غزة تعمق الانقسامات في السياسة الفلسطينية

> رام الله «الأيام» وفاء عمرو:

>
أحد عناصر الأمن الفلسطيني يمسك بفتى خلال مظاهرة للطلاب بمدينة الخليل أمس
أحد عناصر الأمن الفلسطيني يمسك بفتى خلال مظاهرة للطلاب بمدينة الخليل أمس
تسبب العنف في قطاع غزة وإقالة الرئيس الفلسطيني محمود عباس للحكومة في تعميق الانقسامات بين حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) وفتح الفصيلين السياسيين الرئيسيين بالأراضي الفلسطينية وإجبار فصائل أصغر على مساندة طرف أو آخر.

لكن محللين قالوا إن الفصل بين قطاع غزة الذي تديره حماس حاليا والضفة الغربية الأكبر مساحة والتي تهيمن عليها حركة فتح التي يتزعمها عباس قد يزيد من شعور الفلسطينيين بخيبة الأمل إزاء زعمائهم المتخاصمين.

وأظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة الشرق الأدنى للاستشارات بعدما عين عباس حكومة طوارئ جديدة عقب هزيمة حماس لقوات فتح في قطاع غزة أن واحدا من بين كل ثلاثة فلسطينيين يؤيد فتح بينما يؤيد حماس نحو نصف هذا العدد فيما قال 43 في المئة من الذين استطلعت آراؤهم إنهم لا يثقون في أي فصيل سياسي.

ومن بين الجماعات الأصغر الكثيرة في المنظومة السياسية التي مزقتها عقود من الكفاح السري والاحتلال أدانت أغلب الفصائل العلمانية حماس.

والكثير من تلك الجماعات أعضاء مثل فتح في منظمة التحرير الفلسطينية التي يتزعمها عباس أيضا.

وانتهجت جماعات صغيرة أخرى إسلامية وعلمانية نهجا مختلفا. فقد أدانت حركة الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومقرها دمشق أعمال العنف التي وقعت الأسبوع الماضي غير أنها أحجمت عن إعلان دعمها الصريح لتشكيل عباس حكومة طوارئ.

غير أن زعماء أغلب الفصائل اليسارية بمنظمة التحرير الفلسطينية انحازوا إلى فتح في المطالبة بمقاطعة أي محادثات مع حماس إلى أن يقبل القيادي بالحركة إسماعيل هنية إقالته من رئاسة الوزراء وينهي السيطرة العسكرية للحركة على قطاع غزة.

وقال المحلل السياسي عبد المجيد سويلم “حماس في ورطة كبيرة الآن ومعزولة من الفصائل الأخرى.”

وأعرب عن اعتقاده في أن حماس “تخطئ التقدير” إذا كانت تعتقد أن السيطرة على غزة ستزيد من قوتها التفاوضية.

وتصر حماس على أنها دافعت فقط عن نفسها وقالت إن إقالة عباس للحكومة “انقلاب”.

وقال يحيى موسى المسؤول الكبير في حماس “نحن متمسكون بعدم شرعية اجراءات الرئيس عباس خاصة تشكيل حكومة الطوارئ.” غير أن زعماء فتح يرفضون الحوار حتى الآن. وقال قدورة فارس المسؤول الكبير في فتح “هم في ورطة وهذا ليس نصرا لهم.” مشيرا إلى أن الغضب لا يزال مشتعلا.

واضاف “ كيف نحاور وهم يقتلون وينهبون.” وأدان مروان البرغوثي أحد أبرز المدافعين في فتح عن المصالحة حماس بشدة فيما يبرز مدى اتساع الهوة بين حماس وفتح بعد خمسة أشهر من اتفاق الحركتين في مكة على تشكيل حكومة الوحدة الوطنية التي لم تدم طويلا بقيادة هنية.

وبرز البرغوثي خلال الانتفاضة الفلسطينية التي بدأت في عام 2000 ولا يزال شخصية قوية في الجيل الأصغر في فتح منذ أن سجنته إسرائيل في عام 2002. ووجه البرغوثي من السجن دعوة إلى هنية للقبول بإقالته من رئاسة الوزراء ووصف سيطرة حماس على قطاع غزة بأنها انقلاب.

وقال البرغوثي “من زنزانتي الصغيرة المظلمة أتوجه إلى شعبنا العظيم بما يلي.. اعتبار الانقلاب العسكري في غزة يشكل تهديدا خطيرا لوحدة الوطن وتهديدا للقضية الفلسطينية وانحرافا عن خيار المقاومة وتخريبا لمبدأ الشراكة الوطنية... الدعم الكامل لتشكيل حكومة فلسطينية جديدة برئاسة الدكتور سلام فياض.”

وتجسد بعض الخصومة بين الحركتين صراعا على النفوذ والتأييد بين أربعة ملايين فلسطيني يسكنون الضفة الغربية وقطاع غزة. كما أن لكل من الحركتين تاريخ مختلف عن الأخرى.

فقد هيمنت فتح بشكل فعال على السياسة الفلسطينية منذ عام 1965 وحتى هزيمتها سياسيا على يد حماس في الانتخابات التشريعية التي جرت في يناير 2006 ثم عسكريا في قطاع غزة الأسبوع الماضي.

واضرت الشكاوى من الفساد بصورة فتح منذ فترة طويلة بين الفلسطينيين وحتى قبل وفاة زعيمها المؤسس ياسر عرفات في عام 2005 والتي كشفت عن انقسامات داخلية وصراع على السلطة بين الحرس القديم الذي كان مع عرفات في المنفى حتى منتصف التسعينات والزعماء الأصغر.

بينما تأسست حماس في عام 1987 عندما حمل الإسلاميون الفلسطينيون السلاح ضد إسرائيل.

وكسبت الحركة شعبية من خلال برامج اجتماعية تقوم جزئيا على نفس نهج جماعة حزب الله اللبنانية.

واختلفت الحركة مع فتح في التسعينات عندما تخلى عرفات عن الكفاح المسلح لصالح المفاوضات فيما رفضت حماس التخلي عن مهاجمة إسرائيل.

وخاض عرفات وفتح معارك ضد فصائل منافسة أخرى غير أنها لا تقارن بمعارك الأسبوع الماضي في قطاع غزة.

وقد يبقى المذاق المرير طويلا.

وقال المحلل السياسي سويلم “لم تصل الخلافات في يوم من الأيام إلى هذه الدرجة من الكراهية والدموية. هذا غير مسبوق في التاريخ الفلسطيني.” رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى