الفيلم المغربي "لعبة النار" يثير نقاشا حول اللغة والهوية العربية للمغرب

> تطوان «الأيام» رياض ابو عواد:

> اثار عرض الفيلم المغربي "لعبة الحب" لادريس شويكي ضمن فعاليات الدورة 13 لمهرجان تطوان لسينما البحر الابيض المتوسط نقاشا في الندوة التي تبعت عرضه حول اللغة والهوية العربية للمغرب. والفيلم الذي عرض مساء الثلاثاء استند في لغته الدرامية الى اللغة الفرنسية في الحوار المتبادل بين بطل الفيلم يونس مجري وبطلته امل عيوش خصوصا وان النص مأخوذ كما يؤكد كاتب السيناريو محمد عروس عن قصتين قصيرتين للكاتب التشيكي ميلان كونديرا.

وفجر النقاش الناقد المصري عادل عباس عندما سأل كاتب السيناريو "اين المغرب وهويته الوطنية عندما يقدم فيلم يستند بشكل اساسي الى الحوار باللغة الفرنسية خصوصا وان البطل الاساسي في الفيلم هو الحوار اكثر منه الصورة السينمائية". وتبعه عدد كبير من النقاد المغاربة في هذا التساؤل الذي اجاب عنه مؤلف السيناريو بانه "استند اساسا الى نص لكونديرا (بالفرنسية) وكان من الصعب تغيير اللغة فيها حتى لا يفقد المعاني عند تعريبها".

وهذا ادى الى طرح تساؤلات متعددة من قبل الحضور مثل "ما هي الرسالة التي يود المؤلف والمخرج ان يقولاها للجمهور وما هو الجمهور الذي اختاره المخرج وما هي اهتمامات الجمهور بهذا النوع من الافلام".

وبرر المخرج شويكي الموقف بقوله انه "استخدم الحوار باللغة الفرنسية لانها تكون اقل خدشا للحياء من اللغة المغربية الدارجة وكان لا بد من تقديمه بهذه اللغة خصوصا وان الفيلم يعالج مواضيع العلاقة الجسدية والنفسية بين زوجين ضمن اطار من المعالجة العميقة والفلسفية لعلاقة الرجل بالمرأة".والفيلم بشكل اساسي "موجه للجمهور ليطرح عليه التساؤلات وتستفزه لتثير الجدل وعلى المشاهد ان يستنتج الرسالة التي حملها الفيلم" كما يقول المخرج.

وفي سؤال لوكالة فرانس برس لمدير المهرجان احمد الحسني عن كيفية اختيار لجنة المشاهدة في المهرجان لهذا الفيلم الذي يمكن اعتباره فرنسيا لتمثيل المغرب في المسابقة الرسمية قال ان "ادارة المهرجان صوتت بالاجماع على اختيار الفيلم لحبنا جميعا لميلان كونديرا آخذين في الاعتبار موضوع اللغة".

واوضح ان "هناك كتابا كبارا مثل الطاهر بن جلون كتبوا ابداعاتهم باللغة الفرنسية ولكنهم عبروا عن الهوية الوطنية المغربية".وتابع "هذا الحوار حسم ضمن اطار ادارة المهرجان باعتبار ان الفيلم يناقش موضوعا مهما في علاقة الرجل مع المرأة وفي علاقة الانسان مع الجسد وهنا فإن اللغة تلعب فقط دور الوسيط رغم اهميتها كأحد ابرز العوامل في الهوية الوطنية".

ولم يكتف النقاد بإثارة هذه القضية على الفيلم بل تطرقوا الى الجوانب الفنية فالفيلم الذي يصور مناطق جميلة في المغرب من خلال رحلات رجل يعيش في سيارته يقوم بجولاته حول المغرب ويلتقي خلالها بامرأة يرتبط بها فيما بعد وفي مرحلة متقدمة من العمر يقومان معا باسترجاع وقائع حياتهما وتطور العلاقة بينهما في عملية من الكشف العميق لعلاقة الجسد بين الرجل والمرأة.

والفتاة التي يتعامل معها الرجل في البداية كعاهرة التقطها من احدى الطرق المعزولة تصبح المرأة التي تشاركه توافقا جسديا لم يتحقق لهما في حياتهما قبل لقائهما كما يبرز من الحوار. (ا.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى