إما ربيع وثمر وإما حر وجمر

> علي عمر الهيج:

>
علي عمر الهيج
علي عمر الهيج
شغلونا كثيرا بالسياسة.. ما ان تشرق الشمس إلا وهذا الشعب الطيب ينام ويصحو على السياسة.. بددوا كل قضايانا ومطالبنا وسط ذلك الضجيج الهائل المرصع بالسياسة والسياسيين وبرامج الساسة والخطط السياسية والإصلاحات السياسية والاقتصادية.

الآن يفترض أن الزفة انتهت وتشكلت الحكومة وطالعناها في الأخبار ووكالات الأنباء والتلفزة والصحف وتناقل الشارع والناس أخبار هذا الوزير وذاك.. خبرته ومؤهله وتجاربه وسلوكه ونظافته... إلخ من المقاييس والمواصفات.الآن بيننا وبينهم عهد ووعد.. بيننا وبينهم نظرة وابتسامة وسلام وكلام وبرنامج عمل وموعد ولقاء مثمر.. فإما أن نعانق ونقطف الثمار، فتنشرح لهم صدورنا ونصفق لهم طويلا، وإما أن يصعقونا بمواسم للجفاف والكساد ليهل بيننا وبينهم موقف ولحظة عتاب فنقول لهم «يا عيباه خذلتمونا».. ماذا نستطيع أن نفعل أكثر من ذلك؟.. لا شيء سوى العتاب. بلادنا كبيرة وفقيرة، وجموع الناس يترقون لمعانقة الاستقرار منذ زمن طويل.. وهذا المطلب ليس مستحيلا لكنه عسير كونه يتطلب في أولوياته جهدا جبارا لمحاربة وخلخلة أباطرة الفساد الذين ينتشرون كالجراد فوق جدارن الوطن.. هؤلاء يتشكلون من رجال شُوس وحمران العيون وقبائل وعسكر وأصحاب مال ونفوذ وسماسرة قلما يركعون ويخضعون لقوانين الصلاح والإصلاح.

الوطن مليء بدوائر ومربعات ومثلثات وخطوط عوجاء وزوايا حادة وواسعة تعشعش بها أوكار فساد هائلة لا تبالي أبداً أن يستقيم الحال وتهدأ الأحوال.

هناك سوق شريرة وبورصة نشطة وأيادٍ تتسابق إلى الدولار واليورو والمارك والفرنك ثم المزيد من الدولار واليورو والمارك والفرنك ثم المزيد.. بدون نهاية وبدون أفق للشبع وبدون حد للقناعة.. الذي عنده آلاف يجري خلف المليون والذي عنده المليون يلهث خلف المليار.. ثم لا أثر في تلك النفوس لمبدأ أو قيمة أو أخلاق أو مثاليات.. هناك نفوس تحولت إلى غول يلتهم كل شيء، وتحجرت القلوب وضمرت العواطف، اختفى النبل وضاع الحب. التصدي لكل ذلك يتطلب تجذير وإنعاش سوق خيّرة وأنفس نظيفة زاهدة مجاهدة.. إما أن تؤدي القسم وتحمل الأمانة وتجعل برنامجها وضاء مسترشدا بقوله تعالى: {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} وإما فقد أغواها واستدرجها (إبليس) إلى غرفة واسعة ومبطنة بالجمر الملتهب وكل طوبة فيها تتوهج، ليقذف بها إلى أسفل سافلين حيث تجازى كل نفس بما عملت من الآثام ويرمى بها في الخزي الأكبر.نسأل الله أن يقينا وإياكم الخزي والآثام وأن يدخلنا وإياكم الفردوس العظيم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى