الرياضة خير من العلاج

> «الأيام الرياضي» د.عبدالباري دغيش:

> واحدة من أسباب انتشار التطرف والغلو والانغلاق، وكذا الإدمان على المخدرات والمؤثرات النفسية، وسلوك دروب إضاعة الأوقات بما يضر، وفيما لا ينفع، يرجع إلى غياب أو ندرة المتنفسات والحدائق والملاعب والأندية الرياضية- الثقافية الفاعلة.

هذا بالإضافة إلى أن ظاهرة ضعفنا في تحقيق إنجازات رياضية مشهودة تلبي طموحاتنا على المستوى الإقليمي والآسيوي والدولي في العديد من الألعاب الرياضية، كل ذلك ارتبط أساساً بغياب أو تناقص الملاعب والمتنفسات في الحارات والمدارس، تلك التي لم يكن لحي أو حارة أو مدرسة الخلو منها وحتى أزمنة قريبة وأهمية هذه لأماكن تكمن في أن الطفل أو التلميذ يبدأ فيها ممارسة الرياضة، وتعلم أبجديات المهارات الحركية والرياضية.

فحينما افتقدناها وغابت هذه البنى الأساسية، سواءً بالبسط العشوائي أو بالصرف الظالم الرسمي، الناجم عن سوء التخطيط أو أي سبب آخر،آلت أوضاعنا إلى ما نحن عليه الآن من واقع حال رياضي وثقافي متذبذب، ولا يتسم بالثبات والديناميكية التصاعدية.. هذا طبعاً مع عدم إغفال مساهمة الإدارات المعنية بالشأن الرياضي والثقافي على ولادة هذا الواقع الرياضي الراهن والمعلوم كيفيته وماهيته وحالته لذوي الألباب.

ومع علمنا أن الكثير من حكومات العالم ومجالس البلديات في العديد من الدول يسعون جاهدين للإرتقاء بالشأن الرياضي والثقافي، ومن أجل ذلك نراهم يعمدون إلى اتخاذ العديد من الأجراءات كإنشاء وفتح المدارس الرياضية وأقسام الرياضة الجامعية، وتوفير البنى التحتية لتطور وازدهار الرياضة، والتي تعتبر مؤشراً لتقدم ورقي الشعوب، واستثماراً مثمراً وناجحاً في الانسان الذي هو أغلى رأس مال.

وتتصدر أجندتها كذلك مسألة توسيع المتنفسات والحدائق والمساحات الخضراء والملاعب وغيرها، عبر ضم أراضٍ جديدة أو شراء مبانٍ أو مساحات من القطاع الخاص وبالشيء الكثير المنصف.. كل ذلك يأتي كواحد من الدلالات على الاهتمام الذي توليه الحكومات بشعوبها ومستقبلهم، فإذا كنا هنا في اليمن، بلد الحكمة والإيمان، لا نستطيع الإقدام على مثل هكذا أمور، فأضعف الايمان يوجب علينا رفع أيدينا عن المتنفسات والملاعب الموجودة، وعدم البسط أو التصرف بها رأفة ورحمة بأطفال وشباب هذا الوطن وأجياله المتعاقبة.

هؤلاء وأولئك الذين ضاقت أمامهم الطرق وتناقصت لديهم الفرص والخيارات في إطلاق قدراتهم في الأمكنة المناسبة تحت الشمس وفي الهواء الطلق ليمارسوا هواياتهم ويطوروا من مهاراتهم الرياضية، بعد أن ضاقت عليهم الأرض بما رحبت بفعل نهم وجشع أولئك المتسابقين على حطام هذه الدنيا الفانية وغرورها الزائل.

وانطلاقاً مما تقدم ذكره، ومن أجل المصلحة العامة ،وخير هذا الوطن بكافة أبنائه- صغاراً وكباراً ذكوراً وإناثاً - نتوجه بندائنا ومناشدتنا لأولي الأمر في السلطة التنفيذية- المركزية كانت أم المحلية- وعلى امتداد كل محافظات الجمهورية اليمنية، وبالأخص محافظة عدن، بحماية حقوق الأجيال في أن يجدوا لهم متنفساً تحت الشمس كي يمارسوا فيه بعض الفرح بعد أن سلبهم عشاق الكتل الإسمنتية والخرسانات الحديدية المسلحة، متعة مشاهدة الأفق ورونق الشروق والغروب عند نهايات قبة السماء الزرقاء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى