أزمة الكهرباء.. تبريرات بلا حلول

> نعمان الحكيم:

> كنا قد أملنا في مؤسسة الكهرباء ومديرها ومهندسيها الطيبين خيراً، عندما تم البدء بالصيانة والترميم في فترة الشقاء، وكان أملنا أن يكون ذلك هو البداية لحل مشكلة مستعصية ومتفاقمة عاماً بعد عام .. ولكن آمالنا ذهبت في وجهة أخرى، وبعكس كل التوقعات!..الكهرباء شريان مهم ورديف للمياه، وقرين الاستقرار المعيشي الذي فيه اللقمة بكل مكوناتها الغذائية.. إذن هل يمكن أن نستغني عن أحد هذه المكونات؟ بالطبع الإجابة لا وألف لا.. ولذلك نقول ما هو الحل؟!

نحن في مدينة عدن نعيش أزمة طاقة سنة بعد سنة، والوعود بإصلاح حال الكهرباء لا نراها إلا من خلال شفط الفلوس من الناس عبر فواتير بالآلاف المؤلفة، ولكنها تذهب إلى الأعلى ولا يستفاد منها.. وتظل الأزمة قائمة .. وكلما زاد التطور والحياة، ازدادت حدة المعاناة في الطاقة والغذاء والماء.

الآن ازدادت الانقطاعات ولا من يحرك ساكناً، انفجار المولدات، أعطاب فنية، تبريرات لا تقدم حلولاً.. الناس دخلوا في معاناة لا حدود لها، وكأن السلطة المحلية في واقع غير واقعنا، ولا تحس بما نحس، ولربما أن حالها هو الذي جعلها تطبق جفونها في راحة ونوم عميق غير عابئة بما يحدث للناس في هذه المدينة التي تضاعف عدد سكانها إلى ثلاثة أضعاف ما كانوا عليه عشية الوحدة أو (الوحشة) كما يتندر بذلك زميلي عبدالرحمن نعمان!

إننا الآن في ضائقة لا حدود لها.. منازلنا في انقطاعات، والحر لا يطاق، وشوارعنا مضاءة بما فيها الكفاية وأزيد.. إذن هل الشوارع وإطارات الدعاية والترويج والألوان البذخية هي الأهم أم حياة الناس الذين هم ثروة الوطن وسر بقائه وازدهاره؟!

أبناؤنا يكتوون بنار الحر والزمهرير وهم يؤدون امتحانات نهائية للمرحلتين (الأساسية والثانوية) ترى كيف ستكون محصلة امتحاناتهم في ظل الانقطاعات المتكررة ليلاً ونهاراً، في المذاكرة وفي الأداء الامتحاني؟!

نحن عندما نكتب نعلم أن الإمكانيات الحالية قد لا تكون مسخرة بما فيه الكفاية لكننا نتساءل أين كان القائمون على الكهرباء منذ نصف عام؟ وهل هم في (عسل) ألهاهم عن قدوم صيف سوف يعصف بكل شيء؟.. مجرد تساؤل من الشارع الذي يقلب يداً ويرفع الأخرى إلى السماء!

ليس هناك ما يمكن القبول به إطلاقاً من مبررات مهما حاولوا إقناعنا بها، فالواقع يشير إلى إهمال وتواكل وتفريط بالطاقة الكهربائية على أمور ليست مهمة، في حين أن المواطن يتجرع كل الويلات وآخرها كانت الكهرباء.. وقالوا لنا طاقة نووية، لكنها لن تكون إلا بعد سنوات.. وليس كل جديد يحمل معه المفيد، إلا في حالات استثنائية.

اتقوا الله في الناس وارفعوا عنهم ظلم الحر وجنبوهم أعطال أجهزة المنازل من مكيفات وثلاجات وتلفزيونات صارت إلى المجهول.. فهل أنتم فاعلون؟!

وللسلطة المحلية نقول: أنتم في المرمى والكرة لديكم ولا يشارككم في ذلك إلا تحسين الأداء للأمانة الملقاة عليكم.. ولا تنسوا أننا صوتنا لكم لكي نسعد، لا لكي نشقى!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى