خاطرة

> عبدالرحمن نعمان:

>
عبدالرحمن نعمان
عبدالرحمن نعمان
في كتاباتهم - حتى - تدرك نوع ثقافاتهم .. فهذا له ثقافة تختلف عن الآخر وهؤلاء لهم ثقافة تختلف عن ثقافات الآخرين .

وفي ضوء هذه الثقافة أو تلك تبدو نوعيات سلوكهم ومعاملاتهم وعلاقاتهم مع الآخر .. فذوو الثقافة المدنية .. وذوو الثقافة الدينية وذوو الثقافة العسكرية .. وبالتالي ينتج عن ذوي الثقافات هذه سلوكات متباينة تكون موضع استغرابنا، فنقول ثقافة القوة.. ونقول ثقافة حوارية.. ونقول ثقافة مرنة ونقول ثقافة التعالي والغرور والكبر ونقول ثقافة الفيد ونقول الثقافة القروية والثقافة الساحلية والثقافة الحضرية .. وهي في معظمها إما سلوكات وممارسات تصدر عن أشخاص يرتبط أغلبها بالبيئة أو الوظيفة أو المجال الذي يعيشه الشخص في مجالها.

لذلك تنعكس عن ثقافة هذا وذاك أفعال تتناسب والبيئة التي اكتسبها الشخص .. حتى في الحوار نجد الاختلاف وفي الخطاب أو في سوق الخضار.

وفيما يتصف البعض بالجشع والطمع يتصف البعض الآخر بالقناعة فإن ذلك مرده- لاشك- إلى واقع البيئة والأسرة والتربية .. ومثلهما من اتصف بالكرم أو بالبخل .

وفي علاقات الناس قد تجد إجماعاً على وصف شخص ما في تعامله مع جيرته الذين لا يتصفون بهذا الوصف على الرغم من أنهم جميعاً يعيشون في حي أو شارع واحد .. وهنا ندرك أيضاً أن هناك ثقافة ما اكتسبها هذا الشخص غير الثقافة التي اكتسبها بقية الأشخاص في الحي أو الشارع نفسه .. أضف إلى ذلك أن اختلافاً في العمل بينه وبين جيرته يجعله في علاقاته مع الآخرين نشازاً أو النشاز فيهم .

وهناك ثقافة الاستحواذ على أملاك الغير وهي ظاهرة ملموسة في واقعنا لكننا إذا درسنا أو تأكدنا من مرتكبيها فإننا حتما سنصل إلى نتيجة واحدة .. إنها ثقافة مكتسبة قد تظهر في شخص أو في أشخاص دون غيرهم .. ومثلها ظواهر عدة معيبة في نظر البعض لكن آخرين يتباهون بارتكابها.. كتحقيق هدف أو أهداف .. مكسب أو مكاسب بواسطة إما الرشوة أو الفهلوة.

أخيراً .. ليس عيباً أن تكون لك ثقافتك .. لكن العيب أن تكون ثقافة لا يجمع عليها مجتمعك ولا يؤيدها أو يقر بها قانون أو أخلاق أو شرع أو دين.

(إنما الأمم الأخلاق ما بقيت/ فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى