في ذكرى ميلاده الـ 88 (4 أبريل 1919 - 4 أبريل 2007م) .. عميد «الأيام» محمد علي باشراحيل وخبرة تراكم العمل المؤسسي

> نجيب محمد يابلي:

> حي العيدروس والرابع من أبريل 1919م:كتب الراحل الكبير حسين سالم باصديق «وجبل العيدروس منطقة واسعة تقع في الجزء الجنوبي الغربي من مدينة كريتر بعدن وهي منطقة تقطع جزءا واسعا من جبل شمسان الأشم الذي يقبع في سفحه جامع العيدروس لصاحبه ولي الله الصالح العلامة العيدروس (العدني) وهو عالم ديني كبير وأديب وشاعر معروف». يضيف باصديق:«بهذا التوسع الكبير لجبل العيدروس تكون هناك أربع مناطق سكنية تتواصل مع مدينة كريتر، فربما هي ضواحي للمدينة أو قرى حواليها، وبأي تسمية تكون فهي تشكل جزءا هاما من المدينة وفيها عدد كبير من رجالات المدينة وزعمائها وعلمائها وأدبائها على اختلاف مشاربهم وهذه المناطق المتنامية هي:قرية العيدروس (جنوبا من الجامع) وشعب العيدروس (غربا) والعماصير (تحت الجبل مباشرة) والبوميس (شمالا). (مجلة «الحياة» العدنية العدد (11) السنة الثانية - يونيو 1993م ص 22-23).

محمد علي عبدالله عمر باشراحيل من مواليد حي العيدروس الكريتري العريق في يوم الجمعة الموافق 4 أبريل 1919م وفي ذلك الحي نشأ وتلقى أبجدياته من القراءة والكتابة والقرآن في كتاتيبها والتحق بعد ذلك بمدرسة البعثة الدنماركية التبشيرية وجدير بالذكر أن جل قامات هذه المدينة وضواحيها تلقوا تعليمهم في مدارس البعثات التبشيرية وارتبط اسم البعثة الدنماركية بواحدة من أعظم مكتبات عدن وهي:

Danish Mission Book Shop

الجرعة الأولى من تعاطي العمل المؤسسي
التحق محمد علي باشراحيل بشركة البرق واللاسلكي كمتدرب على آلة المورس عام 1935م حيث بدأت الحركة البرقية الفعلية في عدن عام 1870م عندما امتد كيبل تلغرافي بحري يربط بين أوروبا والهند بواسطة مدينة عدن. (راجع «الأيام» 22 يوليو 2003م متحف اليمن للاتصالات - إنجاز تاريخي وحضاري صانعه ياسين الهلالي).

عمل باشراحيل في تلك المؤسسة العريقة من خلال نظام إداري وفني مؤسسي، وتشير وثائق الشركة المذكورة (مرجع سابق) إلى رسالة رفعها مدير الشركة إلى مدير الإدارة بلندن بتاريخ 19 مارس 1957م واقتطع المدير جزءا كبيرا من رسالة باشراحيل التي حملت قراره بالإنهاء الفوري لمصالحه في الشركة وأن توافق الشركة تبعا لذلك على دفع مساهماته مضافا إليها الفوائد، وهناك وثيقة أخرى مؤرخة 8 أبريل 1957م تضمنت موافقة الشركة على قبول استقالته ليكون العميد بذلك قد تعامل مؤسسيا مع الشركة العريقة مدة 22 عاما.

الجرعة الثانية من تعاطي العمل المؤسسي:
أعلن عن تأسيس نادي الإصلاح العربي بمدينة التواهي عام 1929م كمنبر من منابر المجتمع المدني ضم صفوة المجتمع وأدى رسالة تنويرية اجتماعية وثقافية وسياسية متميزة من خلال هيئة إدارية منتخبة ونظام داخلي يحدد الوظائف والمهام والصلاحيات وقد تعاقب على رئاسة النادي الأفاضل التالية أسماؤهم:

السيد عبده غانم 1929-1946م

عبدالرحمن جرجرة 1946-1948م

محمد علي باشراحيل 1948-1952م

محمد علي الأسودي 1952-1953م

السيد محمد عبده غانم 1953 وما بعدها

الجرعة الثالثة من تعاطي العمل المؤسسي:
تكرر شهر أبريل في ثلاث محطات من حياة العميد محمد علي باشراحيل فهو شهر ولادته وشهر قبول استقالته من شركة البرق واللاسلكي وشهر انعقاد المؤتمر التأسيسي (الأول) لحزب الرابطة الذي عقد في أبريل 1951م بمقر نادي الإصلاح العربي بمدينة التواهي أثناء فترة رئاسته للنادي وكان رحمه الله نائب رئيس حزب الرابطة مع رعيل العمالقة السيد محمد علي الجفري وشيخان الحبشي وسالم الصافي وأحمد عبده حمزة ورشيد الحريري وآخرين.

تعامل العميد باشراحيل مع تلك الصفوة بنظام مؤسسي تحكمه وثائق تنظيمية منها النظام الداخلي ووثائق المؤتمرات: الأول (1951) والثاني (1952) والثالث (1953) والرابع (1954) والخامس (1955) والسادس (1957).

الجرعة الرابعة من تعاطي العمل المؤسسي:
خبر العميد محمد علي باشراحيل العمل المؤسسي من خلال مجالس منتخبة حيث فاز في انتخابات المجلس البلدي (أرقى بكثير من المجالس المحلية حاليا) في دورتين انتخابيتين خلال الفترة52-1958 كما فاز في انتخابات المجلس التشريعي خلال الفترة 54-1959م وكان لكل من المجلسين مهام ووظائف يحددها القانون وقد تعامل العميد باشراحيل وسائر الأعضاء في المجلسين على نحو مؤسسي بروح النظام والقانون.

الجرعة الخامسة من تعاطي العمل المؤسسي:
ارتبط العميد محمد علي باشراحيل بأعرق مؤسسة تعليمية ألا وهي مدرسة بازرعة الخيرية الإسلامية التي أسسها الطيب الذكر الشيخ محمد عمر بازرعة عام 1912م والتي ضمت صفوة المدرسين والطلاب وهي المدرسة التي استوعبت مبكرا خلق الشخصية المتكاملة من خلال النشاطات الصفية واللاصفية بل وكانت المدرسة التي ارتبطت بالمطبعة التي أخرجت جريدة «الذكرى» للراحل الكبير الشيخ العلامة علي محمد صالح باحميش رحمه الله، وكان مديرا للمدرسة ورئيسا لتحرير تلك الجريدة وساعده في تلك المهمة سادة أفاضل منهم: مطهر الغرباني ومحمد سعيد الأصبحي، رحمهما الله والأستاذ عمر عوض بامطرف أمد الله بعمره ومتعه بالصحة.

تحدد ارتباط العميد باشراحيل بالمدرسة من خلال مجلس الأمناء للمدرسة من خلال نظام خاص بالمجلس، ومارس العميد مع زملائه أعضاء المجلس مهامهم وصلاحياتهم في إطار ذلك النظام وحققت العملية التعليمية والتربوية قفزات كمية ونوعية من خلال العمل بروح العمل المؤسسي وذلك في فترة الخمسينات والستينات من القرن الماضي.

الجرعة السادسة من تعاطي العمل المؤسسي:
طرق العميد محمد علي باشراحيل باب الصحافة بروح العمل المؤسسي فأصدر في بداية الأمر صحيفة ناطقة باللغتين العربية والإنجليزية وكان نصفها العربي يسمى «الرقيب» ونصفها الإنجليزي يسمى THE RECORDER وذلك في العام 1956م ثم أصدر صحيفته اليومية «الأيام» في يوم الخميس الموافق 7 أغسطس 1958م وظلت الـ RECORDER أسبوعية إلا أنه راعي المؤسسية في التعامل مع الأعراف الصحفية وتعددية الآراء والمنابر لذلك سلخ نفسه عن الانتماء الحزبي، ولذلك كانت «الأيام» منبرا للأقلام من المشارب السياسية والحزبية والفكرية كافة.تجلت المؤسسية في العمل الصحفي للعميد باشراحيل في مبدأ تقسيم العمل بدءا من سكرتير التحرير (أحمد عوض باوزير ولاحقا محمد حامد عولقي) وانتهاء بالسائق، وجعل من نفسه قدوة لفريق عمله سواء من حيث الالتزام بساعات الدوام أم من حيث العشق وإتقان العمل.

العميد باشراحيل وشريكة حياته سعيدة في لقاء الأحد:
القواسم المشتركة بين العميد محمد علي باشراحيل وشريكة حياته سعيدة محمد عمر الشيبة (جرجرة) عديدة ومنها أنه رحمه الله انتقل إلى جوار ربه صباح الأحد الموافق 21 فبراير 1993م فيما انتقلت السيدة الجليلة سعيدة (أم هشام وتمام) إلى جوار ربها مساء الأحد الموافق 11 ديسمبر 2006م.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى