بين محدث والحصون

> علي سالم اليزيدي:

>
علي سالم اليزيدي
علي سالم اليزيدي
عشق المكان وحضارته وشجاعة رجاله تدفع المؤرخين والشعراء إلى هذه المكانة في موقعها المناسب، المشقاص الطرف الشرقي والإقليم العظيم لحضرموت القديمة والحديثة وجنوب الجزيرة العربية بكل قبائله وتنوع الجغرافيا والبيئة، هناك الشجاعة وهناك الجبال الراسخات، هناك الحموم وهناك الحضارة والتمدن، هناك الجمال والعشق والشعر والبحر، وكل هذا جاء في صورة انتقلت من زمن إلى زمن.

وقال المحضارعاشقا للمشقاص مدى الزمن: بين محدث والحصون والحجي ذاك الزين أنا عادنا عيني بعين. وهي مناطق انتشر فيها هؤلاء القوم الذين اندفعوا بسفنهم يوما ما نحو سقطرى لطرد البرتغاليين جنبا إلى جنب مع إخوتهم الفرتكيين المهرة، وكانوا سادة البحار طوال عهد مضى.

هؤلاء المشقاصيون وكل من سكن لديهم كانوا النصرة الحقيقية التي لبت النداء التاريخي للدفاع عن عدن زمن الدولة الطاهرية، إنهم رجال أبو دجانة و القائد العسكري صالح الكلدي يوم التقت شجاعة الحموم وشهامة يافع ونداء عدن، وسارت السفن محملة بالرجال وقد أثارهذا حفيظة البرتغاليين إلى جانب ما يفعله المشقاص المقاوم بسفنهم في بحر العرب منذ أيام أبوطويرق إلى آل بن حريش، وهؤلاء القوم تدفقوا على الشحر في واقعة تاريخية عظيمة سجلوها بالدم والفداء، إنها معارك الشهداء السبعة والنجدة المشقاصية التي أرغمت البرتغاليين ببسالة لا توصف على مغادرة الشحر التي وصلوها لينتقموا من المشقاص يوم ضربوا حصارا على الموانئ من سيحوت إلى الحامي.

وفي عدد سابق لـ «الأيام» 30 أبريل 2003م تحت عنوان (الديمقراطية الحضرمية في ظاهرة انتخابية) أثناء الانتخابات النيابية، قلت في مقالة إن هناك حوالي أربع دوائر حظيت الشخصيات المرشحة فيها بالإجماع من واقع مزاج الناس قبل أن تدخل الاقتراع، وهي الدوائر (140-146-156-157) ونالت ترحابا شعبيا كل الوجوه لهذه الدوائر ونالت النجاح الباهر بل قيل لنا إن المنافسين باركوا وإنما استكملوا اللعبة فقط، وحتى نأتي إلى سيرة الحب والامتداد للريدة وقصيعر ومحدث والحصون، وكل هذا القاع الزين في المشقاص المتحد يوم نجح النائب عوض سعد السقطري عضو مجلس النواب، المهندس خبير القوى الكهربائية الشاب ابن المشقاص الصياد، التف حوله نصف سكان المشقاص ليدخلوه بوابة صنعاء مبعوثا لهم ورسولا يقدم الصدق أولا، ومن نجاح عوض سعد هناك من خارج التشكيل القبلي والجبال الشوامخ عبر هؤلاء القوم والمكان والتاريخ عن مسألتين أساسيتين هنا، البداية هي الحضارة والمروءة، والثانية التمدن العريق داخل القبيلة المستنيرة التي أقامت الدول وكتبت أدبياتها جيلا بعد جيل.

وحين أجمعوا على عوض السقطري ذلك النهار ما بين محدث والحصون جسدوا أيضا هدف رسالتهم التي لا تنتهي عند حدود الزمن لأنهم أهل الحضارة والمدنية وأصحاب الشروق حيث تصعد الشمس، وكيف نجحت هذه المعادلة! فإننا قد لا ننصف هذا السقطري بما يفعله لأهله في المشقاص، كل بيت وقرية وحسن العلاقة والكد وفاءً لوعده وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم... وقالوا ما تقفلت سيحوت لا تقفل البندر... وهي قصة حضارة معاصرة وقديمة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى