غاب المبدع الإعلامي فضل مطلق

> عبدالواحد عبدالله:

>
فضل مطلق
فضل مطلق
حققت القناة الثانية في عهده أفضل نسبة مشاهدة وشعبية بين المشاهدين على امتداد الوطن اليمني، وبعد أن غاب عنها تقلصت نسبة المشاهدين، ضعفت برامجها وتراجع إرسالها إلى تغطية 25% من مساحة الجمهوريه.

فبوفاته تطوى فترة مهمة من تاريخ تطور الصحافة التلفزيونية امتدت من 1990 حتى 1994، فبعد الوحدة اليمنية هيمنت الأجواء السياسية المرافقة لتلك الفترة وفرضت اللعبة الديمقراطية مناخا جديدا من العمل الصحافي لم تشهده البلاد من قبل.

من أسباب نجاحه التي تجعل ذكراه عطرة أنه كان يسهر على راحة المشاهدين والعاملين في القناة، يتابع مستوى أداء البرامج ويقوم بتنفيذها. إذ تزخر مكتبة التلفزيون بسلسلة من البرامج والاستطلاعات والأفلام الوثائقية التي قام بإعدادها وإخراجها.

ورافقت طيلة غيابه عن الوطن قبل وفاته أحاديث ذكريات يتناقلها الموظفون عنه وعن عمله. يقول مصورون في القناة بأنه كان ذا همة عالية أثناء مرافقتهم لمواقع التصوير في عدن والمحافظات. إذ كان يتحمس لاقتناص اللقطة المعبرة في أوقاتها المناسبة.

وساعده في التألق بعمله الإبداعي دراسته الإخراج السينمائي بموسكو فعكسه على أدائه في الحقل فأنتج دررا من المحبة والألق والنور الفكري.

ولعل كلمة الحق التي يجب أن تقال بحقه أنه استطاع أن يدير قناة تلفزيونية باقتدار في ظروف اشتد فيها هدير الأمواج.

مواقفه عموما تبعث على الارتياح في النفس حين تذكرها، فحينما كان يذهب إلى مؤسسة الإذاعة والتلفزيون بصنعاء يطالب بنفس طويل وصدر كبير تثبيت ميزانية القناة واستلامها كاملة دون انتقاص. وكان يلقى دائما ما يريد. واليوم مع غيابه يتذكره أقرانه في المؤسسة بمودة رافعين القبعة احتراما لروحه الحاضرة في وجداننا.

كان ولعه أن يتابع ما تعرضه القناة بروح الزمالة والأب المشجع، فإن وجد أمراً يستحق الإشادة ينزل من مكتبه بالطابق الرابع ليشكر العاملين.

وذات مرة قدم موظف مستجد (من دون راتب) ريبورتاجاً عن الذكرى الثالثة للوحدة اليمنية بين أوساط الطلبة في روسيا. فكافأه على صنيعه هذا بالتوظيف بمرتب كامل بعد تسعة أشهر من المساهمة.

قدم في حياته العديد من الأفلام الوثائقية أهمها فلمان وثائقيان عن العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 82، ونال بذلك جائزة مهرجان موسكو السينمائي الدولي لعام 1985 عن فيلمه «سحب غريبة فوق بيروت». وكان فيلم تخرجه بعنوان «جريمة بلا عقاب» وهو عن الاجتياح الإسرائيلي لبيروت عام 82م ومجازر صبرا وشاتيلا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى