المحافظ هلال.. وداعاً مع التحية

> د. يوسف سعيد أحمد:

> في واقع اليمن قليلون هم أولئك القادة مهما تفاوتت مناصبهم من يتركون بعد مغادرة مواقعهم ومسئولياتهم رائحة عطرة، وأثرا جميلا في نفوس الناس الذين عملوا معهم، ولأجلهم تعبيرا عما أنجزوه خلال وجودهم في مناصبهم، وفي هذا السياق فالأخ عبدالقادر علي هلال، المحافظ السابق لمحافظة حضرموت هو من أولئك الناس الذين يستحقون التحية والتقدير، فبالأمس وهو يغادر حضرموت إلى صنعاء لتسلُّم منصبه الجديد وزيرا للحكم المحلي كان وداعه عاطفيا ومؤثرا، ولكنه أكثر صدقا من أولئك الناس الذين ودعوه فالرجل عمل ومن موقعه الكثير لحضرموت وبدعم وتوجيه وتشجيع الأخ الرئيس.

لذلك فهو يستحق منا كلمة حق، ورغم تعدد أبعاد إنجازاته فأنا هنا سأقتصر فقط على تناول بعد واحد يستعرض بعض ملامح إنجازاته على صعيد جامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا، فقد أعطى الاخ المحافظ الجامعة اهتماما ورعاية منقطعة النظير من خلال اهتمامه بكل مدخلات التعليم الجامعي سواء على صعيد البنى التحتية للجامعة أو على مستوى أساتذة الجامعة وطلابها، وقد انطلق من ذلك من استيعاب شديد وفهم عميق للدور والمكانة التي تؤديها الجامعة في صنع المستقبل من خلال مخرجاتها وبحثها العلمي وما يمكن أن تقدمه الجامعة من دور في خدمة المجتمع، وهو دليل على فكره الرفيع ونظرته الاستشرافية فقد أمكن في عهده تأسيس علاقة تشاركية بين الجامعة والسلطة المحلية، وفي عهده أمكن إنجاز 70% من المدينة الجامعية الجديدة (بفلك) وتولت المحافظة إدخال الخدمات الداخلية للمدينة الجامعية، وهو الوحيد من بين المحافظين الذين وقعوا اتفاقية مع جامعة حضرموت تتولى بموجبها الجامعة تنفيذ العديد من الدراسات والمسوحات العلمية لعدد كبير من المشروعات، كما أنه أوكل لجامعة حضرموت إعداد دراسات التنمية لمديريات وادي حضرموت وهو الأمر الذي أنجزته الجامعة باقتدار وكان رهانه على الجامعة صائبا.

وفي السياق نفسه فقد حصل أساتذة الجامعة على تقدير واهتمام الأخ المحافظ فتعددت لقاءاته الدورية بهم ومناقشة همومهم ومشكلاتهم، ومن خلاله وبتوجيهات من الأخ الرئيس حصل كل عضو في هيئة التدريس على جهاز كمبيوتر محمول مع ملحقاته أعانهم على التواصل مع روح العصر ومنجزات الثورة العلمية، كما أنه بادر شخصيا بطلب إلى نقابة الهيئة التعليمية بالجامعة لتقديم مخطط هندسي لمبنى النادي الجامعي متعدد الأغراض، الذي ستتولى السلطة المحلية تنفيذه، وهو أيضا من بادر بطلب تقديم مخطط هندسي للجمعية السكنية للهيئة التعليمية لجامعة حضرموت، وقبل أسبوع من مغادرة حضرموت أهدى المحافظ جامعة حضرموت 200 جهاز عرض لتسهيل عرض محاضرات أساتذة الجامعة.

ومن جهة أخرى فقد ارتبط الأخ المحافظ بعلاقات حميمة ومميزة مع طلاب جامعة حضرموت وقدم لهم كل أشكال الدعم والتشجيع من خلال لقاءاته المتكررة معهم ومنحهم الجوائز والشهادات التقديرية المعنوية والعينية، لكل ذلك فإن (هلال) يستحق التحية والتقدير فقد كان وبحق أشبه ما يكون رئيسا فخريا لجامعة حضرموت إن جاز التعبير، وطبعا هذا لا ينتقص من دور ومكانة رئاسة جامعة حضرموت أو يقلل من شأنها.. فله ولها كل التحية والتقدير.

استاذ الاقتصاد المشارك - نائب عميد كلية العلوم الإدارية- جامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى