اغتيال نائب لبناني واتهام سوريا بالوقوف وراء التفجير واجتماع طارئ لوزراء الخارحية العرب غداً

> بيروت «الأيام» ربى كبارة:

>
مسوؤلون لبنانيون وقوات من الشرطة بفحصون جثة احد القتلى أمس
مسوؤلون لبنانيون وقوات من الشرطة بفحصون جثة احد القتلى أمس
قتل القاضي وليد عيدو وتسعة اشخاص آخرين أمس الاربعاء في عملية تفجير في بيروت، واتهمت الاكثرية النيابية المناهضة لدمشق سوريا بالوقوف وراء الاغتيال اسوة بسائر الاعتداءات التي بدأت مع اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري عام 2005.

واعلنت قوى الرابع عشر من اذار/مارس المناهضة لسوريا اصرارها على اجراء انتخابات نيابية فرعية في بيروت والمتن، محملة الرئيس اللبناني اميل لحود مسؤولية الاستمرار في عرقلة هذه الانتخابات.

وكان المقعد النيابي في المتن شغر باغتيال النائب والوزير المسيحي بيار الجميل في 21 نوفمبر 2006 في منطقة الجديدة (شمال بيروت).

وقتل عيدو (65 عاما) رئيس لجنة الدفاع الوطني والداخلية والبلديات في البرلمان اللبناني، بتفجير سيارة مفخخة ركنت الى جانب الطريق كما اكد مصدر امني لوكالة فرانس برس.

واوضح المصدر ان “عيدو كان خارجا بسيارته من نادي النجمة حيث مارس رياضة المشي عندما انفجرت سيارة رباعية الدفع كانت متوقفة على جانب الطريق الفرعية المؤدية الى الطريق البحرية الرئيسية” غرب العاصمة اللبنانية.

وليد عيدو
وليد عيدو
ورجح المصدر ان يكون التفجير قد تم عن بعد من دون التمكن حتى الآن من تحديد كمية المتفجرات.

وقضى في التفجير الى جانب عيدو نجله البكر خالد وهو محام اضافة الى اثنين من المرافقين وستة مدنيين.

واصيب ايضا في الانفجار الذي وقع قرابة الساعة 17:30 (14:13 ت غ) 11 مدنيا بجروح.

وأدى الانفجار الى اندلاع حرائق وأثار هلعا كبيرا في هذه المنطقة التي تشهد حركة كبيرة بسبب انتشار المسابح فيها ومنها الحمام العسكري الذي يرتاده ضباط الجيش.

وفور شيوع الخبر تجمهر عشرات من الشبان الغاضبين امام منزل عيدو في شارع فردان وقاموا بحرق الاطارات المطاطية كما افاد مراسل فرانس برس.

ودعت الحكومة مجلس وزراء الخارجية العرب للانعقاد “استثنائيا” كما قررت الطلب من لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري ان تشمل بعملها “الجريمة الارهابية”.

وقال رئيس الوزراء فؤاد السنيورة في كلمة متلفزة تلاها اثر اجتماع طارئ للحكومة “قررنا دعوة مجلس وزراء الخارجية العرب للانعقاد استثنائيا حتى تتحمل الجامعة العربية مسؤوليتها تجاه لبنان”. واعلن اليوم الخميس يوم حداد عام.

واعلنت قوى الرابع عشر من اذار/مارس في بيان انها “لن تقف بعد اليوم مكتوفة الايدي ازاء الجرائم التي تستهدف رموز الامة”.

واكدت اصرارها على “اجراء الانتخابات النيابية في المتن وبيروت لملء المقعدين الشاغرين ومطالبة الحكومة باتخاذ الاجراءات اللازمة لذلك”، محملة “رئيس الجمهورية مسؤولية اي استمرار في عرقلة هذه الانتخابات واعتباره شريكا مباشرا في الجرائم التي تستهدف النواب لتمنعه عن توقيع مراسيم الدعوة الى اجراء الانتخابات”.

وطالبت الحكومة “بتقديم شكوى الى جامعة الدولة العربية ضد النظام السوري ودعوتها الى اتخاذ الاجراءات لردع هذا النظام”.

من جهته، طالب سعد الحريري زعيم الاكثرية النيابية جامعة الدول العربية بمقاطعة “النظام الارهابي” في سوريا والذي اتهمه بالوقوف وراء الاغتيال.

وقال الحريري في كلمة متلفزة “الاصابع نفسها التي اغتالت الشهيد الرئيس رفيق الحريري وسائر الشخصيات، اصابع الشر واجهزة الشر التي تزرع الرعب في كل لبنان، هي نفسها ارتكبت جريمة اغتيال وليد عيدو”.

ودعا “الجامعة العربية بشكل خاص الى تحمل مسؤولياتها تجاه النظام الارهابي الذي يخل بأمن لبنان ويقتل رجاله”.

واضاف “اما ان تتمكن الجامعة من حماية لبنان، البلد المؤسس فيها، واما ان تقاطع نظام الارهاب الذي يعتدي على لبنان بدون هوادة امام اعين العالم كله”.

وقال الحريري “لا يريدون للبنان ان يرتاح ولا للدولة ان تقوم (...) لن نترك الساحة لهم مهما سقط منا ولن نسلم قرار بيروت التي ستبقى عاصمة الحرية والوطنيةوالعروبة”.

ولفت الحريري الى ان “الجريمة الارهابية” التي وقعت أمس الاربعاء هي “اول جريمة بعد دخول المحكمة الدولية حيز التنفيذ”.

واكد “ان مسيرة الحرية ستستمر والمجرمون سيساقون مكبلين الى المحكمة الدولية”.

وهذه اول عملية اغتيال لشخصية مناهضة لسوريا بعدما اقر مجلس الامن المحكمة الدولية لمحاكمة المتهمين باغتيال رفيق الحريري تحت الفصل السابع الملزم من ميثاق الامم المتحدة ودخلت حيز التنفيذ في العاشر من يونيو الحالي.

وتتهم الغالبية النيابية سوريا بالضلوع في اغتيال الحريري في فبراير عام 2005 وما تلاه من اغتيالات.

كما اشارت تقارير تحقيق دولية الى احتمال ضلوع مسؤولين امنيين سوريين في اغتيال الحريري، الامر الذي تنفيه دمشق.

واتهم وزير الاتصالات مروان حمادة “النظام السوري” باغتيال عيدو، مدرجا التفجير في اطار سلسلة التفجيرات التي استهدفت منذ عام 2005 شخصيات مناوئة لسوريا.

وقال حمادة لوكالة فرانس برس “انه مسلسل تصفية جسدية للغالبية النيابية من قبل النظام السوري”.

واضاف “انه القاتل نفسه الذي استشرس قبل قيام المحكمة الدولية وبعدها ليغير المعطيات ويقضي على ثورة الارز ويمنع انتخاب رئيس جديد للجمهورية”.

وقال النائب في الاكثرية انطوان اندراوس “يريد النظام السوري ان يقتلنا واحدا واحدا ليمنع انتخاب رئيس للجمهورية”.

ويثير النصاب المطلوب لالتئام مجلس النواب لانتخاب رئيس جديد للجمهورية جدلا سياسيا ودستوريا في لبنان، علما ان انتخاب معظم الرؤساء اللبنانيين السابقين تم بغالبية ثلثي اعضاء البرلمان.

من ناحية اخرى دعا الحريري الى المشاركة الشعبية في تشييع عيدو اليوم الخميس مطالبا الانصار بـ”التحلي بالهدوء والمسؤولية”. وقال “غدا (اليوم) ستكون بيروت في وداع ابنها. الوداع يجب ان يكون في مستوى الشهادة”.

وأدان الاغتيال الرئيس اميل لحود القريب من سوريا وحزب الله الشيعي الذي يقود المعارضة والنائب المسيحي ميشال عون الذي وقع تفاهما مع الحزب. كما اثار الاغتيال موجة تنديد دولية واسعة.

اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب غداً لبحث الوضع في لبنان وغزة

اعلن مصدر رسمي في جامعة الدول العربية تقديم موعد اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي كان مقررا السبت، الى الجمعة للبحث في تدهور الاوضاع في لبنان والاراضي الفلسطينية.

وقال مدير مكتب الامين العام لجامعة الدول العربية هشام يوسف لوكالة فرانس برس مساء أمس الاربعاء “تم تقديم موعد الاجتماع بسبب خطورة الاوضاع في الاراضي الفلسطينية”.

واشار الى ان لبنان “طلب مناقشة تطورات الاوضاع” فيه، وان الاجتماع الوزاري سيركز ايضا على الوضع في لبنان.

وكان مسؤول كبير في الجامعة اعلن في وقت سابق ان وزراء الخارجية العرب سيعقدون اجتماعا طارئا السبت في القاهرة لبحث سبل وقف المواجهات الدائرة في قطاع غزة بين حركتي فتح وحماس.

وقال المسؤول “بمبادرة من مصر، دعا الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى الى اجتماع طارئ السبت على مستوى وزراء الخارجية لبحث سبل وقف المعارك الدائرة” في قطاع غزة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى