فشافش يعرف كل الكشاكش

> سعيد عولقي:

>
سعيد عولقي
سعيد عولقي
واحد صاحبنا من أصحاب القالا قُلتي تعجبه الهدرة الكثيرة الفارغة في أغلبها وهي من النوع اللي لا يودي ولا يجيب ومالوش لزوم من الأصل .. لكنه بس فنان في طرح المواضيع بطريقة جذابة وكذابة وفيه قليل من ذاك الطبع اللي يقولوا عليه انه «فشفشي يعرف كل شيء»، لكن مشكلته أنك سرعان ما تكتشف كذبه.. أو أنك غالبا لا تعول به ولا على كلامه بس بعض الناس المساكين من أصحابنا وغير أصحابنا أحيانا يوقعوا في كلامه ويجزع عليهم كذبه .. المشكلة يا ناس انه هذا الرجال مالوش هدف ولا مصلحة في طبع القالا قلتي هذا إلا تجزيع الوقت بلا فائدة.. واحد من أصحاب الجسّة حقنا - أو بل نقول في الواقع أكثر من واحد بمن فيهم أنا - وقع في حبائل أكاذيبه وما بانذكرش الأسامي هذه المرة حفاظا على المشاعر يعني منشان ما نجرحش مشاعر أحد من أصحاب الجسّة مثلما حافظنا على سرية اسم صاحبنا الفشفشي حتى لا نجرح شعوره.. هذا إذا كان عنده شعور.. مرة أيام الارتفاع الكبير في زيادة سعر الزميطا التي هي الطماطة جزع وجلس عندنا قليل وقال من جيز ما قال من كلاليم - جمع كلام - انه حصل طماطه بنص السعر اللي نعرفه ومعروض ويعرفوه كل الناس وأنه اشترى كذا كيلو ووداهم البيت قبل ما يجي الى عندنا . هيا واحد من أصحاب الجسة انسحب على السكتة بدون ما يقول أي كلام.. مالك يا فلان قال: لا، بس معي شغلة با أنزل قليل الى تحت وبا أرجع .. هيا الله معك..

ومشى الكلام واستمر صاحبنا الفشفشي يتنقل من موضوع إلى موضوع فقال فيما قال: يا جماعة اليوم استوى خبيط الخبيط في صنعاء ويقول لك إنه اقتتلوا خمسة وجرحوا ثمانية نقلوهم المستشفى».. واحد من الجالسين يشتي يتأكد قال له مستفحصا:«خاف تقصد انه ذا الكلام وقع في صعدة مش في صنعاء.. يعني من جيز الخبيط اللي ماشي في صعدة؟» قال صاحبنا:«أقول لك في صنعاء وعادنا شفت ذا الكلام في التلفزيون ذلحين لما طلعت البيت أودي الطماطة وبالأمارة كان الكلام مكتوب بالخط اللي يجي تحت الصورة..» سأل واحد: مله ما جابوش تفاصيل هذا الحادث اللي تقول عليه في صنعاء؟ قال صاحبنا: «لا والله هذا هو الكلام اللي قريته وقلته لكم لأننا ما اتأخرتش في البيت كثير.. بس بيزما طرحت الطماطم وشربت قارورة مي ونزلت».

قال له واحد لكيع من أصحابنا هو عميد الجسّة حسن فرور اللي لا يسري علي اسمه الحظر.. قال له: «مله بدل المي كنت باتشرب بينتو (يقصد فيمتو) منشان تتأخر وتقدر تعرف تفاصيل أكثر تهب لنا من خبابيرها!».

وصل الشخص اللي قال با ينزل إلى تحت منشان غرض واستقام قدام صاحبنا وقال له بصوت عال: «ياكذاب واحد تقول لي الطماط ابتاع بنص القيمة وهو سعره واحدي زي اللي هنا؟ عذبتنا مشوار على الفاضي؟ قال صاحبنا ببرود: «إذا عجبك اشتري ما عجبك خلي ليش الزعل؟ هذي حاجة ما تزعلش مالكم يا جماعة؟؟».

وصل الآن واحد من أصحابنا أصحاب الجسة فسألناه سمعت شيء في التلفزيون عن حاجة وقعت في صنعاء؟ قال: لا. قلنا له: طيب قريت شيء عن صنعاء في الشريط حق الأخبار اللي يجي مكتوب تحت الصورة؟ قال: برضه لا.. ولا في أي خبر عن صنعاء لا مكتوب ولا منطوق.. جلس الوافد ورجع بعد جلوسه واحد كان قد قام قبل قليل يتصل تليفون حسب ما شرح لنا بأهله في صنعاء فأكدوا له انه مافيش لهذا الخبر صحة لا من باب ولا من طريق.. وهدأنا واطمأنت النفوس وسكتنا والتفتنا صامتين نحو صاحبنا الفشافش اللي يعرف كل الكشاكش، يعني الفشفشي اللي يعرف كل شيء.. وطال الصمت.. والصمت إذا طال كثير مش تمام لأنه بعدين يمكن أن يتحول إلى حركة باتجاه صاحبنا ناقل الأخبار المفشفشة.

قال صاحبنا خوفا من طول الصمت لغير صالحه: «اليوم يا جماعة الصيد يقولوا لك مجدّل جدّال بصيرة وبرخص التراب.. أنا ما قد سمعت أنه قد رخص إلى هذا السعر.. كيف تشوفوا؟.. نقول بسم الله.. نهب قفزة إلى هناك نشتري؟ وأنا معي معاريف هناك بايدلونا على الصيد المليح؟ هيا.. قمنا؟» نحنا برضه مانتوبش أبدا من تجارب الحياة.. اشتلينا كلنا إلى السيارات وسوينا زفة إلى صيرة بناء على معلومات صاحبنا وصداقاته المزعومة هناك.. ووصلنا إلى صيرة.. وهناك بس نحنا أول ما لفت نظرنا منظر البؤس والبوار والمفارش المُبسِّرة اللي تدل على سوء الأحوال السمكية.. فهمنا.. وطبعا لما سألنا على الأنواع حق الأسماك عرفنا أنها من أسوأ الأنواع.. ولما سألنا عن الأسعار وجدنا أنها أغلى الأسعار التي وصلت إليها الأسماك (في ذلك اليوم) طوال تاريخها العتيد.. وطبعا في هذه الحالة لا بد ما نفكر في حاجة ننتقم بها من صاحبنا الفشفشي.. نحنا على كل حال مانشتيش نميّته.. كل ما في الأمر إننا ركبنا البوابير وتركناه هناك .. في صيرة!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى