اهالي مخيم نهر البارد بين مطرقة فتح الاسلام وسندان الجيش اللبناني

> نهر البارد «الأيام» نجيب خزاقة :

>
اللاجئون الفلسطينيون في مخيم نهر البارد
اللاجئون الفلسطينيون في مخيم نهر البارد
يشتكي عارف الذي اصبحت تجارته شبه مشلولة من ان اللاجئين الفلسطينيين في مخيم نهر البارد عالقون بين فتح الاسلام المجموعة الاسلامية المتهمة باعمال ارهابية وبين الجيش اللبناني الذي شدد طوقه على المخيم الواقع في شمال لبنان.

ويؤكد الباحث الفلسطيني سهيل الناطور ان مخيم نهر البارد (92 كلم شمال بيروت) الذي يقيم فيه 22 الف لاجىء هو المخيم "الاكثر ازدهارا" بين المخيمات ال12 التي يعيش اهلها في حالة من البؤس والبطالة.

لكن شهرة هذا المخيم باعتباره "مخيما بورجوازيا" تبخرت قبل عشرة ايام عندما اتهم وزير الداخلية حسن السبع فتح الاسلام بالتورط في التفجير المزدوج الذي وقع في منطقة مسيحية في 13 شباط/فبراير واسفر عن مقتل ثلاثة اشخاص.

اثر ذلك الاتهام انتشرت عناصر الجيش اللبناني في محيط مخيم نهر البارد لتراقب عن كثب حركة الذهاب والاياب على مداخله الرئيسية الثلاثة.

ويقول عارف الذي يملك محلا لبيع المجوهرات "يشكل نهر البارد سوقا مفضلة لاهالي قرى منطقة عكار الذين يتزودون منه بالخضار والالبسة والمجوهرات والمعدات المنزلية باسعار جيدة".

ويضيف شاكيا "كانت الطريق الرئيسية تعج بالمارة والسيارات وهي الان شبه خالية".

ويرفع حسام تاجر التبغ صورة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات على احد جدران محله ويعزو تراجع الحركة التجارية الى اجراءات الجيش اللبناني.

ويقول حسام "مراقبة الداخلين الى المخيم تجري ببطء مما يؤدي الى انتظار السيارات في صفوف طويلة".

ويضيف "تعب الناس وامتنعوا عن القدوم الى المحلات التي استمرت لعشرات السنين مقصد اهالي شمال لبنان".

وكان وفد من فعاليات مخيم نهر البارد طالب الخميس الماضي ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان عباس زكي بالعمل على تخفيف اجراءات مراقبة المداخل لمواجهة "التدهور الاقتصادي والاجتماعي" في المخيم.

واكتسب نهر البارد شهرته منذ سنوات ك"سوق للفقراء" لان تجاره كانوا يكتفون بربح ضئيل بسبب كثرة الزبائن، ولان الطريق الدولية التي تربط طرابلس كبرى مدن شمال لبنان بسوريا تمر عبره.

كما اشتهر هذا المخيم الساحلي كمركز لتهريب التبغ والاسلحة والراغبين بالسفر خلسة الى دول اوروبا.

يرفع جواد صورة للشيخ احمد ياسين الزعيم السابق لحركة حماس الاسلامية على واجهة محل لبيع الالبسة المستعملة. ويعزو جواد تراجع الحركة في المخيم الى وجود مجموعة فتح الاسلام.

ويقول "يخاف الناس من القدوم لان وسائل الاعلام تصور مخيم نهر البارد وكانه تورا بورا جديدة (ملجأ مفترض لبن لادن في افغانستان). كما ان المواجهات التي جرت داخل المخيم عززت مخاوفهم".

وادت المواجهات التي جرت الاثنين الماضي بين عناصر فتح الاسلام وشبان في المخيم الى مقتل عنصر من فتح الاسلام والى اصابة خمسة اشخاص بجروح.

يملك ايمن عطية محلا لبيع الهواتف النقالة رفع داخله صورة للرئيس العراقي السابق صدام حسين. وهو يعزو "شلل النشاط التجاري الى الاجراءات المتشددة التي فرضها الجيش اللبناني من جهة، ولكن خصوصا بسبب خوف اللبنانيين من ظهور مجموعة اسلامية مسلحة".

وكان كشف مجموعة فتح الاسلام عن نفسها في تشرين الثاني/نوفمبر اثار جدلا واسعا داخل فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وبين اللاجئين انفسهم بعد هدوء استمر منذ عام 1983.

يذكر ان فتح-الانتفاضة التي انشقت عن حركة فتح بزعامة عرفات بدعم من سوريا واتخذت مقرا لها في دمشق تمركزت في مخيم نهر البارد الذي يبعد نحو عشرين كلم عن الحدود مع سوريا.

ومؤخرا انشق عدد من عناصر فتح-الانتفاضة بقيادة شاكر العبسي ليشكلوا مجموعة فتح الاسلام واحتلوا مقرات فتح الانتفاضة في مخيم نهر البارد.

ويؤكد ابو اسامة عضو اللجنة الشعبية في المخيم "ان العناصر التي وترت حياة المخيم هي عناصر غير فلسطينية".

وقد اكد عباس زكي اكثر من مرة ان فتح الاسلام "ظاهرة غريبة يجب التخلص منها بدون اهراق الدماء". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى