يوم من الأيـــام .. قلادة على عنق امرأة

> علي صالح محمد:

>
علي صالح محمد
علي صالح محمد
حين تحل الهزيمة ضيفة في الدار تحل معها كل ألوان الهزيمة والانكسار،وتسود قوانين المنتصر,فقلت ماذا أهديك يا سيدتي الأميرة في يومك العالمي (الثامن من مارس) ونحن أسرى تجمعنا قوانين الهزيمة وفتاوى المنتصر وألوان الحزن وعناوين البؤس، ومعها تضاف إلى عالمك قيود الظلم المزدوجة الآتية من عمق تسلط الذكورة المأزومة والمتخمة بمركبات النقص، تسبقها مشاعر العار والعورة التي تلاحقك بلا هوادة وتكوينا معا بسياطها منذ قرون.

لهذا عذرا يا سيدتي فلم أجد في هذه المناسبة غير دمعة حزن ووردة أمل، لأنني يا سيدتي ببساطة (آت- كما يقول شاعرنا الجميل فضل النقيب- من سديم الأسرار الغامضة حيث الراؤون يبصرون ويعمى المبصرون، وقادم من لون الحزن العربي الذي لا لون له ومن ذلك الحلم المحطم في أعماقي، ومع ذلك أشعر أن البحر يستقبل محبيه بكل شوق الأمواج الأزلي حتى وإن كانت هديتهم إليه حفنة من الدموع أو كأسا من الماء:

المدى الأزرق في عينيك نبض الشوق في أرواحنا

والمدى الأخضر في كفيك فيض الحب في تاريخنا

والنشيد اللازوردي النبيل حلم يحملنا

نحو آتٍ لم نضيعه وإن تاهت هنا أقدامنا)

ياسيدتي:

أستمحيك عذرا إن كنا في هذه المناسبة نذرف الدمع النقي كالبلور لنصنع من عذاباتنا العميقة نسيج أحلامنا الموءودة، في ظل هذا الصمت الأليم، من الماضي إلى الرفقة الحالية أريد أن أضع يدي على كتفيك وأحمل عنك الأسى الآتي من الماضي بلا خوف، أريد لك التحليق كما النسر بلا رعب تسيرين على الدرب، لأنك يا جميلة الروح والجسد تستحقين كل الحقوق بلا مكابرة، كأم وبنت وأخت تستحق المودة والاحترام وزوجة وحبيبة تستحق الاحتضان، لأنك يا سيدتي باختصار تشتاقين إلى روحك التي نبتت في أرواحنا، وحين نشتاق إليك نحن إلى البذرة التي نبتت في روحك، وبهذا نكون معا في حال من الشوق المشترك والدائم إلى الشجرة التي نبتت في داخلنا لنصنع بوحي من الأقدار الربانية امتدادنا ووجودنا الإنساني الرفيع، تجتازين الحدود بلا إذن، كنسمة تنعشين فيها الروح بلا ثمن أو هوية سفر، تمرين على بوابة الروح غير عابئة لأنك في الواقع الأصل وفي نهاية المطاف من يمنح الوجود حق الوجود.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى