في الذكرى المئوية لميلاد رائد التجديد في الأغنية الحضرمية .. سلطان العشاق وعاشق الدان.. حداد بن حسن الكاف

> رياض عوض باشراحيل:

>
رياض عوض باشراحيل
رياض عوض باشراحيل
العظماء لا يرحلون.. حقيقة عرفتها الأمم على مر العصور وأثبتها التاريخ، ذلك لأن العظماء أحياء في ذاكرة الشعوب وسيظلون كذلك لأنهم هداة الطريق ومصابيحها، والأعلام والرموز الخالدة التي تستنير بهم الأمم ويصنعون تاريخها في شتى مجالات الحياة للإفادة من الماضي وبناء الحاضر واستشراف المستقبل.

وفي هذا اليوم 16 ربيع الأول1428هـ تمر بنا الذكرى (39) لرحيل عاشق الدان وسلطان العشاق ورائد التجديد في الأغنية الحضرمية واليمنية الشاعر الكبير حداد بن حسن الكاف، الذي غادر دنيانا في هذا التاريخ من العام 1389هـ وكان ميلاده في العام 1327هـ وبهذا يحق لنا في الذكرى المئوية لميلاده أن نتذكر هذا الفنان الكبير، والشاعر الغزير، والرائد الذي نفخ في شرايين فن الدان الحضرمي من روحه فأقاله من عثرته، ومنحه الحياة والنمو والتطور، كما جدد أيضاً بطاقاته المبدعة وعبقريته الفنية أغنيته الحضرمية، وأمدها بأسباب الحياة ومقـومات البقاء والازدهـار والخلود.

لقد تجسدت كل القيم والمعاني العظيمة وملامح الشموخ في شخصية شاعرنا الرائد حداد بن حسن ، يحيط به إهاب العلماء وتواضعهم، وتشع من وجهه المضيء نسائم ينساب عطرها زاكيا مثلما ينساب فنه بسحره الأخاذ وعبقه الآسر من ملكاته الإبداعية والإنسانية، إنه الرمز والقائد والمعلم والقدوة الذي عاش بحبه للإنسان والوطن، وبحب تلاميذه ومريديه وكل الناس لشخصه الفـريد وعبقريـته المتجـددة.

بين حداد بن حسن والمحضار

ولا شك أن كل شخصية عظيمة لا تحمل في حياتها قصة نفسها فقط، وإنما تحمل قصة البيئة والمجتمع الذي خرجت منه هذه الشخصية والعصر الذي عاشت فيه لذلك فإن حداد بن حسن قد رأينا فـيه نحن تلاميذه وأبناء وطنه نموذجاً إنسانياً نقياً عاش في قلوبنا كمـثل أعلى في الفن والأخلاق والوطنية، وفي ضوء ذلك فإن قصة حياته وتراثه هي قصة بيئته الحضرمية ومجتمعه وخصائص شعبه اليمني والغناء له وإحياء فنه وقصة الزمن الذي عاش فيه هذا الرائد.

سألت ذات مرة الشاعر الكبير حسين أبوبكر المحضار عن رأيه في أفضل بيت شعري في الشعر الغنائي الحضرمي فأجاب دون تردد وطول تفكير قائلاً:

بيت حداد بن حسن الذي قال فيه:

لا حل للولف يوم الولف له علقة

قد خالط الدم بالأعظام

وله محبة عنية مهلكة غلقة

ولّت بحسّي

ورجعت من غير حس نمشي كما المغروم يا رب سالك تخلي سرّنا مكتوم

وحول جمال هذا البيت وشاهد روعته قال المحضار: من يستطيع من الشعراء أن يقول عن الحب أنه قد خالط الدم بالعظام؟!! وكيف يختلط الدم بالعظم؟!! هنا يكمن الإبداع وهنا تتجلى روعة هذا البيت في الصورة الرائعة التي مزج فيها حداد الدم بالعظام إنه خيال عظيم لا يظهر إلا عند العظماء من الشعراء.

واستطردت في الحديث مع المحضار حول حداد بن حسين الكاف استطـراد التـلميذ الراغب في استزادة المعرفة والفهم من أستاذه عن الرائد حداد والنهل من هذا المورد العذب للحصول على المزيد من أخباره وأفكاره وأسراره، وبعد أن حدثني المحضار عن رحلته إلى تريم ولقائه الوحيد بحداد بن حسن، سألته عن رأي حداد في شعره وهل لفتت انتباهه قصيدة ما.. قال المحضار:

أجل، لقد أخبرني في ذلك اللقاء الذي جمعنا عن ارتياحه لقصائدي واستحسانه لشعري، وكان آخر ما نما إلى أذنه من قصائدي أغنية (رق شرب الهناء من كأس بلور) وكانت من آخر ما كتبت حينها في منتصف الستينات وحينذاك قال لي حداد: عليك أن تقول ما تريد عن أثر الحب في شخصية المحضار دون وجل أو حرج بعد الآن خاصة بعد أن قلت بيتك المعروف:

وأدمى جراحى

وعطل على كل النواحي

وخلا الجسد ظاهره صاحي

وباطنه مضرور

رق شرب الهناء من كأس بلور

وكان يرى موطن روعة البيت في قوليز«وخلا الجسد ظاهره صاحي وباطنه مضرور» ويعتبره مبرراً قوياً للشكوى من الحب وأضراره وآلامه ومتاعبه التي يسببها ولكنه لا تظهر على الملامح الجسدية وهيئة الشاكي أو العاشق الولهان.

والشاعران الكبيران حداد بن حسن الكاف وحسين أبوبكر المحضار من خلال رأي كل منهما في شعـر الآخر إنمـا يعبران بصدق عن ذائقة نقدية رفيعة، وإحساس فني لا يخطئ الهدف، وخصائص عظيمة مشتركة، كما يعبران عن قيم المجتمع الحضرمي وصفاته العُلا وأخلاقه السامية، التي تبرز في طليعتها قيم التواضع، والحب الصادق، والإيثار، والاعتراف بالفضل لأهل الفضل، وهذه لعمري هي شيم الكبار والأعلام التي كم تذكرنا اليوم بمن ينظمون قصائد غنائية ركيكة وقد رسخ في أنفسهم أنهم إنما ينافسون بها الكبار ويزاحمون الرواد، وأنهم لا يدينون بالفضل ولا يعترفون بالجميل لأحد لأن جهودهم وحدها هي التي أوصلتهم إلى ما وصلوا إليه. فهم بهذا الغرور والوهم والعقوق يظنون أنهم يرتفعون ويبنون لأنفسهم مكانة بين الكواكب والنجوم، بينما هم ينخفضون في عيون الناس ويهوون إلى السفح. فهؤلاء هم في أشد الحاجة لأن يتعلموا من تاريخهم القيم والمثل الإنسانية الرفيعة، فالغرور هو مقبرة المبدعين، بينما التواضع والبساطة والفطرة والاعتراف بالفضل والحب والإيثار الذي يشع في سلوك وشخصيات حداد بن حسن والمحضار وأضرابهما من صفات الرموز والعظماء.

الصدق الفني وفن الدان

ومن الواضح أن هناك حبلاً سرياً يربط بين البيتين للشاعرين الكبيرين جمعهما على بساط الشعر الحقيقي والإبداع الفني الشامخ، ذلك هو الصدق الفني. وهذا الصدق لا نقصد به التدقيق والسهولة أو مطابقة الواقع، ولكن الصدق في الفن يتحقق إذا عبر العمل الفني عن عاطفة المتلقي وانفعاله وانبثق من معاناته الشخصية والفكرية والعاطفية، ونطق بمشاعره التي لا يستطيع النطق بها فما يخرج من القلب فإنه يصل إلى القلب فيشعر المتلقي بما شعر به المبدع وينفعل به، ولا يتم هذا إلا بالخيال أو الصور الفنية الرائعة.

كما أن الصدق في الشعر يستلزم أيضاً النظر إلى مقومات الشعر من إيقاع وموسيقى ولغة مميزة مكثفة، وفي ضوء ذلك فإننا لا نخطئ النظر إلى شواهد الصدق الفني والإحساس بالسمو والرحابة وعمق التجربة الشعرية عند حداد بن حسن الكاف من خلال إبداعه.. قال الشاعر:

يقول بن هاشم بكت الأعيان دم واحتن قلبي

من فرق محبوبي بقى محنون

بيت كما المجنون هايم لي ليالي سير وأصبي

الخصم يرثى لي من خلاف المحبين

صيحت في صيحت ماحصلت لي واحد ملبي

غريب من بلدتي في سيئون

لكننا قابض بقبضه في كريم الوجه ربي

لاعند محبوبي يودينا في الحين

إن لغة شاعرنا الكبير كما تظهر في شواهـده الشعـرية ليس فيها من التصـنع أو التباهي أو الغرابة أو التعابير المستوردة، ولكن فيها من الصدق والوضوح وإشراقات الطبع وفيـها من البساطة والسـمو والجـمال الطبيعي الذي لا يقتضي جهداً من أجل التعامل معه، وهي مأخوذه من البيئة ومستمدة من الواقع المعاش في حضرموت، ولا عجب فقد عرف عن اللهجة الحضرمية وانغماس جذورها في الفصحى إضافة إلى ثقافة الشاعر اللغـوية والفقهية والدينية مما عكس تلك الثقـافة في شعره، فما أن تدخل عالمه الشعري حتى تصبح مأخوذا وربما أسيراً بهذا العالم، وهذا ما يفسر سهولة حفظ شعره وتردده على ألسنة الناس.

أمير الشعراء أحمد شوقي وكذلك إبراهيم ناجي والشابي وغيرهم من رواد الرومانسية في الشعر العربي عندما اصطدموا بواقع مرير ومظاهر زائفة في حياتهم لجأوا إلى الطبيعة يبثونها شكواهم وآلامهم ومعاناتهم في الحياة، أما حداد بن حسن الكاف وهو الرائد الأول لفن الدان الحضرمي فإنه يلجأ في مواجهة الواقع المأزوم إلى فن الدان الجميل، فهو مأواه الروحي للخلاص من هموم الحياة التي تحاصره وأدرانها وأتعابها، لأن الدان في وجدانه يحيي القلب والروح من شراك الفناء والموت.. اسمع حداد بن حسن وهو ينسنس مغنياً:

نسنسوا بالدان وأحيونا

عندكم من مات حد تحيون

ضيفكم والضيف واجب تكرمونا

خلع راشد فيه لي مطلوب

إن حصل والا كفى ولعاد بازور

أو قوله في قصيدة أخرى:

شل صوتك واحكم المغنى

واحتكم للدان ولحونه

يومنا عاشق ولي معنى

فنّد الصوت لي مازان

من زمن شف للغناء مبنى

عاد له نغمات موزونه

من يحب الدان يتعنى

له قواعد وله ميزان

وتتجلى عند شاعرنا ظاهرة مزج مشاعر الحب والعشق بفن الدان الحضرمي ولا بدع فالدان هو الفن الذي تبنى حداد بن حسن الدعوة إليه واحتضانه وتمجيده، وهو النغم العذب الذي يسكن الوجدان، وهو الإحساس الجميل الذي يعاند به القبح، وهو الطرب وسلوى العاشقين وفرحهم، وهو ميدان هذا الفارس وساحته الفنية التي يبث فيها أحاسيسه ولواعج قلبه، ويصور فيها معانيه وأفكاره .. قال شاعرنا:

في الدان يا اهل الهوى مسلاه

دايم على قلبه العاشق مسلّي

ولعاد يفكر قفا دنياه

فنّة صوات الغناء الله يسليه

يا فرحة القلب لا شفناه

حلو النظر لي به الحبان مبلي

والا على بسط جالسناه

صوته بصوت الربابة بانخاويه

جميل جداً قوله «صوته بصوت الربابه بانخاويه». إن هذه المخاواة بين صوت المحبوبة وصوت الربابة في ساحة الدان هي وتر عذب ونغم مطرب، إنه هزة عنيفة ورقيقة في آن معاً تهز وجداننا وتفتح مغاليق قلوبنا وتجعلنا نهز رؤوسنا نشوة وطرباً من خلال هذا اللحن، مترحمين على هذا المبدع الكبير قائلين:«الله الله يا حداد.. يرحمك الله أيها العبقري».

أخلاق وقيم الحضارمة في شعره

وحداد بن حسن وهو ينخرط في قضايا عصره ويؤرخ له لم يقدم أي تنازل من الناحية الفنية ،بل أتقن أداء شروط فنه الشعري وأسس لبعض التقاليد الفنية التي تعلي من شأن فن الدان في المجالس التي جمعته بشعراء عصره، ولأنه شاعر فذ فقد طوع الشعر لكي يستجيب للقضايا التي تصدى لها في زمنه.

ففي ليلة وصول توأمه الفني عاشور أمان إلى سيئون وبعد فراق مرير تجرع كأسه شاعرنا واعتصر قلبه ومشاعره، فراق في حقيقته لم يدم أكثر من خمس ليال عن مدينته الغناء تريم، لم يهتم شاعرنا بالسؤال عن أحوال أهله وأقاربه ومن عرفهم فحسب ليخفف عن نفسه آلام الشعور بالفـراق والغربة والحزن، ولكنه كان ينشد بوعي عن أخبار البلاد والعباد ويسأل عن كل الناس في وطنه في المقام الأول ثم عن أحبابه وأصحابه في المقام الثاني، في مشهد وطني وإنساني أصيل ينم عن تمسكه بمجتمعه وحبه لكل الناس، فأنشد حداد بن حسـن مترنماً ومتـسائلاً:

بسألك يا عاشور عن حال البلد

وأخبار غنانا وكيف الناس والبلده

بالله خابر عاد حد من بعد حد

أو عادهم في ذكر حداد

كل من المغرب على فرشه رقد

وانا ليالي خمس طرفي ما هني رقده

بيت كما مولى المطاحن والرمد

ومن الكدر من ماد لا ماد

كثر المشقة تورث القلب النكد

والقلب أيش يجبره لا قد حالته نكده

وان تمت الا هكذا الحالة نكد

ماشي صفا بعد التنكّاد

ألا ترى أن الشاعر يصور ما يرى، وأنه بهذا التصوير يبرهن بالأدلة القاطعة على عمق الإحساس بالانتماء، وشدة الإخلاص للبيئة؟ وشعر حداد بن حسن الكاف يكتسب أهميته من قوة صياغته وغنى تجربته وتعبيره، ومن خصائص فنه، ومن تلك الخصائص نصاعة قصيدته الغنائية واحتوائها على كل ما هو راق من الأخلاق العالية والمثل الطيبة والوصف الذي لا يتجاوز حدود اللياقة الاجتماعية للمجتمع الحضرمي آنذاك.

وجاءت تجربة الحب والعشق عند شاعرنا لتمنح شعره دفقاً لا ينقطع وطاقة لا تنفد وكانت قصائده بمثابة سجل يومي لعواطفه، فقد كتب شاعرنا في الشوق والحنين واللقاء والوصال والوداع والذكريات، وصاغ ألحاناً عذبة في نشوة الظفر بامتلاك المحبوب روحاً لا جسداً وفي الحب باعتباره مبدأ سامياً شريفاً لا دافعاً حسياً أو نزوة عابرة، هذا اللون من العشق الصوفي والحب النقي يكتسب حقوقاً ومكانة ترتفع فوق التقاليد الاجتماعية:

مابغاها بطولة يد باها شرية

بالطلب باتمنيها بتركة وفيه

لوتبا قصر في عيديد مدرج ببستان

بن حسن قال ذي اليومين حس ضيق بيه

لا تذكرت في الغناء المدينة صبية

ماخلف مثلها لو طفت في حور لعيان

في علا قصر عنقه باللحون الشهية

ضيعت قلبي الزاكي بنغمة شجية

لا ربابه تشابهها ولا نوب حنان

هي تغني وأنا عد النجوم الزهية

تبكي العين دم والقلب ناره قوية

قطعت قلبي الحبان بأنغام والحان

بايطيب اللقاء ما بين عاشق وحبان

ولعل ارتباط شاعرنا الوثيق بفن الدان إنما كان يعبر به عن ارتباطه بالشعر الغنائي الحضرمي فسجل في حياته انتصاراً للفن والجمال والتسامح والخير والصداقة والحب الذي ملأ قلبه ودفعه إلى العمل المستمر بإيمان لإعلاء شأن المعاني والمثل والقيم الإنسانية النبيلة من خلال فنه.. ها هو شاعرنا يمجّد الوفاء والجود وأهل الشروع الطويلة وأرباب الجميل في قوله:

حيا ليالي جميلة مرت بسفح الجبل

مثناة سفح الطويلة ما بين أرباب الجميل

أهل الشروع الطويلة وأهل الوفاء والجود من سابق دويل
وينفر من الكذب والغش والحيل والالتفاف على الصحبة النبيلة فيقول:

إن جيت بوخذك حيلة مانا من أهل الحيل

ماحد يغالط عميله الا المسفل والرذيل

باصبر شروعي طويلة وباتبلغ فيك بالشرع الطويل

هذا غيض من فيض وقطرة من بحر شواهد الصـدق الفني والإبـداع الأصيل لـدى الشاعر الفنان حداد بن حسن الكاف، هذا الصدق الذي يجعلنا نتمثل عواطف الشاعر فنحس أنما هي عواطفنا وتجاربنا الخاصة في حياتنا.

والشاعر إنما انطق مشاعرنا ودواخلنا بما لا نستطيع البوح به مما جعلنا نقبل على فن هذا الرائد بشغف، ونردد قصائده وأغنياته بعشق، لأنها المرجعية والأصل لفننا وتراثنا الغنائي والتجربة العبقرية التي عبرت عن أصالة أمتنا.

وفي الذكرى المئوية لميلاد شاعرنا الكبير ورائد فننا الغنائي يحق لنا أن نحتفي بهذه الذكرى، وأن تلهج السنتنا بذكره وذكر مآثره ومحامده وجهـوده العظيمة في إبداعه، فقد كان حداد بن حسن مفكراً وفقيها وشاعراً وفناناً وصاحب رسالة وثقافة وطنية فريـدة، وهـو المعـلم والقدوة والـرائد والعبقرية التي أثرت تراثنا الغنائي وامتدت جسراً عبر عليه الشعر الغنائي الحضرمي من التقليد إلى التجديد وأمدته بقوة الإبداع وشموخ الفن وسمو والتطور والخلود.

رحم الله حداد بن حسن الكاف الذي سيظل علماً شامخاً من أعلام فننا الغنائي في وطننا اليمني كله بل وفي جزيرة العرب، ومثلا سامياً تتطلع إليه وتتشوق لإنجازاته الفنية الأجيال المتعاقبة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى