شيراك يودع على نحو مثير للمشاعر والعاطفة مسرح السياسة الدولية

> برلين «الأيام» ديتر ايبلنج :

>
الرئيس الفرنسى جاك شيراك
الرئيس الفرنسى جاك شيراك
عقد الرئيس الفرنسى جاك شيراك العزم على ان تجرى اخر مهمة له على المسرح السياسى الاوروبي بصورة تتسم برباطة الجأش المعتادة ، غير ان الامر لم يكن بالصورة التى توقعها شيراك حينما ارتجفت شفتاه للحظة قصيرة .

وقال شيراك بهدوء "الامور كما هى لم يطرأ عليها تغيير"، ملتفتا بسرعة الى هدية الوداع المقدمة من المستشارة الالمانية انجيلا ميركل,وهى عبارة عن ابريق لتناول الجعة يرجع تاريخه الى عام 1710 وغطائه يرجع الى عام 1799.

وصرح شيراك للمراسيلن فى برلين أمس الأحد،في الوقت الذى اقتربت فيه الاحتفالات بالذكرى الخمسين لتأسيس الاتحاد الاوروبي من نهايتها،" من المعروف اننى احتسى الجعة حتى إذا كنت اكن اكبر احترام بالطبعلصانعى الخمر فى فرنسا ."

وقص شيراك الطريقة التى انتقت بها المستشارة ميركل الكلمات الودية والقلبية الحارة لتكريمة فى مادية الغذاء خلال القمة ووالتى حازت على الاستحسان والتصفيق الذى استمر لفترة طويلة .

وسئل عن مشاعره فى اخر قمة يحضرها للاتحاد الاووربى ، فاجاب شيراك : "عندما تتم الاشادة بالمرء فانه يتأثر بذلك ... كانت هناك لحظات سارة عشتها هنا... كل زملائى صافحونى بصورة ودية ."

وكان بمكن ان تكون المشاعر التى تم الاحساس بها داخل الاتحاد الاوروبي مختلطة ، ليس ففط لانه ليس من الواضح ماإذا كانت هناك اوقات افضل تكمن فى المستقبل لان ذلك يتوقف على النهج الذى سوف يسلكه خليفة شيرا ك ، سواء كانت سيجولين روايال او نيكولا ساركوزى او فرانسوا بيرو.

ولم يبعت شيراك دائما السعادة داخل الاتحادالاوروبي منذ ان دخل قصر الاليزية فى عام 1995.

ولم يكن رفض الناخبين الفرنسيين للدستورالاوروبي منذ عامين والذى / اى الرفض/ فجر الازمة الدستورية فى الاتحاد الاوروبي ليس هو السبب الوحيد.

وعندما اعلن شيراك رسميا فى منتصف شهر آذار /مارس انه لن يرشح نفسه لفترة ثالثة فانه حذر قائلا: " القومية،التى تسببت فى حدوث اخطاءكثيرة فى قارتنا ، قد تظهر مرة اخرى فى اى وقت."

ولم تكن هذه دائما هى لهجته واسلوبه السياسى . فقد هاجم شيراك /فى دعوته الشهيرة في مركز كوشين فى عام 1978 توسيع صلاحيات المجموعة الاقتصادية الاوروبية " السوق الاوروبية المشتركة " انذاك بعبارات قوية وصريحة ومباشرة.

وكان شيراك يشير الى اول انتخابات مباشرة للبرلمان الاووربي فى عام 1979، معربا عن الخوف من امكانية افول نجم فرنسا على المسرح الدولى.

وتكهن شيراك بان امة فرنسا العظيمة سوف تصبح عبدا اقتصاديا ، ووصف حزب الرئيس الفرنسى فى ذلك الوقت فاليرى جيسكار ديستان بانه" حزب الاجانب "

وكان جيسكار ديستان هو الذى رأس المؤتمر الذى صاغ الدستور الاوروبى الذى تردى الى طريق مسدود حتى على الرغم من انه لايزال يحتل مرتبة عالية فى القائمة الطويلة للاعداءالسياسيين لشيراك.

وكانت السياسيات الاوروبية التى ينتهجها شيراك تخدم دائما المصالح الفرنسية.

ورفض شيراك بشدة كل الاصلاحات التى تهدف الى خفض الاعانات التى يحصل عليها المزارعون الفرنسيون من برنامج السياسة الزراعية المشتركة وهذه مشكلة من المقرر ان تكون بمثابة جذور للصراع داخل الاتحاد الاوروبي مع حلول عام2009 على اقصى تقدير .


وارغم شيراك ايضا على خفض فترة عمل اول رئيس للبنك المركزى الاوروبي،وهو الهولندى ويم دوسينبرج لصالح الفرنسى جين كلود تريشية.

وكان شيراك فى السلطة خلال المحادثات الصعبة التى استغرقت اربعة ايام بشأن حقوق التصويت فى الاتحاد الاوروبي فى مدينة نيس فى عام 2000 عندما سعى لتأجيل توسيع الاتحاد الاووربي صوب الشرق .

وكانت النتيجة ابرام معاهدة نيس,وتهدف المعركة الدستورية الحالية الى تأمين التوصل الى معاهدة لتحل محل معاهدة نيس التى ينظر اليها الان على انها قاعدة قانونية غير مناسبة بالنسبة للاتحاد الاوروبي.

وودع شيراك اوروبا بدعوة لكل من الالمان والفرنسيين ، قائلا " بدون اتفاق فرنسى المانى ، فما كان هناك اتحاد اوروبى ...إذا لم يوجد هذا الاتفاق ، عندئذ يتم عرقلة مسيرة الاتحاد الاوروبي."

وقال شيراك انه يتعين على باريس وبرلين الوقوف جنبا الى جنب فى المستقبل .

وقال شيراك ، فى سياق التذكير بالمستشارين الالمان الثلاثة الذين عمل معهم ، إنه طور دائما علاقة ترتكز على الثقة.

وقال شيراك" كان لدى دائما الاحساس باننى استطيع ان اتحدث بحرية واقول ما افكر فيه". (د.ب.أ)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى