> صنعاء «الأيام» بشرى العامري:

نظمت وزارة التربية والتعليم صباح أمس السبت احتفالا مركزيا بمناسبة يوم المعلم تحت شعار (التعليم مهنة ورسالة سامية والمعلم حجرالزاوية في إصلاح وتطوير العملية التعليمية) حيث تم خلاله تكريم عدد من المعلمين المبرزين في عموم المحافظات.

وفي الحفل تحدث د.عبدالسلام الجوفي، وزير التربية والتعليم عن التطورات التي شهدتها العملية التعليمية خلال السنوات القليلة الماضية، مشيرا إلى أنه في السنوات الماضية تم تدريب وتأهيل عشرات الآلاف من التربويون في جميع المراحل.

وقال الوزير إن هناك الكثير من الخطط والبرامج التدريبية التي تستهدف اكثر من 90 ألف معلم ومعلمة من حملة الثانوية العامة والدبلوم العام، بالإضافة إلى الدورات التدريبية التطويرية لمديري المدارس ووكلائهم حول مهام وواجبات مدير المدرسة وهيئتها الإدارية إلى جانب تنفيذ العديد من الدورات لمعلمي المواد التخصصية على مساحة الوطن.

ونوه بأن الوزارة في طريقها هذا العام إلى ربط التدريب بالترقية الوظيفية عبر التنسيق مع وزارتي المالية والخدمة المدنية والتأمينات كحافز معنوي بالاضافة إلى المصادقة على قرار مجلس الوزراء بربط الدرجة الوظيفية بالمدرسة حرصا على استقرار العملية التعليمية والتربوية كجزء من عملية الإصلاح المالي والإداري الذي تتبناه الحكومة.

وقال إذا كان اهتمام الوزارة بتحسين مستوى المعلم مهنيا يخدم العملية التعليمية بشكل مباشر فإن اهتمامها بتحسين مستواه المعيشي يدفعه إلى مزيد من الجهد والإبداع من خلال حصوله على امتيازات مالية كبيرة والتقدير الذي يحظى به المعلم لدى قيادة الوزارة وواجبها نحوه قد تجسد في استراتيجية الأجور والمرتبات وماتضمنه من بدلات وحوافز مالية متوجة بمنح المعلمين بدل طبيعة عمل كاملة.

إلى ذلك القيت خلال الحفل رسالة وجهها الأخ د.علي محمد مجور، رئيس الوزراء إلى المعلمين والمعلمات خاطبهم فيها بقوله: «إن رسالتكم تتعدى تعليم الابناء إلى غرس القيم والاتجاهات وتكوين الفرد المبدع والانسان السوي وعلى عاتقكم تقع مسئولية تحصين الاجيال من التفسخ والانحلال والتطرف الذي أورد الامم موارد الهلاك وعليكم ان تجعلوا من المدرسة صرحا حضاريا ومركز اشعاع يهدي للوطن انسانا سويا».

وحث رئيس الوزراء على ضرورة سرعة انجاز استراتيجية التعليم الثانوي لتكتمل حلقة البناء الاستراتيجي فيما يخص التعليم.

كما تحدث في الحفل د.عبدالعزيز صالح بن حبتور، نائب وزير التربية والتعليم، مؤكدا أهمية تواصل الاهتمام بشريحة المعلمين باعتبارهم صناع الأجيال.

وألقت التربوية جميلة عبدالله المجاهد كلمة عن المكرمين من المعلمين والمعلمات قائلة: «لقد استبشرنا كتربويين بالحكومة الجديدة وعقدنا عليها الآمال والطموحات ونتطلع من خلالها إلى المزيد من الاهتمام والرعاية للمعلمين».

وقد تخلل الحفل إلقاء بعض القصائد الشعرية وجرى عرض اوبريت فني.

حضر الحفل عدد من الوزراء والمسؤولين بوزارة التربية والتعليم والشخصيات التربوية البارزة.

«الأيام» التقت عددا من المعلمين والمعلمات واستقرأت آراءهم حول مكانة المعلم بين اليوم والأمس وأهم المتغيرات التي طرأت على العملية التعليمية والتربوية.

< التربوية سوسن علي، قالت: «تلاحظون اليوم في تكريم المعلم نجد أن المعلمين دائما بعيدين كل البعد عن هذا اليوم فنحن نظل طوال الصباح بين غبار الطباشير وتراب ساحات المدارس وبين مضايقات الطلاب وأهاليهم والإدارات ونسمع عن يوم تحتفل به الوزارة والمديرون وموظفو الوزارة ولانراه إلا في التلفاز ونسمع عن أسماء لمدرسين ومدرسات يكرمون لا نعلم من أي مدرسة وبماذا تميزوا وما هي الآلية التي تم اختيارهم بها، فأنا كمعلمة ومربية اولا اعمل منذ ثمانية عشر عاما لم أحظ بأي تكريم يذكر بالرغم من أن تقارير الموجهين والموجهات، تشير دائما إلى أنني متميزة، وأنت تشاهدين من يكرم الآن، إما متوفى أو عاجز أو أنه في شكل أو سن لا يؤهله أن يكون معلما، وأيضا تلاحظين أن أكثر من كرم هم في الحقيقة مديرو مدارس أو اداريون أو متقاعدون وحضور المرأة أيضا بينهم ليس بالشكل المطلوب فمن بين 14 معلما مكرمين في أمانة العاصمة على المستوى المركزي هناك خمس نساء فقط».

< وتحدث التربوي عبدالرقيب عبده ناجي، متطرقا للمشاكل التي يواجهها المعلم اليوم قائلا: «من أهم المشاكل التي نواجهها نحن المعلمين وخاصة في الريف هي عدم توفر الوسائل التعليمية، فالمهمة التعليمية الجديدة بحاجة إلى وسائل تعليمية كثيرة جدا ونضطر نحن أن نعمل وسائل تعليمية بأنفسنا وهناك أيضا بعض المعلمين ليس لديهم خبرات كافية في الأساسيات التعليمية وهم بحاجة إلى ورش تدريبية لاستخدام مثل هذه الوسائل، كذلك هناك مشاكل إدارية من بعض الإداريين وعدم فهم للمعلم وكأنه سلعة لديهم يحاولون استغلالها إلى أبعد حد وكأنه رقم سهل جدا ولدينا نحن في العام 360 يوما فمن الظلم والإجحاف تكريم المعلم في يوم واحد وإهانته واستعباده بقية الأيام».

< كما تحدث التربوي حيدرة علي ناجي، مدير التربية بمحافظة ريمة فقال: «إن تدني مستوى ومكانة المعلم يعود إلى أسباب كثيرة بعضها بيئية وبعضها يعود إلى المعلم نفسه فالمعلم قديما كان يحتل مكانة متميزة فهو القيم للناس في الصلاة والذي يحل مشاكلهم والذي يقود المظاهرات والذي يربي المجتمع، وتراجعت هذه المكانة نتيجة للاحباطات المتعددة من المجتمع ولأنه نسي نفسه، وقديما كان إذا اتهم معلم من المستحيل أن يستدعى أو يحبس أو يحقق معه لأن مكانته تضمنه، وكان من الصعب مسه وكان يسمى بـ(الجلد العالي).. وأيضا هناك العوامل الحزبية التي دخلت مؤخرا على التعليم فمثلا إذا كان هناك معلم من حزب معين وضرب طالبا من حزب آخر اعتبروا هذه الإشكالية مسألة تنظيمية ويتم الاعتداء على المعلم في ضوئها.. علينا أن نسعى لأن نعيد للمعلم مكانته وعلى المعلم أيضا أن يضع نفسه في وضع متميز».

< أما التربوية شادية عبدالله باحشوان، مديرة مدرسة باكثير للفتيات فقد استنكرت استخدام عبارة فقدان المعلم لمكانته قائلة: «فقدان المعلم لمكانته كلمة كبيرة جدا، ولكني اعتقد أن هناك بعض المعلمين لديهم شعور بالإحباط، وأرى أيضا أن هناك حقوق ظفر بها المعلم لم تكن سابقا موجودة، ونحن نتعشم خيرا في قيادتنا بأن ترتقي دائما بالمعلم من خلال تدريبه وتأهيله، وعلى المعلم أن يطور نفسه ويرتقي بعمله ولا يتقوقع في إطار المنهج وعليه أن يبدأ من الذات وهناك عدد من المشاكل الاجتماعية والأسرية والمعيشية تعمل على إحباط المدرس وتقوقعه ولكن على المعلم أن يحفر في الصخر حتى يسمو برسالته وأن يتحلى بالثقافة.. وأنا كمديرة مدرسة أشعر أن أكبر المشاكل التي نواجهها هي عدم تواصل أولياء الأمور مع المدرسة خاصة وأني مديرة مدرسة ثانوية للبنات أجد أن تعاون أولياء الأمور مع المدرسة أمر مهم في حل المشكلات».

< وتحدثت عن معاناة المعلم في المدارس الخاصة التربوية سونيا صالح، قائلة: «هناك مشاكل عديدة نعانيها وخاصة معلمي المدارس الخاصة، فنحن نقع بين مشكلتين هما أولياء الأمور والإدارة المدرسية وكأننا بين المطرقة والسندان فالإدارة لا ترغب إلا في إرضاء أولياء الأمور وبالتالي تشجيع الطالب على حساب المعلم مما يجعل الطالب لا يحترم معلمه كذلك تستغل معظم إدارات المدارس الأهلية احتياج المعلم في المدرسة الخاصة للمال أو لصقل دراسته بالخبرة خصوصا وأن التوظيف في التربية أصبح صعبا جدا ويخضع لأمور كثيرة، فتستغل هذه الإدارات تلك الظروف وتعطي للمعلم راتبا زهيدا من ثمانية آلاف إلى خمسة عشر ألف ريال فقط، وعندما تواجهه أي مشكلة مع أي طالب أو ولي أمر يكون دائما المعلم هو المخطئ، وقد يهان المعلم أمام ولي الأمر أو ذلك الطالب، وذلك لأن الإدارة على استعداد للاستغناء عن المعلم وإبداله بألف ولكن ليست على استعداد لأن تخسر ممولها، ذلك لأن ولي الأمر يدفع المبلغ الفلاني وأحيانا هناك بعض المدارس وهي كثر لا تعطي للمعلم راتبه في وقته وأحيانا تراكمه وتخصم عليه دون وجه حق أو تطرده أو تستغني عنه دون أن تعطيه راتبه لمدة أشهر أحيانا، ونحن في التعليم الأهلي لا نجد من يدافع عنا أو من ينصرنا على هذه الإدارات ولا نعرف قانونا ينظم عملنا معهم ويحمي حقوقنا لديهم وتظل الحاجة هي التي تدفعا للعمل معهم وطابور التوظيف الذي لا ينتهي في الخدمة المدنية».