يا حامل الأثقال.. خففها شوي!!

> عامر علي سلام:

>
عامر علي سلام
عامر علي سلام
ذا حمل ما ينشال !! وكم هي الشيالة التي يستطيع هذا الوطن أن يتحملها.. وعندما نقول (الوطن) ككلمة تحمل دلالة المكان.. فإنها في اشتقاقها الضميري تكون مسكونة بـ (المواطن).. فأي حمل أكثر من هذا يستطيع هذا الوطن بمواطنيه أن يشيله!! فيا حامل الأثقال.. ثقلت عليك حمولتك!! في زمن تسعى كل بلدان العالم- بكل تصنيفات دوله - أن تخفف من وطأة التكاليف ومعاناة الفرض والجباية والضرائب.. حتى يستشعر مواطنو تلكم الدول أن هناك إدارة تدير الوطن بمصلحة مواطنيه وهي مصلحة الوطن!! لذا فإنها تسعى إلى أن تخفف عن مواطنيها تكاليف العيش ومنغصاته التي نراها نحن - في اليمن- تهرول بنا إلى عوالم ضبابية لا يرى من خلفها نور!!

فلماذا كل هذا الغلاء؟ لماذا الأسعار في تصاعد؟! هل هي المناكفة والمباغضة والمعاندة بين الدولة والتجار؟! جعلت الآخر يطالب ويحاول إيجاد حل (لضريبة المبيعات) في حين الأول يعتقد بأن الأمر بيده والحكم محسوم مهما طال أو تأخر أو تغير في محكمة أو قضاء لا يغني من الأمر شيئا!! ولكن من هو حامل الأثقال؟ من يتحمل عنجهية الدولة بسلطتها وفجور(التجار .. الفجار) برفع الأسعار و(على عينك يامشترى قوت أهلك!!) أليس المواطن هو حامل الأثقال ولسان حاله يقول: ذا حمل ما ينشال!! ومن خلف طاولة الصراف يضحك الأخضر المدلل (الدولار) قائلاً: لم أجد في أي بلد دلع وأكثر من دلع سوى في اليمن!! وعلى رأي كاظم: (دلع عيني..دلع)!!

وما أصعب أن تحمل قلما وأنت تسمع الشارع يقول: عاد الواجي واجي!! إلى أين؟! لا أدري.. هل أشفق على هذا الوطن الذي منذ بداية التسعينات حتى الآن ونحن لا نرى فيه سوى مشروع لبناء وطن!! كان آخر أمل تحمله آمالنا أن نرى بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة برنامج رئيس الجمهورية يستطيع به أن يغير ملامح هذا المشروع إلى الأحسن.. ولو في أسوأ الظروف!! لكن الأحمال تثاقلت عليه وعلينا!! فمن صعدة تصاعدت الأحداث وأخذت تأخذ برياحها الوطن إلى نفق المذهبية والتدويل (وضاعت الحكمة اليمانية) التي فقدها الرئيس بصبره المعهود للأسف!! وتهويل الأمر من مستشاريه (وعدم احتواء الأمر في أوله) إلى ضريبة المبيعات ومناكفة الدولة (الغائبة) وتجار الوطن الجديد (بمشروعه الغائب) وكأن التجار بحقوقهم المشروعة يمارسون عادة (لاضرر ولا ضرار.. أوليأكل الشعب الحنظل!!)

ذا حمل ما ينشال.. والله ما ينشال.. لذا فإننا نطالب باسم هذا الوطن الذي سمي (اليمن) وشعبه بتدخل رئاسي عاجل وعاجل جداً لرئيس الجمهورية (حفظه الله) أولاً بأن يلغي بقرار رئاسي (عاجل) ضريبة المبيعات وأن يوقف ارتفاع الأسعار وتعود أسعار (المواد الغذائية) إلى حالها السابق (قبل الانتخابات الرئاسية).

وثانياً أن يمنع الصحف بكل أشكالها واتجاهاتها من تدويل (أحداث صعدة) أو إعطائها الصفة المذهبية (وفق مبدأ الثوابت الوطنية!!) والرجوع إلى الحكمة اليمانية الغائبة، فأبناء صعدة أياً كانوا حوثيين أو غيرهم هم أيضاً أبناء هذا الوطن (حامل الأثقال) ولا داعي أن نسعر (الثأر) بين الدولة وقوات جيشها وجنودها (وهم أيضاً أبناء هذا الوطن.. ودماؤهم غالية والله غالية عليه) ومواطنيها في أي قرية من قرى هذا الوطن وحتى لا تغيب الدولة في أطرافه. وكثيرة هي الأثقال ولكن هذين الأمرين هما اللذان كسرا (شوكة الميزان) لتظل كثيرة أيضاً هي الأثقال التي يحملها هذا الوطن وكثيرة هي الهموم و(الشيالات) التي يمكن لإنسان مثل فخامته أن يتحملها لذا على الدولة بكل مفاصلها أن (تشيل) من كاهل المواطن أولاً تبعات هذا السعار الجنوني للأسعار ، وأن تخفف من فساد أجهزتها ورجالاتها وللعلم يمكنها أن تعوض عن (ضريبة المبيعات) إذا أحسنت ومارست سلطتها القانونية الصحيحة، ففي تحصيل الضرائب الأخرى ما يغنيها (فلماذا الإعفاءات الجمركية التي تمر دون مساءلة أحد!!) هناك الكثير مما يجب أن نخففه (ليس شوي) بل أكثر من شوي!!

وكان الله في عون المواطن (حامل الأثقال) وكان الله في عون رئيس الجمهورية في (حمل ما ينشال) ولكن أملنا في الله أكبر لأن (مع العسر يسرا) وأملنا في فخامته أكبر من أملنا في الدولة وحكومتها لأن ثقة الشعب التي منحت لفخامته هي مصدر قوة الصبر الذي يمكن أن يتحمله الوطن بمواطنيه والرئيس برئاسته الجديدة والأخيرة ومصلحة الوطن من وراء القصد أولاً وأخيراً.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى