة ولعابهم يسيل ولاينقطع..وعيونهم حادة تريد أن تلتهم كل شيء وأي شيء.. وليس أفضل وأجمل من معسكر طارق ومعسكر بدر وجبل حديد وربما بعد هذه المواقع الضخمة سوف يجيء الدور على ميدان الحبيشي ومطار عدن الدولي الذي استقبل يوم السبت الماضي 3 طائرات لسوء الأحوال الجوية بصنعاء

< عدن صلبة لن تموت.. وإنما سيموت من يحاول أن يدفنها في قبر النسيان!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى